دور دول الجوار في حفظ أمن افغانستان
تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط افغانستان
تقول مجلة ” انترناشيونال بوليسي دايچست” إنه بعد حالة عدم الاستقرار التي دامت طويلا في أفغانستان بسبب ادعاءات التزوير التي كانت في الانتخابات الرئاسية، فإنه على ما يبدو أن الدولة بدأت تتخذ خطوات حذرة نحو مستقبل أفضل، فقد تم تشكيل حكومة وحدة وطنية بين المتنافسين على الرئاسة “أشرف غاني” و”عبد الله عبد الله”، وتقاسما السلطة ليكون “غني” رئيسا للدولة و”عبد الله” رئيس الحكومة.
وتوضح المجلة أنه بانتهاء العمليات الأمريكية وانسحاب القوات ستكون أفغانستان أكثر عرضة للخطر منذ الحضور الأمريكي في 2001، وبالتأكيد ستشعر بهذا حركة “طالبان” وقد تستغل الوضع لإعادة سيطرتها على الدولة، وتضيف أن أكثر الدول التي ستتأثر بما قد يحدث في أفغانستان، هي الصين وباكستان والهند، لذا عليهم أن يتبنوا دورا تعاونيا ونشطاً في المنطقة ليساعدوا في إعادة بناء البلد التي مزقتها الحروب.
وتضيف أنه لطالما لعبت الصين دورا محدودا في أفغانستان، فخلال الاحتلال السوفيتي زودت الإرهابيين بالأسلحة لمواجهة النفوذ السوفيتي في الدولة، وبعد أن تولت “طالبان” السلطة هدأت في مقابل الوعد الذي اتخذته من الحركة بعدم مساعدة الانفصاليين بإقليم شينجيانج ذو الأغلبية المسلمة بالصين، وخلال سنوات الغزو الأمريكي أصبحت من أكبر المستثمرين بالبلاد ، لكن دون تدخل رسمي في الحرب حيث تتبع مبدأ عدم التدخل في شئون دولة أخرى ، لكنها عادت للقلق من ناحية الإقليم، خاصة بعد الاتفاقية الثنائية الأمنية، وقد تغير مبدأها وتتخذ الآن دورا رئيسيا حتى تضمن الأمن والسلام للمنطقة.
ولفتت إلى أن الهند وباكستان مثل الصين أيضا، فالهند تخشى عودة “طالبان” لكابول، حيث كان لهم في الماضي عمل تعاوني مع الجماعات الإرهابية المناهضة للهند في كشمير، وقد يتعاونا مجددا لاستهداف السفارات والاستثمارات الهندية في المنطقة من جديد كما فعلت في الماضي.
وللثلاث بلاد العديد من الحوافز لتطوير أفغانستان لتكون مركز تجارة وطاقة إقليمي، حيث أنها المدخل الذي يربط آسيا الوسطى بجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، محتلة موقعا ذو أهمية إستراتيجية كبيرة، وسيكون من المثير للاهتمام رؤية ماذا ستفعل الدول الثلاث في المرحلة القادمة لأفغانستان، وهل سيساعدون على استقرارها أم سيفضلون عدم الاستقرار؟
