دور الإمام الخميني في التحولات الجذرية حول العالم

2 يونيو 2016

ولد الامام روح الله الخميني في مديرية خمين بولاية أراك لإيرانية في 21 من سبتمبر/ أيلول عام 1902 ميلادية وكان الطفل الأصغر لعائلته المكونة من 5 أشخاص.

على زمن الامام الخميني لم يكن في المناطق الإيرانية ومن بينها مسقط رأسه “خمين” مدارس على النحو الحالي والعائلات التي كانت تعير تعليم أولادها أهمية كانت ترسلهم إلى “الكتّاب” لتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم وأصول اللغة الفارسية، والسيد الخميني تعلم على يد أستاذه الملا أبو القاسم حيث تعلم “جزء عم” ودرس بعض القصائد وعدة كتب أدبية.

وفي فترة شباب الإمام الخميني بين أعوام 1911 إلى 1922 كانت الأوضاع الإجتماعية والسياسية بإيران غارقة في حالة من الفوضى والحكومة المركزية الضعيفة كانت قد أعلنت الأحكام العرفية في البلاد.

6

في عام 1929 تزوج روح الله الخميني من السيدة “خديجه ثقفي” إبنة محمد ثقفي الطهراني المعروفة بقدس إيران، ولكنه ومنذ مرحلة شبابه بناء للظروف السياسية والإجتماعية الإستثنائية كان يخوض صراع مع الحكومة والطبقة الحاكمة، ولهذا فإنه كان يولي أهمية كبيرة للأمور السياسية وكلما يتصل بالحكومة وكانت المواجهة الأولى مع السلطة بين عامي 1921 و 1927.

في عام 1961 صعد آية الله الخميني من إنتقاداته لحكومة محمد رضا بهلوي، وقام بإلقاء كلمة هاجم فيها نتائج الإستفتاء الذي أجرتها الحكومة وإنتقد بشكل علني رضا شاه، معتبراً الإستفتاء بالعملية الإستعراضية وذلك رداً على إعلان الحكومة أن 99% من الشعب الإيران صوت بالموافقة على الإقتراحات التي تقدم بها شاه إيران.

في عام 1963 واصل الخميني جهاده عبر خطاباته الفاضحة للنظام، وتصريحاته المثيرة للوعي. وفي هذه الأثناء تأتي مصادقة الحكومة علي القانون الحصانة القضائية (الكابيتالاسيون) التي تنص علي منح المستشارين العسكريين والسياسيين الأميركيين الحصانة القضائية. ألقى الخميني خطابه دون أن يعبأ بتهديد النظام ووعيده. فانتقد لائحة الحصانة القضائية، وهجم بشدة على الرئيس الأميركي وقتئذ. أما نظام الشاه فقد رأى أنّ الحل الأمثل يكمن في نفي الخميني إلى خارج إيران. ومرة أخري حاصرت المئات من القوات الخاصة والمظليين بيته، وذلك في سَحَر اليوم الثالث من التشرين الثاني عام 1964 م. وبعد اعتقاله، اقتيد مباشرة إلى مطار مهرآباد بطهران، تم نفيه أولاً إلى مدينة أنقرة (تركيا)، ومن ثم إلى مدينة بورسا التركية. وقامت قوات الأمن الإيراني والتركي المكلّفة بمراقبته، بمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي أو اجتماعي، ولكنهم لم يستطيعوا إسكاته صوته حيث واظب على إلقاء الخطب والكلمات المنتقدة لحكومة الشاه ودورها الفاسد في التعاطي مع أبناء البلاد والتعاون مع البلدان الإستعمارية والصهيونية الأمر الذي عزز تحرك الشعب للتخلص من الطبقة الحاكمة المستبدة ودعوته إلى الرجوع لأيران التي عادا إليها في بعد 14 عاماً في 1 شباط 1979.

وفي 11 شباط 1979 سقطت حكومة الشاه وإنتصرت الثورة الإسلامية في إيران وتولى قيادة شؤون البلاد كقائد للثورة الإسلامية.

ومن المواقف المهمة الأخرى التي صدرت عن الإمام الخميني (قدس سره) في الأشهر الأخيرة  من عمره المبارك، والتي تستحق التأمّل؛ الرسالة التي بعث بها سماحته إلى غورباتشوف، آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي السابق، ففي هذه الرسالة التي بعث بها في 1/1/1989م أشار الإمام ضمن تحليله للتحوّلات التي شهدها الاتحاد السوفياتي، إلى عجز النظام الماركسي الالحادي عن إدارة المجتمع، وأعلن بأن مشكلة الاتحاد السوفياتي الأساسية تكمن غفي عدم إيمان قادته بالله. وحذّرهم من الانقياد إلى النظام الرأسمالي الغربي وأن لا تخدعهم أميركا. وفي جانب آخر من الرسالة، وضمن تطرّقه إلى المسائل الفلسفية والعرفانية العميقة، وإشارته إلى فشل الشيوعيين في سيالساتهم المعادية للدين، طلب الإمام الخميني (قدس سره) من السيّد غورباتشوف أن يؤمن بالله وبالدين بدلاً من عقد الآمال على التوجّهات المادية للغرب، ولاحقاً أعرب غروباتشوف في لقاء صحفي عن أسفه بسبب عدم الإستجابة لرسالة مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

لكن الدرس الأكبر الذي يمكننا إستخلاصه من الثورة التي قادها الإمام الخميني تجسيده معاني الوحدة بين المسلمين ووقوفهم ضد الظلم والإستبداد العالمي، في الحقيقة إن هدف الإمام الخميني الأسمى كان صحوة المسلمين وتطبيق الشريعة الإسلامية السمحاء في أرض الله ونشر الثقافة الإسلامية في كافة البلدان المسلمين.

إن إنتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني شكل إنتفاضة تعليمية كبيرة لجميع الأمة الإسلامية، وبعد ثورة الإمام الخميني إرتفعت وهج الصحوات في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية وإستمر ليومنا هذا، وما نشهده في بعض البلدان الإسلامية ليس إلا إستنساخ للإنتفاضة البنّائة في إيران.

إن الإمام الخميني مع ما كان يملكه من الأفكار والآراء لإنقاذ العالم الإسلامي قاد بحنكة الثورة الإسلامية في إيران والشعب الإيراني للفوز بمساعدة من الله، ومع هذه الحركة الحكيمة والملهمة عمل على إحياء الإنتقاضات الشعبية في الدول الإسلامية التي كانت ترزح تحت ظلم البلدان الإستعمارية.

كما أن الآراء والأفكار الإسلامية لآية الله الخميني شكلت نقطة تحول في العالم الإسلامي، لأن أفكاره العظيمة خلقت تغيير جذري كبير في العالم الإسلامي إلى حيز الوجود.

وبالنظر إلى أن الثقافة المبتذلة القادمة من الغرب في بلادنا باتت أقوى يوما بعد يوم، وإنخداع بعض الشباب السذج بها، فإن السبيل الوحيد لإنقاذ العالم الإسلامي، هو اتباع الأوامر القرآنية والخط الفكري للإمام الخميني.

وبعد جهود عظيمة وحميدة إنتقل الإمام روح الله الخميني إلى جوار ربه في 5 يونيو/ حزيران 1989.

Author

إيران

الإمام الخميني

الثورة الإسلامية


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.