10 أكاذيب تستخدمها أمريكا في أفغانستان

14 أبريل 2014

10 أكاذيب تستخدمها أمريكا في أفغانستان

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

نشر موقع “جلوبال بوست” الإخباري الأمريكي تقريراً أعدته الكاتبة الصحفية جان ماكِنزي، تناولت فيه كيف لا يعترف الأمريكيون بما يحدث على أرض الواقع في أفغانستان ويلتمسون مهرباً في الأكاذيب الغامضة التي لا تعبر عن الحقائق الملموسة بأي حال.

تقول ماكِنزي: “بينما يستمر العد التنازلي للانسحاب المرتقب للقوات الأمريكية من أفغانستان، يحاول الجيش الأمريكي تحديد الطريقة التي يسوق بها فكرة أن التدخل الدولي قد أكمل مهمته الأساسية بالفعل .. وجلَبَ السلام والاستقرار إلى شعب لم يعرف مذاق أيٍّ منهما على مدار الخمس وثلاثين سنة الماضية”.

الحل، كما توضح الكاتبة، هو اللجوء إلى قليل من اللغة المخادعة والكذب. وهذا الحل العجيب، كما أوضح الروائي البريطاني الشهير جورج أورويل، “يعني الاستعداد الخالص للقول بأن اللون الأسود أبيض … كما يعني القدرة على الاعتقاد بأن الأسود أبيض، والأكثر من ذلك، أن نعرف أن الأسود أبيض، وأن ننسى أننا قد اعتقدنا العكس في أي وقت مضى”.

وتقدم لنا الكاتبة 10 أكاذيب يستخدمها الأمريكيون لتحريف الحقائق حول الحرب في أفغانستان:

1. “نحن لا نغادر أفغانستان، وإنما ننتقل منها”.
خرجت هذه الكلمات من فم الجنرال جوزيف دانفورد، قائد قوات الناتو في أفغانستان، الذي كان يشعر ببعض الألم وهو يشرح لماذا لن ينجرف هذا البلد المضطرب في حرب أهلية بعد انسحاب الناتو، على غرار الطريقة التي انفجر بها الصراع بعد أن رحل السوفييت عن أفغانستان قبل 25 عاماً.

في مقابلة في نهاية الأسبوع الماضي مع صحيفة “فاينانشال تايمز” في كابول، نحّى الجنرال المقارنة جانباً، وهو يقول: “إنني لا أرى ما نقوم به على أنه انسحاب، ولذا أرفض تشبيهه بما حدث أيام السوفييت”.

يمتلك الناتو الآن ما يزيد قليلاً على 51.000 جندي في أفغانستان، منهم 33.500 جندي أمريكي. وفي ذروة الحرب، كان هناك ما يقرب من 150.000 جندي في الميدان. وهذا يعني “انتقال” ما يقرب من 100.000 جندي حتى الآن.

2. “يتعين على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في القريب العاجل الالتزام بشكل لا لبس فيه بمرحلة ما بعد عام 2014 في هذا البلد”.
نقل موقع “ديفنس وان” الأمريكي المعني بالشؤون العسكرية هذا التصريح هذا الأسبوع عن جنرال البحرية المتقاعد جون ألين، الذي سبق الجنرال دانفورد في شغل منصب قائد قوات الناتو في أفغانستان. يمتلك جون ألين فكرة مضحكة عن “الالتزام”.

يفيدنا القاموس بأن “الالتزام” يعني فعل شيء محدد. وهذا يخفي حقيقة أن القرار ليس في يد الناتو بكل تأكيد.

كانت حكومة الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تتوق بشدة إلى “الالتزام” بالبقاء في أفغانستان، ولكن رفض الرئيس حامد كرزاي توقيع اتفاقية أمنية ثنائية شابها مفاوضات ملتوية. تحدث وزير الخارجية جون كيري بصرامة، وأعطى كرزاي مهلة “حازمة” تلو الأخرى، لكن الرئيس الأفغاني تجاهلها جميعاً.

الآن وقد مرّت الانتخابات الرئاسية في أفغانستان دون كثير من الضجيج، فربما يتم “الالتزام” بمرحلة ما بعد الانسحاب (عفواً! ما بعد الانتقال) من البلاد، إذا كانت لفظة “الالتزام” تعني “قُل من فضلك أولاً”.

