مهاجر أفغاني في فرنسا: هربنا من طالبان لكننا وجدنا طالباناً آخر هنا

27 يونيو 2016

ندم عميق، وأسى على مبارحة الأوطان رغم مآسيها، ذلك ما عبر عنه مهاجرون كثر هنا بمخيم “جانجل” في مدينة “كاليه” المطلة على بحر المانش شمالي فرنسا.

ويضم المخيم نحو خمسة آلاف طالب لجوء هرب معظمهم من الصراعات بأفغانستان والصومال وسوريا والعراق، وكانوا يأملون في الانطلاق إلى بريطانيا عبر بحر المانش.
1ا

أفغاني يدعى “عبد” (28 عاما) قال إن حلم أوروبا تحطم بعد رؤية مخيم جانجل وإنه “عالق” هنا لا يستطيع الانتقال إلى بريطانيا ولا البقاء في فرنسا، مشيرا إلى أنه قدم إلى مخيم جانجل قبل 6 أشهر.

وأضاف “يشهد المخيم شجارا كل مساء، ويوجد في المخيم أسلحة ومخدرات وكل شيء، الكل هنا خائف، لكن فرنسا لا تكترث لذلك، لأننا طالبو لجوء لسنا بشرا في نظرها”.

ولفت إلى ما يقاسونه على يد الشرطة والسكان معا. وقال إنهم يتعرضون كل ليلة للضرب على يد الشرطة الفرنسية، وإن سكان مدينة “كاليه” أسوأ من شرطتها “في حال إمساكهم لمهاجر يتجول منفردا في المدينة، ينهالون عليه بالضرب”.

وينصح “عبد” مواطني بلده أفغانستان ويقول “لا تأتوا إلى هنا، احذروا مغادرة بلدكم، أوروبا لا شيء، لا يوجد هنا لا عمل ولا غذاء ولا منزل ولا احترام ولا حقوق إنسان، وكل شيء هنا كذب”.

كما “تفاجأ” المهاجر الأفغاني أحمد وبدأ يفكر “هل هذا حقيقة أم لا؟، لم أصدق أنني في أوروبا”، التي هي في اعتقاده “عبارة عن حلم مبالغ فيه”.

طالبان أخرى
وأضاف “هربنا من طالبان في أفغانستان لأنها تقتلنا، لكننا واجهنا هنا طالبانا أخرى، التقينا الشرطة الفرنسية، فالاسم مختلف فقط”.

بدوره قال “نغاله” أحد قاطني المخيم، والبالغ من العمر 23 عاما، إن الشرطة أقدمت على كسر هاتفه النقّال وأخذت نقوده أثناء عودته من دائرة الهجرة، التي ذهب إليها من أجل طلب اللجوء في فرنسا.

وتابع “سألني أفراد الشرطة عن أوراقي الثبوتية، فأجبت بأنني لا أملك وثائق، لأن دائرة الهجرة لم تعطني أيا منها، فطلبت منهم الاتصال بمكتب دائرة الهجرة لتحري الأمر، وأخرجت هاتفي من أجل هذا الأمر، ثم أخذوه عنوة وحطموه في الأرض، وسألني أحد العناصر ماذا تملك في جيبك، فقلت نقودي.. فأخذها مني وبدأ يضربني بشكل مبرح”.

1

ويعيش في المخيم نحو 300 طفل تتراوح أعمارهم بين الخامسة والـ15 عاما، دون ذويهم، حسب آخر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).

وحسب المنظمة الأممية، فإن قسما كبيرا من هؤلاء الأطفال يتعرضون للاغتصاب بشكل ممنهج و”الاستثمار الجنسي” من قبل بعض تجار البشر. كما يقوم تجار البشر بخداع النساء وفق التقرير، ووعدهن بالتهريب إلى بريطانيا مقابل الجنس.

وفي يونيو/حزيران الماضي، استنكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ظروف إقامة اللاجئين في المخيم، داعية باريس إلى تقديم “خطة طوارئ” لتحسين ظروف عيش بضعة آلاف من اللاجئين هناك.

Author

أزمة اللاجئين

أفغانستان

الصومال

العراق

فرنسا

مخيم كاليه


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.