طالبان أفغانستان أنتخابات أمريكا “موسع”

3 يونيو 2014

طالبان أفغانستان أنتخابات أمريكا “موسع”

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

توالت ردود الفعل بشأن عملية تبادل المعتقلين التي جرت بين الولايات المتحدة و«طالبان» بوساطةٍ قطرية، بين من رحّب وبين من وصف الصفقة بـ«تفاوض مع إرهابيين» يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية.

ودافعت واشنطن عن الإفراج عن خمسة مسؤولين في حركة «طالبان»، رداً على الأصوات المعترضة على الصفقة، في وقتٍ كشفت فيه صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن المفاوضات بين واشنطن و«طالبان» استمرت ثلاث سنوات قبل أن تدخل الدوحة في وساطةٍ كان للأمير القطري تميم بن حمد دورٌ أساسيٌّ في تحريكها.

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أن التهديد المحتمل من العناصر المفرج عنهم «أُضعف بنحو كافٍ»، قائلاً إن الولايات المتحدة «لا تترك معتقليها، ولديها تاريخ من التصميم على عودتهم»، في إشارةٍ إلى الإفراج بعد خمس سنوات عن الرقيب الأميركي بو برغدال.
وأشار كارني إلى أن حظر سفر العناصر الخمسة ومراقبتهم بدأ بالفعل، ما أعطى وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل «الثقة لاتخاذ الخطوة التي قام بها».

 وأكد كارني «ثقة بلاده بالإجراءات التي اتُّخذت بالتنسيق مع الدوحة، متابعاً: «هذه الإجراءات تجعلنا نشعر بأن التهديد قد انخفض كثيراً».
من جهتها احتجت الحكومة الأفغانية على عملية التبادل، معتبرةً أن نقل مسؤولي طالبان من سجن غوانتانامو إلى الدوحة «انتهاك للقانون الدولي»

. ورفضت وزارة الخارجية الأفغانية هذا القرار، قائلةً في بيان إنه «لا يمكن أي حكومة نقل مواطني بلد إلى بلد آخر كسجناء».

ويتوقع أن تعمق هذه الصفقة الهوة بين واشنطن وكابول، في ظلّ تأكيد مسؤولين في جهاز الاستخبارات الأميركية أن المعتقلين السابقين «سيعودون إلى ميدان المعركة».

أمر عبر عنه سياسيون منتمون إلى الحزب الجمهوري الأميركي، ورأى هؤلاء أن هذه العملية تمثّل «تفاوضاً مع إرهابيين».

ورأى السيناتور الجمهوري جون ماكين، أن العناصر المفرج عنهم هم «أعلى درجة من الخطورة»، مشيراً إلى أن «آخرين أفرجنا عنهم سابقاً عادوا إلى القتال».

من جهته، عبّر تشاك هاغل عن أمله في أن يؤدي الاتفاق إلى «تحقيق انفراجة في جهود المصالحة مع المتشددين». ونفى هاغل اتهامات البعض عن أن الاتفاق الأخير يعني أن واشنطن أجرت مفاوضات مع إرهابيين، لافتاً إلى أن «المفاوضات كانت تجريها الحكومة القطرية».

كذلك أبدت صحف أميركية «مخاوف من تعاظم قوة طالبان»، مشيرةً إلى أن الصفقة ستنقلب ضد الولايات المتحدة الأميركية بطريقةٍ سلبية.

 وفي هذا الإطار، أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى عملية إطلاق سراح القيادي في «طالبان» الملا عبد القيوم زكير في عهد الرئيس السابق جورج بوش، موضحةً أن الجيش الأميركي قوّمه في حينها بأنه يشكل «خطراً متوسطاً» في حال خروجه، وذلك عكس التقويم الحالي للقياديين الخمسة في «طالبان» الذين أطلق سراحهم الذين يشكلون «خطراً عالياً» وفق الجيش الأميركي.
ولفتت الصحيفة الأميركية، إلى أن زكير تحول بسرعة لدى عودته إلى أفغانستان، إلى أحد ألدّ أعداء الولايات المتحدة، بوقوفه وراء مقتل عدد كبير من الجنود الأميركيين وعناصر قوات التحالف.

ورأت «واشنطن بوست» أن القياديين الخمسة الذين أُطلق سراحهم خلال الصفقة الأخيرة، سيكملون من حيث توقف زكير.