3. “قلوب وعقول”
تعتبر القلوب والعقول إحدى الركائز الرئيسية لعقيدة مكافحة التمرد التي وضعها الجنرال ديفيد بترايوس، الذي ألف كتاباً حول هذا الموضوع.
وكما ذكر بترايوس والمؤلف المشارك الجنرال جيمس آموس في ديسمبر 2006، فإن لفظ “القلوب” تعني إقناع الناس بأن مصلحتهم العليا تكمن في نجاح مكافحة التمرد. أما لفظ “العقول”، فيعني إقناعهم بأن القوة يمكن أن تحميهم وأن مقاومتها أمر غير مجدٍ”.

عندما تولى بترايوس قيادة “الناتو” في عام 2010، ضاعف عدد عمليات “القتل/الاعتقال” التي تقوم بها قواته، وهي العمليات التي كان جنوده يقتحمون فيها منازل المشتبَه فيهم من متمردي طالبان، عادةً في الليل، فيقتلونهم أو يأسرونهم.

في الواقع، تم الإفراج عن عدد كبير من هؤلاء المعتقلين في وقت لاحق لأنهم كانوا الأشخاص الخطأ، فلم يكن هناك ما يكفي من الأدلة لاحتجازهم أو غيرها من المخالفات. وبالطبع لا توجد أي وسيلة للتعويض عن القتلى.

وكمناورة لكسب الثقة، لم تكن كل العمليات ناجحة، في الواقع، كانت الغارات الليلية حجر عثرة رئيسي في المفاوضات مع كرزاي خلال الاتفاقية الأمنية الثنائية.

ربما كان بترايوس يعمل وفقاً لفهم مختلف للمصطلح: هناك اقتباس شهير، غير معلوم المصدر، يقول “عندما تدفعهم للحرص بشدة على أنفسهم (خشية الإصابة)، ستتبعك قلوبهم وعقولهم”.

4. “المكاسب الهشة القابلة للضياع”
كان بترايوس أستاذاً في فن اللغة المخادعة، وساهم بالعديد من الأقوال التي لا تُقدر بثمن في هذا الفن المتنامي. وهو الذي قال ذات مرة “المكاسب الهشة القابلة للضياع” أثناء ترويجه لحلف شمال الأطلسي في مارس (آذار) 2011 بينما كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تقول بأن القوات الدولية كانت، في الواقع، تعاني من التراجع.

وكما أوضح أحد المحللين في ذلك الوقت: “لقد ضاعت معظم [المكاسب] بالفعل”.

5. “أفغانستان جيدة بما فيه الكفاية”
يُفترض أن هذا التعبير العسكري يعني أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتوقع التزام أفغانستان بمعاييرها غير الواقعية. في الواقع، لقد طرأ على هذا التعبير تحوّل بحيث صار يعني قبول ما يمكن إنجازه، وليس ما هو ضروري.
فهل ما تحقق جيد بما فيه الكفاية؟ سنعلم بمرور الوقت.

6. “المعاملة الإنسانية”
تشير هذه العبارة إلى مذكرة وقّعها الرئيس جورج دبليو بوش في فبراير (شباط) 2002. كان موضوع المذكرة هو “المعاملة الإنسانية لمعتقلي طالبان والقاعدة”، وقد مهّدت الطريق لاستخدام “تقنيات الاستجواب المحسَّنة” في وقت لاحق والتي تم تعريفها في ما يُسمى “مذكرات التعذيب”.
ويصرح اسم المذكرات بما فيه الكفاية.

7. “برنامج حماية الشعب الأفغاني”
تم إنشاء هذه الميليشيات المجهزة تجهيزاً جيداً ولكنها ضعيفة التدريب كجزء من مبادرة أمريكية في عام 2009. كان من المفترض أن يقوم برنامج حماية الشعب الأفغاني، بما في ذلك الشرطة المحلية الأفغانية، بتجنيد الأفغان العاديين في الحرب ضد طالبان. وبدلاً من ذلك، تفيد بعض المصادر أنهم تحوّلوا في كثير من الأحيان إلى عصابات مسلحة تتنمر على الناس الذين كانوا يُفترض بهم حمايتهم.
هل هذ هو المقصود بعبارة “أفغانستان جيدة بما فيه الكفاية؟”

8. “تصعيد القوة”
يتم تعريف هذه العبارة في كتيب للجيش بأنها “إجراءات متسلسلة تبدأ بتدابير قوة غير قاتلة (إشارات بصرية تشمل الأعلام والأضواء والليزر والألعاب النارية) وقد ترقى إلى التدابير القاتلة (العمل المباشر) لتشمل التحذير أو التعطيل أو الطلقات القاتلة لهزيمة تهديد أو حماية القوة”.

