سنودن ليس السبب بتوتر العلاقات بين روسيا وامريكا

11 أغسطس 2013

سنودن ليس السبب بتوتر العلاقات بين روسيا وامريكا

تقرير وكالةانباء الشرق الاوسط افغانستان

لا تشكل المشاحنات الأمريكية – الروسية بشأن إدوارد سنودن، مسرب تفاصيل برنامج التجسس السري الأمريكي، سوى قمة جبل جليدي وسط علاقات فاترة بين البلدين، حسبما يقول الخبراء الأمريكيون.

فقد منحت روسيا مؤخرا لجوءا مؤقتا لسنودن بعدما سرب معلومات سرية عن برنامج مراقبة أمريكي هائل، ما أثار حنق واشنطن.

وفي إجراء انتقامي، ألغى الرئيس الأمريكي باراك أوباما قمة كانت مقررة الشهر المقبل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرجعا ذلك إلى إحراز تقدم ضئيل في القضايا الجوهرية بين البلدين.

— قضية ثانوية وسط اتجاه أعرض

وذكر الخبراء الأمريكيون أن مسألة سنودن ليست سوى قضية ثانوية وسط اتجاه أعرض للعلاقات الأمريكية – الروسية الآخذة في التدهور.

وصرح ستيفن بيفر الباحث الزميل في مؤسسة ((بروكينجز)) بأن العلاقات الأمريكية – الروسية “تسير الآن على أرض وعرة”. وقال إنه فيما اتفق الجانبان حول نطاق عريض من القضايا بما فيها شبه الجزيرة الكورية وإيران وخفض الأسلحة النووية، شهدت الأشهر الـ18 الماضية خلافات حادة بشأن الملف السوري.

فروسيا مازالت تؤيد الرئيس السوري بشار الأسد فيما دعت إدارة أوباما مرارا الأسد إلى التنحي، ما أثار توترا في العلاقات بين البلدين.

كما أعربت واشنطن عن قلقها إزاء ما تعتبره سياسات محلية روسية متشددة منذ عودة بوتين إلى الرئاسة في العام الماضي.

وفي معرض حديثه يوم الثلاثاء في برنامج “تونايت شو” مع المذيع جاي لينو، أعرب أوباما عن خيبة أمله إزاء قانون مناهضة المثلية الجنسية الروسي الجديد.

وفي الوقت ذاته، يعتقد بوتين أن تصوير الولايات المتحدة على أنها خصم يفيده محليا، إذ أنه يصل بذلك إلى قلوب المزيد من العناصر المحافظة للحفاظ على قاعدته بعد فقدان دعم الطبقة المتوسطة في موسكو وسان بطرسبرج، حسبما قال بيفر.

وفي يوم الجمعة، أشار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى أن الولايات المتحدة وروسيا بحاجة إلى التعاون على نحو أفضل في قضايا مثل سوريا حيث استضاف هو ووزير الدفاع تشاك هيغل نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو في محادثات رفيعة المستوي (اجتماع 2+2) حول الأمن والإستراتيجية.

— تضخيم قضية سنودن

وذكر بيفر أن أوباما أساء التعامل مع قضية سنودن، وتركها تحتل قدر ضخما من الأهمية في العلاقات رغم أنه على مدار عقود، عملت واشنطن وموسكو بمهارة على إحتواء مثل هذه القضايا حتى لا تقوضا العلاقات الأعرض .

وقال “أظن أن هذه الإدارة جانبها الصواب عندما طالبت بعودة سنودن في الوقت الذي كان عليها أن تعلم أنه لا توجد فرصة في أن يقوم الروس بإعادته”.

وأضاف بيفر أن الولايات المتحدة ما كانت لتسلم شخص روسي هارب مهما حدث.

وذكر أن “(الولايات المتحدة) جعلت على نحو غير حكيم من سنودن قضية عامة أكبر من حجمها الأصلي”.

بيد أنه أعرب عن اعتقاده بأن القمة ألغيت لعدم وجود آفاق أمام إحراز تقدم في قضايا أكبر.

ولفت إلى أن “الانطباع السائد، وهو غير صحيح، يدور حول أن القمة ألغيت بسبب سنودن”.

وفي مؤتمر صحفي عقب اجتماع (2+2) الذي عقد يوم الجمعة واستؤنف بعد خمس سنوات، قال مسؤول أمريكي بارز إن الجانبين عقدا اجتماعات “إيجابية وبناءة” حول مجموعة من القضايا ومن بينها سوريا، وأفغانستان، وإيران، وشبه الجزيرة الكورية، وأن قضية سنودن “لم تهيمن على الأجندة أو تلقى بظلالها عليها”.

— إستراتيجية ما بعد الحرب الباردة

وذكر بيفر أن روسيا تحركت في السنوات الأخيرة لإعادة التأكيد على نفوذها في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي بما في ذلك دول مثل أوكرانيا وبيلاروس ومولدوفا بالرغم من أن الكرملين لا يحاول إعادة بناء الاتحاد السوفيتي.

وأوضح جورج فريدمان، كبير المديرين التنفيذيين في شركة ((ستراتفور)) الاستخباراتية الخاصة، إن روسيا تعمل في رد فعل للانقلاب الهائل في الأوضاع عام 1991 الذي يرى من وجهة نظره أن الولايات المتحدة اغتنمت كل فرصة لاستغلاله بدءا من كوسوفو إلى أوكرانيا ومنطقة البلطيق.

وقال فريدمان في مقالة نشرت على الموقع الإلكتروني لـ ((ستراتفور)) “للوهلة الأولي بدا أن الأمريكيين سينجحون في تحطيم القوة الروسية بشكل دائم. ولولا حادث 11 سبتمبر، ربما نجحوا في ذلك. ويبدو أن روسيا نفسها تعمل على خلق نطاق محيط من الأمن لحماية نفسها وتأكيد نفوذها كقوة عظمي”.

Author

السبب

العلاقات

امريكا

اوباما

بوتين

توتر

روسيا

سنودن

ليس


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.