ماذا دار بين بوتين و أوباما خلال 90 دقيقة

2 مارس 2014

مكالمة بين بوتين وأوباما لمدة 90 دقيقة

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالاً هاتفياً صباح الأحد بنظيره الروسي فلاديمير بوتين استمر تسعين دقيقة، وتمحور حول الأزمة الاوكرانية.

وأكد الرئيس الروسي لنظيره الأميركي أن روسيا ستحمي مصالحها ومصالح مواطنيها والمواطنين الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية في حال انتشار العنف إلى شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.

وجاء في بيان أصدره المكتب الصحفي للكرملين حول هذا الإتصال:  “رداً على القلق الذي أبداه باراك أوباما تجاه خطط محتملة لاستخدام القوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا أشار بوتين إلى الطابع الإجرامي لتصرفات المتشددين القوميين في أوكرانيا الذين تشجعهم السلطات الجديدة في كييف”.

وشدد بوتين على وجود تهديد حقيقي لحياة المواطنين الروس الموجودين على الأراضي الأوكرانية.

وقال البيان: “أشار بوتين إلى أن روسيا تحتفظ بحقها في حماية مصالحها ومصالح السكان المحليين الناطقين باللغة الروسية في حال انتشار العنف إلى المناطق الشرقية من أوكرانيا والقرم”.

من جهته، أكد اوباما لنظيره الروسي أن روسيا انتهكت القانون الدولي بنشرها قوات عسكرية في اوكرانيا، ودعاه إلى التفاوض سلمياً مع السلطات الجديدة في كييف بشأن مخاوفه على الناطقين بالروسية في هذا البلد، بحسب ما جاء في بيان للبيت الأبيض تميّز بلهجة شديدة الحزم.

وأوضح البيان أن الرئيس الأميركي قال لنظيره الروسي ان تحركات القوات الروسية في اوكرانيا تشكل “انتهاكا واضحا لسيادة اوكرانيا وسلامة اراضيها، ما يمثل انتهاكا للقانون الدولي بما في ذلك التزامات روسيا بموجب ميثاق الامم المتحدة”، مؤكدا أن “الولايات المتحدة تدين التدخل الروسي في الأراضي الاوكرانية”.

ولكن البيان لفت الى ان اوباما اكد لبوتين ان الولايات المتحدة “تعترف بالروابط التاريخية والثقافية المتينة التي تجمع بين روسيا واوكرانيا، وضرورة حماية حقوق الناطقين بالروسية والاقليات” في هذا البلد.

واضاف ان “الرئيس اوباما قال للرئيس بوتين انه اذا كانت لدى روسيا مخاوف حيال طريقة التعامل مع الناطقين بالروسية والاقليات في اوكرانيا فان الطريقة المثلى لمعالجة هذه المخاوف هي في مخاطبة الحكومة الاوكرانية مباشرة”.

كذلك فان الرئيس الأميركي “قال بوضوح ان مواصلة الانتهاكات لسيادة اوكرانيا وسلامة اراضيها من جانب روسيا ستكون له تبعات سلبية على مكانة روسيا في الاسرة الدولية”.

واوضح البيان انه “خلال الساعات والايام المقبلة ستجري الولايات المتحدة مشاورات طارئة مع حلفائها وشركائها في مجلس الامن الدولي” وفي هيئات دولية اخرى.

وتابع انه في خلال هذا الوقت “ستعلق الولايات المتحدة مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الثماني” التي تستضيفها مدينة سوتشي الروسية في حزيران/يونيو، مؤكدا بذلك ما اعلنه مسؤول اميركي كبير الجمعة عن امكانية مقاطعة اوباما لقمة مجموعة الثماني ردا على التدخل الروسي في اوكرانيا.

وأضاف البيت الأبيض في بيانه محذراً من أن “مضي روسيا في انتهاك القانون الدولي سيقودها إلى عزلة سياسية واقتصادية اكبر”.

وبحسب مسؤول في الرئاسة الأميركية فان المباحثات بين أوباما وبوتين كانت “صريحة ومباشرة”.

وأتت المكالمة الهاتفية بين الرئيسين في الوقت الذي ترأس فيه أوباما بعد ظهر السبت اجتماعا لمجلس الأمن القومي الاميركي لبحث الخيارات السياسية المتاحة لحل الأزمة الاوكرانية بعد قرار البرلمان الروسي السماح بتدخل عسكري روسي في أوكرانيا.

وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، الذي شارك في الاجتماع، أجرى في وقت سابق السبت مباحثات عبر الهاتف مع نظيره الروسي سيرغي شويغو عقب موافقة المجلس الاتحادي الروسي على ارسال قوات عسكرية روسية الى اوكرانيا.

 بينما اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري  ان “غزو الاراضي الاوكرانية واحتلالها من جانب روسيا الاتحادية” لا يشكل فقط “انتهاكا لسيادة اوكرانيا وسلامة اراضيها” وللمواثيق الدولية، وانما يشكل ايضا “تهديدا للسلم والامن في اوكرانيا والمنطقة”.

وفي مجلس الأمن الدولي أعلنت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سامنتا باور خلال جلسة طارئة للمجلس حول الوضع في اوكرانيا ان “الوقت حان لكي تنهي روسيا تدخلها” في اوكرانيا.

وقالت باور ان “الاجراءات الروسية في اوكرانيا تنتهك السيادة (الاوكرانية) وتهدد السلم”، مطالبة بارسال “مراقبين دوليين” الى شبه جزيرة القرم الاوكرانية.

واقترحت المندوبة الاميركية ان تتشكل بعثة المراقبين هذه من افراد ينتمون الى كل من الامم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا التي تضم في عداد أعضائها كلا من روسيا واوكرانيا.

غير ان السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين رفض الاتهامات الاوكرانية، مؤكدا من جديد أن الحل لهذه الازمة يتمثل في “العودة الى اتفاق 25 شباط/فبراير وتشكيل حكومة وحدة وطنية”.

واشار تشوركين أيضا الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لم يتخذ بعد قرارا بشأن استخدام القوات المسلحة” في اوكرانيا.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين أن موافقة مجلس الاتحاد على إعطاء الرئيس بوتين حق استخدام القوات المسلحة الروسية في القرم “لا يعني أن هذا الأمر سيحدث بين ليلة وضحاها”.

ووافق مجلس الاتحاد الروسي بالإجماع على طلب الرئيس بوتين باستخدام القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، في حين طالب نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي يوري فوروبيوف في كلمة ألقاها قبل التصويت،  بسحب السفير الروسي من واشنطن، معتبرا خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي ألقاه مساء يوم 28 شباط / فبراير حول الأوضاع في أوكرانيا، بأنه “إهانة لشعب روسيا”.

Author

أوباما

امريكا

بوتين

روسيا


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.