مصالح أمريكا في أنتخابات أفغانستان

30 مارس 2014

مصالح أمريكا في أنتخابات أفغانستان

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية: إن المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة ستتأثر بشكل كبير بحصيلة الانتخابات الرئاسية الأفغانية، وأنه قد حان الوقت للإدارة الأميركية لوضع توقعات واقعية والتأكد من أن أفعالها تتماشي مع مصالحها، خاصة أن الانتخابات الرئاسية لاختيار خليفة لكرزاي على الأبواب.

وقالت الصحيفة في مقال لرونالد نيومان، السفير الأميركي السابق لدى أفغانستان: إن الدبلوماسية الأميركية المطلعة والمتأنية يمكنها أن تعمل على ضمان عدم ضياع المكاسب الرئيسية التي أُحرزت في أفغانستان على مدى العقد الفائت وكلفت الكثير، نتيجة التسرع.

وأضاف الكاتب أنه بعض النظر عن جهود المجتمع الدولي أو تحسن المؤسسات الانتخابية في أفغانستان، فإن انتخابات 5 أبريل سيعمها الفاسد والتزوير وستكون مشوبة بالعنف، خاصة في ظل استهداف المسؤولين عن الانتخابات والمراقبين الدوليين والمحليين.

ولفت إلى أن هذه الطريقة الانتخابية حيث التزوير والفساد تعكس نجاح الانتخابات الأربع الماضية في أفغانستان: حيث إن أصحاب النفوذ المحللين وقادة حركة طالبان مُثبتين بشكل كبير في النظام الانتخابي والموارد التي تولدها، وهم يستخدمون نهجاً مشروعاً أو غير مشروع للفوز أو تعطيل عملية التصويت.

ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة في هذه المرحلة بحاجة لإدراك أن الشيء الأكثر أهمية في هذه الانتخابات القادمة هو الاستقرار طويل الأمد في أفغانستان، وأن أفضل وسيلة لتنفيذ ذلك يكون عبر نقل السلطة بشكل سلمي إلى الرئيس الجديد ومنحه سلطة يعترف بها جميع الأفغان بشكل موسع.

وأوضح الكاتب أن الأولية لا ينبغي أن تكون عقد انتخابات مثالية، فالديمقراطية شيء مهم بالطبع، لكن وراءها نقطة يتسبب إهمالها بتقويض الاستقرار، فعلى الأرجح يتسامع الأفغان مع أنواع كثيرة من التجاوزات الإجرائية والاحتيال البسيط، لكن إذا أدت تلك التلاعبات إلى الدفع بشكل علني بمرشح يحظى بدعم وطني قليل، فعلى الأرجح سيندلع العنف على نطاق واسع وسينهار التوازن السياسي الهش.

وأضاف أن الأفغان يستعدون في المقام الأول لعملية إعادة تفاوض طولية الأمد على الصعيد المحلي والوطني بشأن السلطة، ويحتاج المجتمع الدولي للتركيز على هذا التحدي.

وقال الكاتب: إن نقل السلطة الذي يبدأ مع هذه الانتخابات من المرجح أن يستغرق شهورا، ومن المرجح أن يكون هناك إعادة. وسيكون هناك حاجة للوقت لحل فرز الأصوات المتنازع عليها.

كما أن كرزاي بحاجة إلى مخرج مشرف، لكنه يجب أن يخرج.

وقال الكاتب: إن الولايات المتحدة وجهات دولية أخرى بحاجة لصياغة رد فعل مبدأي حذر في الأيام التالية للانتخابات، فعلى سبيل المثال من غير المرجح أن توضح نسبة المشاركة في الانتخابات نتائج التأثيرات طويلة الأمد لهذه الانتخابات.
ولا يزال الناخبون والزعماء الأفغان يبدون اهتماماً كبيراً بأن يبدو نظامهم السياسي ديمقراطياً للمراقبين في الخارج، كما يهتمون بانتخاب زعيم يتعامل معه المجتمع الدولي.

وسيكون هذا الأمر أكثر تحدياً بالنظر إلى الهجمات الأخيرة على فندق سيرينا، حيث يقيم الكثير من المراقبين الدوليين، مقرات الانتخابات في كابول. يعد المراقبون ضرورة لطمأنة المجتمع الدولي والأفغان بأن عملية التصويت كانت عنصراً حاسماً في اختيار الرئيس الجديد.

وختم الكاتب بالقول: إن ترسيخ الديمقراطية في أفغانستان سيستغرق أجيالاً، لكن الحقيقة أن عقد هذه الانتخابات يعكس الطريقة التي بدأت فيها الممارسات الديمقراطية تصبح جزءاً من النظام السياسي الأفغاني، وعلى الولايات المتحدة أن تواصل الإعلان عن دعمها لعقد انتخابات تحقق أقصى قدر من الشفافية والوضوح، إذ إن الفشل المحتم لتحقيق انتخابات حرة ونزيهة تماماً يجب أن لا يتفوق على الهدف الأساسي للولايات المتحدة المتمثل في نقل السلطة بشكل سلمي، فمن دون هذا الانتقال السلمي، ثمة قليل من الأمل للمستقبل الديمقراطي في أفغانستان.

Author

افغانستان

الانتخابات

امريكا

مصالح


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.