وبعبارة أخرى: إطلاق النار على حافلة تُقلّ مدنيين في قندهار لأن السائق لم يرى أو يفهم الإشارات التي تم نشرها. لقي خمسة أشخاص مصرعهم، وأُصيب 18 آخرين بجروح، في تلك الحادثة في أبريل (نيسان) 2010.

ولكن، كما كتب قائد فصيلة الجيش الأمريكي راجيف سرينافاسان على مدونته: “ما أهمية أن تكون الحافلة مليئة بالمدنيين؟ … إنني هنا ليس من أجل الشعب الأفغاني، وإنما من أجل الشعب الأمريكي”.

ويصر أن جميع السائقين الأفغان يقودون السيارات وهم تحت تأثير المخدرات، بحيث “لا يركّزون”. ولذلك من الطبيعي أن يكونوا موضع شبهة.

أضاف سرينافاسان قائلاً: “إن الخطر الذي حاق بحياة أمريكي واحد في ذلك الصباح سيعطيني أكثر من سبب لفتح النار”.
هناك الكثير من التدابير لحماية المدنيين الأفغان بالفعل.

9. “عملية الحرية الدائمة”
هذا هو الاسم الرسمي الذي أُطلق على الحرب في أفغانستان. ويبدو أفضل بكثير من “عمل عسكري يهدف إلى استعادة ثقة الولايات المتحدة بعد الصدمة والدمار اللذين لحقا بها في 9/11”.

كان الغزو عقابيّاً، حسبما أوضح الرئيس جورج دبليو بوش عندما خاطب الكونجرس في 20 سبتمبر (أيلول) 2001. “ستسلم (طالبان) الإرهابيين أو سيشاركونهم مصيرهم”. لكن، لم تقم طالبان بتسليم الإرهابيين، ولم تشاركهم مصيرهم.

لقد فرّ أسامة بن لادن وبطانته فوق سلسلة جبال هندوكوش واستقر في باكستان وعاش في راحة نسبية لمدة 10 أعوام، وترك طالبان والشعب الأفغاني يتحملان الحرية التي جلبتها الولايات المتحدة.

10. باكستان حليف لنا
كانت إسلام أباد تبدو في الظاهر كشريك في الحرب على الإرهاب، وحصدت فوائد مالية كبيرة نظير تعاونها. كانت هناك بالطبع عمليات عَرَضِيّة تقوم بها طيارات دون طيار أدت إلى مقتل العشرات من الجنود الباكستانيين، وأجرت الولايات المتحدة في بعض الأحيان عمليات عسكرية في باكستان دون إخطارها أو الحصول على إذن منها – لنتذكر معاً عملية أبوت أباد (التي قُتل فيها أسامة بن لادن)، في عام 2011. لا يبدو ذلك نوعاً من التحالف.

في الواقع، كتبت كارلوتا جال الصحفية بجريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية قائلةً: “لقد كانت الاستراتيجية التي طورتها باكستان تقتضي في الظاهر التعاون مع الحرب الأمريكية ضد الإرهاب بينما كانت تعمل سراً على تحريض مقاتلي طالبان وكشمير والعناصر الأجنبية في تنظيم القاعدة بل والتنسيق معهم”.

تضيف جال بأن الولايات المتحدة “كانت بطيئة في تقديرها للأمور، ورفضت في وقت لاحق مواجهة (هذا الواقع) خوفاً من حدوث مواجهة أكبر مع بلد مسلم قوي”.

فهل تتجاهل الولايات المتحدة الواقع؟ أم تتعامى عنه عن طريق اللغة المخادعة والأكاذيب؟

Author

أفغانستان

أكاذيب

أمريكا


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.