من جهتها، رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» في إحدى مقالاتها، أن إطلاق سراح الرقيب في الجيش الأميركي بو برغدال، أحدث ارتياحاً بالنسبة إلى عائلته وإلى الأميركيين.

لكنها أوضحت أن هذه العملية ستشجع «الإرهابيين» على اختطاف المزيد من الأميركيين، لمبادلة المزيد من عناصرها المحتجزين في غوانتانامو بهم.

ورأت الصحيفة أن المشكلة الحقيقية في هذه العملية، تكمن في إبراز ضعف الولايات المتحدة، لتزامنها مع الإعلان الأخير لخطة الانسحاب الأميركي من أفغانستان، مشيرة إلى أن رغبة «طالبان» في التفاوض حالياً، ستكون نابعة من إحساسها بالفوز الذي حققته، من خلال القتال بدل الحوار.

إلى ذلك، كشفت الصحيفة نفسها، في تقرير نشرته أمس، أنه خلف صفقة التبادل ثلاث سنوات من المفاوضات السرية بين واشنطن و«طالبان».

 وقد عقد الاجتماع الأول بين الولايات المتحدة وحركة طالبان للتباحث في إمكانية عودة الرقيب برغدال بعد سنة من اعتقال الحركة له.

وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن الجانبين أنهيا المحادثات المباشرة في وقت مبكر من عام 2012، لكنهما استمرا في التواصل عبر وسطاء، وخصوصاً حكومة قطر.

 المفاوضات غير المباشرة أدت إلى افتتاح مكتب سياسي لـ«طالبان» في الدوحة العام الماضي، وهي الخطوة التي دعمتها الولايات المتحدة لتأمين إطلاق سراح بيرغدال.

 ومع ذلك، فإن المكتب لم يدم طويلاً، ذلك أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي والأميركيين طالبوا بإغلاقه بعد تعليق طالبان لوحة على بوابة المكتب، كُتب عليها: «إمارة أفغانستان الإسلامية».

في أيلول الفائت، وجهت طالبان رسالة سرية إلى إدارة أوباما، عبر مسؤولين قطريين، جاء فيها أن الحركة مهتمة بتجديد المفاوضات في تبادل المعتقلين.

حينها ردت واشنطن بطلب إثبات أن الرقيب لا يزال حياً قبل أن ترسل طالبان شريطاً يظهر برغدال.

وتقول الصحيفة الأميركية أن فريق التفاوض الأميركي وصل إلى الدوحة ليلة 23 أيار الفائت، حين وافقت الحكومة القطرية على التوسط بين الطرفين.

ثم التقى القطريون بنحو منفصل مع الجانبين، وتبادلوا الرسائل والمقترحات.

وقال مسؤولون أميركيون، بحسب الصحيفة، إن أمير قطر كان ضالعاً مباشرة في لحظات رئيسية خلال المفاوضات.

 وكشف مسؤول أميركي كبير أن الأمير قدم ضمانات شخصية للرئيس أوباما عن مراقبة المعتقلين الخمسة الأفغان عن كثب فور نقلهم إلى قطر.

وبموجب شروط مذكرة التفاهم مع قطر، يُمنع قادة «طالبان» المفرج عنهم من السفر خارج الأراضي القطرية لمدة عام. كذلك سيراقبهم القطريون والأميركيون للتأكد من «أنهم لا يؤدون دوراً فاعلاً في أنشطة الحركة».

على صعيدٍ آخر، هددت حركة «طالبان» بشن هجمات خلال الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 حزيران في أفغانستان، مؤكدةً في بيان أن «مقاتلي الإمارة الإسلامية مستعدون مرة أخرى للتحرك ضد العاملين في الانتخابات ومراكز الاقتراع».

وأضافت طالبان في بيان نشر على موقعها الإلكتروني: «من مصلحتكم البقاء بعيداً عن مكاتب الاقتراع إذا أردتم ألا تقتلوا أو تصابوا بجروح».
وكانت طالبان قد نفذت هجوماً انتحارياً، أمس، في منطقة بحسود (شرق أفغانستان)، أدى إلى مقتل ثلاثة مهندسين أتراك».

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية التركية «العمل الارهابي»، وطالبت السلطات الأفغانية بجلب المسؤولين أمام العدالة.

Author

افغانستان

الانتخابات

امريكا

طالبان

موسع


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.