ماذا تريد داعش من أفغانستان؟

9 فبراير 2016

 

إن اجتياح القوات الأجنبية وخروجها من العراق فسح المجال أمام مجموعة متشددة جديدة تدعى (داعش) بأن تبصر النور وتنشط إلى جانب غيرها من المجموعات الإرهابية والمتمردة في هذا البلد، هذا التنظيم عمل على تثبت وجوده وأعلن عن زعيمه في العراق قبل أن يتمدد إلى البلدان الأخرى.

وقد إستغل الإضطرابات الأمنية الموجودة في بعض البلدان الإقليمية كسوريا و أفغانستان وإستطاع إلى حد كبير الإستفادة من التصدع الأمني في هاتين البلدين والتي وصلتا إلى ما هي عليه الآن بسبب تدخل القوى العالمية الغربية.

وبسبب حضور جماعة طالبان وغيرها من المجموعات المتمردة ضد الحكومة الأفغانية إستقر التنظيم الإرهابي في المناطق الشرقية لأفغانستان وبدأ بممارسة أنشطته الإرهابية على عدة أصعدة فأسس محطة إذاعية و عمل على تجنيد المقاتلين الشباب من بعض مديريات ولايايتي كنر و ننغرهار.

2

 

لكن ماذا تريد داعش من أفغانستان؟

هذا التنظيم الإرهابي استغل حالة إنعدام الأمن في البلاد وإنشغال الحكومة بالتجاذبات الداخلية فضلاً عن إنهماك القوات الأمنية في قتال المتمردين في الولايات الشمالية بالشكل الأمثل ويعمل بهدوء لتمهيد الطريق من أجل الوصول إلى بلدان آسيا المركزية.

غياب سيادة الحكومة الأفغانية على بعض مديريات الإدارية التابعة لولاية ننغرهار هيئ الأرضية الخصبة ليمارس التنظيم أنشطته ويعد الخطط والبرامج لتحقيق أهدافه الداخلية والخارجية وتقويته أكثر من السابق، وهو يسعى لجعل أفغانستان واحدة من أقوى قواعده إلى جانب العراق وسوريا وهذا ما يؤكده ردود الأفعال والمخاوف التي أبدتها آسيا المركزية التي تملك حدوداَ مع أفغانستان.

كما أن داعش أعلنت عدة مرات نيتها التوسع نحو آسيا الوسطى ولذلك تعمل على تعزيز حضورها في أفغانستان للوصول إلى مبتغاها.

وفي هذا الصدد فإنها تسخر الإيرادات المالية من بيع النفط العراقي من أجل تحقيق أهدافه وتنظر إلى أفغانستان على أنها جسر إلى قلب آسيا وهناك إعتقاد راسخ بأن التنظيم الإرهابي يسعى للحضور في بلدان طاجيكستان وقزاقستان وقرغيزستان واوزبكستان التي تقع جميعها بجوار أفغانستان.

وفي مواجهة المد المتطرف فقد إتخذت هذه البلدان إجراءات أمنية واسعة النطاق في تعزيز حدودها مع أفغانستان.

على أن العامل الأهم في هذا الإطار هي برفع مستوى التنسيق وتوطيد العلاقات بين بلدان آسيا الوسطى مع أفغانستان لسد الطريق أمام المشروع الإرهابي لداعش (بالإمتداد من الجنوب نحو شمال القارة).

إن مشاركة أفغانستان وتواجد روسيا في منظمة شنغهاي يمكن أن يكون له الأثر الأكبر لمواجهة المشروع الإرهابي، وهذا يعتمد في الدرجة الأولى على قدرة المسؤولين الأفغان خاصة أن الدكتور عبدالله عبدالله رئيس الهيئة التنفيذية في حكومة الوحدة الوطنية قال بوضوح أن حالة التدهور الأمني في البلاد لم ينخفض كما وعدت إسلام آباد التي يعرف القاصي والداني على أنها تستطيع لعب دوراً محوري في الضغط على قيادات المتمردين الذين يقطن أغلبهم في الأراضي الباكستانية.

إذا فالحكومة الأفغانية في مواجهة مجموعتين الأولى طالبان المتمردة والثانية داعش الإرهابية، وهذا ما يستدعي نية صادقة وإرادة جدية حتى لا تعمل بلدان آسيا الوسطى إلى خلق مشاكل جديدة لأفغانستان إذا ما تحققت مشروع داعش في المنطقة.

Author

آسيا الوسطى

أفغانستان

داعش


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.