يحث ملف أفغانستان بين الصين وأمريكا

27 مارس 2014

يحث ملف أفغانستان بين الصين وأمريكا

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

وصلت مجموعة من كبار المسؤولين الأميركيين المخضرمين إلى بكين أخيرا، وسط تصدر خبر الرحلة الجوية “أن أتش 370″، المفقودة لعناوين الصحف، وذلك لإجراء محادثات سرية مع نظرائهم الصينيين.

وقام المسؤولون بهذه الرحلة كمرحلة أولية من محادثات جديدة حاسمة بشأن أفغانستان، وذلك لمناقشة الدور الذي يمكن للصين أن تلعبه في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي.

ويعد هذا تطوراً مهماً في اللعبة الأممية الكبرى من شأنه إعادة تنظيم التوازن الجغرافي الحساس في المنطقة.

وموهت المواجهة العلنية بين القوتين العسكريتين الأكبر في بحر الصين الجنوبي حول جزر “سينكاكو”، أو جزر “دياويو”، كما تعرف بالصينية اتفاقا وديا متناميا بين الصين وأميركا على منطقة وسط آسيا.

وفي هذا الشأن قال مسؤول في الخارجية الأميركية جاء مع الوفد إن “الصينيين مدركون تماما أننا نتحمل الموقف ذاته في أفغانستان، واهتماماتنا تتوازى تماما هناك”.

وتلقى هذا الحوار دعما كبيرا، أخيرا، وذلك عندما عانت الصين مما أسمته إحدى الصحف التابعة للحزب “أحدث 11 سبتمبر الخاصة بالصين”، والمتمثلة بهجوم عنيف شنته إحدى المجموعات المسلحة المؤلفة من 8 أفراد في محطة “كونمنغ”، في مقاطعة “يونان”، الصينية، والتي خلفت 29 قتيلاً و140 جريحاً. وكانت السلطات قد صرحت وقتها أن المهاجمين هم من “اليوغور”، وهي أقلية مسلمة تتحدث التركية، إلى جانب آخرين غيرهم يطالبون باستقلال المنطقة الواقعة شمالي غربي “شينجيانغ”، أو شرقي تركمانستان كما يسميها “اليوغور”.

وكان الخلاف بين “اليوغور”، وصينيي “الهان”، قد هدأ لسنوات عدة. وفي عام 2009، خلفت أعمال الشغب بين الجانبين في عاصمة منطقة “اورومتشي”، أكثر من 100 قتيل.

وفي أكتوبر من عام 2013، ارتطمت سيارة تحمل 3 من “اليوغور”، بمجموعة مشاة بالقرب من ميدان “تيانمين”، مما أدى إلى مقتل 2 وجرح 40 آخرين.

من جانبها علقت السلطات الصينية على الصينية على الحدث قائلة إنه من تنفيذ حركة تركمانستان الشرقية الإسلامية المعروفة باسم “ايتم”، وهي إحدى ميليشيات “اليوغور”، المرتبطة بطالبان وبشبكة المجاهدين الباكستانيين.

ومنذ فترة ليست ببعيدة، تناول الكثير من القيل والقال في الصين حركة “ايتم”، مع اتهامها بقرصنة الطائرة “أن أتش 370”.

وقد ينطوي هذا الاتهام على خدعة لا تصدقها الولايات المتحدة، وذلك لأنها تقول بأن “اليوغور”، غير موجودين بحجم كبير في أفغانستان وباكستان.

ورغم ذلك، فإن تصور وجود علاقة بين باكستان وحركة “اليوغور”، المسلحة أصبحت عاملاً حاسماً في تغيير المنهج الصيني في أفغانستان.

وقبل 5 سنوات نظر الصينيون إلى أفغانستان على أنها مصدر للمواد الهيدروكربونية والمعدنية، ولمليارات الدولارات الناتج عن الاستثمار في الغاز والنحاس والحديد والذهب والألمنيوم، وهي الموارد التي تحتاجها الصين إذا أرادت توسيع اقتصادها.

وفي عام 2008، جلبت كل من شركة “تشاينيز ميتالوريغكال غروب”، وسرعة “يانغكسي كوبر”، عقداً مدته 30 عاماً لما عُرف بأنه أكبر وديعة للنحاس في العالم.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه وبعد هجمات طالبان ظل العمل في المنجم خامدا، وأصبحت بكين اليوم تنظر إلى أفغانستان على أنها مشكلة أمنية أكثر منها فرصة اقتصادية.

وفي سبتمبر عام 2012، بدأت الصين تعاوناً أمنياً مع نظام حكم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، وذلك بتدريب 300 رجل شرطة أفغاني.

ومنذ ذلك الحين تتعاون الولايات المتحدة والصين في تدريب الدبلوماسيين الأفغان، وعمال الصحة، والمهندسين الزراعيين.

وقال بيرنت روبين، الذي تنحى منذ وقت قريب عن منصبه كمستشار لبعثة أوباما في أفغانستان وباكستان: إن “الصين وأميركا لديهما مصالح متلاقية ومتنامية في المنطقة الواقعة غرب الصين”.

بينما تلح الصين على باكستان باتخاذ خطوات أكثر لاحتواء الجماعات المسلحة، فإنها تجري محادثات تعاون أمني مع الهند بشأن أفغانستان.

ويشار إلى أن كثيراً من الأحداث التي ستحدث مستقبلاً ستتحدد عبر الأحداث الحاصلة في الانتخابات الأفغانية.

 فكرزاي سيتنحى و”ناتو”، والولايات المتحدة الأميركية سينسحبان من البلاد.

ولسوء الحظ، فإن استقرار وسلامة أفغانستان خلال هذه الفترة أمر لا يمكن حتى للقوة المتنامية للصين أن تضمنه.

Author

أفغانستان

أمريكا

الصين

مباحثات

ملف


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.