حرب المخدرات في أفغانستان

4 نوفمبر 2013

حرب المخدرات في أفغانستان

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

وكأن العنف والفقر لا يكفيان، تُضيف جحافل المُدمنين على المخدرات في أفغانستان، والذين يقدر عددهم بنحو 1.6 مليون شخص، أي ما يعادل 5.3 في المئة من السكان، معاناة لا تقل وطأة عن القتل والارهاب والجوع.

ينظر كثيرون إلى دولة أفغانستان على أنها مصنع مخدرات كبير، في حين تحاول الكثير من المؤسسات الدولية والمنظمات الانسانية مكافحة هذا السم.

هناك واقع آخر أشد قساوة ويؤدي إلى تداعيات إنسانية واجتماعية خطيرة، وهو أن هذه البلاد تتحول إلى واحدة من المجتمعات الأكثر إدماناً في العالم.

يقدر عدد متعاطي المخدرات في أفغانستان بنحو 1.6 مليون شخص، أي ما يعادل 5.3 في المئة من السكان.

هذا المعدل من بين أعلى المعدلات في العالم، فعلى الصعيد الوطني، واحدة من كل 10 عائلات في المناطق الحضرية تتضمن مدمن مخدرات واحداً على الأقل، وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن مكتب شؤون المخدرات الدولية وتطبيق القانون.

في مدينة هرات، يرتفع هذا العدد إلى مدمن واحد من كل خمس أسر.

من عام 2005 إلى عام 2009، تضاعف استخدام المواد الأفيونية في أفغانستان، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، مما وضع البلاد على قدم المساواة مع روسيا وإيران.

وقفز عدد مستخدمي الهيرويين أكثر من 140 في المئة.

ويعتقد معظم الخبراء أن معدل إدمان المخدرات ارتفع منذ ذلك الحين.

في بلاد تعاني الكثير من المحن من حربها المستمرة منذ فترة طويلة مع الفساد المستشري، تحتل معالجة إدمان المخدرات مرتبة منخفضة بين الأولويات الوطنية، إذ أن التمويل الحكومي لتلقي العلاج والتوعية يبلغ أقل من 4 ملايين دولار سنوياً.

هذا المبلغ لا يكفي لسد حاجات 28 ألف مركز رسمي للعلاج من الإدمان، إذ يقول خبراء إن هذه البرامج تعتمد اعتماداً كبيراً على نحو 12 مليون دولار سنوياً كتمويل دولي إضافي لتلقي العلاج.

في حين أن الأولية يجب أن تكون لمعالجة آفة الإدمان، ركز المجتمع الدولي والحكومة الأفغانية بدلاً من ذلك على الحد من إنتاج الأفيون.

منذ بداية الخول الامريكي في البلاد عام 2001، أنفق الأميركيون – وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز – أكثر من 6 مليارات دولار للحد من صناعة الأفيون في أفغانستان، بما في ذلك إتلاف المحاصيل والزراعات البديلة.

أما الحكومة الأفغانية، فقد تخلت عن معظم هذه الجهود في الكثير من المناطق، بحجة أنها مكلفة جداً وتؤدي إلى فقدان الدعم الشعبي.

“المخدرات هي تسونامي يجتاح بلادنا”، قال الدكتور أحمد فواد عثماني، مدير مكافحة المخدرات في وزارة الصحة العامة، مشيراً إلى أن “الشيء الوحيد الذي جلبه لنا إنتاج المخدرات هو أنه أصبح لدينا مليون مدمن”.

وفي حين أن هذه الآفة أصبحت أسوأ بكثير في السنوات القليلة الماضية، إلا أن أزمة المخدرات في أفغانستان ليست جديدة.

وتحدث الكثير من مسؤولي الصحة الدولية في وقت مبكر عن هذه المشكلة، التي انبثقت بشكل ما من الاستخدام التقليدي للأفيون في التداوي التقليدي.

هذه المشكلة أكثر سوءاً في المناطق الريفية، إذ يصل معدل تعاطي المخدرات في بعض القرى إلى 30 في المئة من السكان، بما في ذلك الميثامفيتامين.

مقاطعة هرات هي المقاطعة الأكثر كآبة في البلاد لأنها المكان الأكثر استخداماً للمخدرات، إذ تبدو شوارعها وكأنها مسكونة بمخلوقات “الزومبي” الذين يتجولون بلا وعي ويتسولون المال بإلحاح لشراء هذا السم القاتل.

يقول رئيس وزارة مكافحة المخدرات في هرات إن هناك 60 ألفاً إلى 70 ألف مدمن في المحافظة، على الرغم من أن بعض مسؤولي الصحة يقولون إن الرقم أقرب إلى 100 ألف.

وأظهر تقرير دولي جديد في العاصمة، أن ما يقرب من 8 في المئة من السكان يستخدمون المخدرات.

التداعيات الاجتماعية للإدمان ليست أقل خطورة من آثاره الصحية، إذ أن المخدرات تجلب معها كل أنواع المشاكل، بما في ذلك الجريمة.

افغانستان التي تنخرها الفوضى والحرب العبثية والفقر، دفعت بمواطنيها للبحث عمّا ينسيهم آلامهم ومعاناتهم.

 لكن سوء الإدارة والإهمال أدى إلى وقوعهم في آفة جديدة جعلت منهم مدمنين ضعفاء بانتظار حل وطني أو دولي لا يبدو قريباً.

Author

افغانستان

المخدرات

تعاطي

حرب


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.