بقاء امريكا في افغانستان عدة سنوات أخرى

3 أكتوبر 2014

بقاء امريكا في افغانستان عدة سنوات أخرى

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط افغانستان

يرى عدد من الخبراء انه سيترتب على الولايات المتحدة الاستمرار لفترة طويلة في تدريب القوات الافغانية وتمويلها الى حين التوصل الى اتفاق سلام بين كابول وحركة طالبان، ان ارادت تفادي الفشل في افغانستان كما في العراق.

وقال الخبراء الذين التقتهم وكالة فرانس برس انه فضلا عن مواصلة تجهيز الجيش الافغاني وتدريبه على القتال و«مكافحة الارهاب»، سيترتب على الولايات المتحدة تلقين جنوده حسا وطنيا فعليا، في عملية بناء جيش وطني حقيقي ستستغرق سنوات بالتأكيد.
وبعد عام كامل من المفاوضات والمماطلة وقعت أفغانستان الثلاثاء اتفاقية أمنية ثنائية مع الولايات المتحدة واتفاقية مماثلة مع الحلف الاطلسي، ستسمحان ببقاء 12500 جندي أجنبي بينهم 9800 أمريكي في أفغانستان عام 2015 بعد انتهاء المهمة القتالية للقوات الاطلسية المنتشرة حاليا في افغانستان.
وبحسب الجدول الزمني الذي حدده الرئيس باراك اوباما في نهاية مايو فان الوجود العسكري الامريكي سيخفض «الى نصفه» في نهاية 2015 وصولا الى انسحاب كامل بعد عام والإبقاء على قوة من 200 عسكري فقط في السفارة.

وبعد الانسحاب من العراق في نهاية 2011، فان اوباما سيعيد اخر الجنود الامريكيين من افغانستان في يناير 2017 قبيل انتهاء ولايته، ما سيسمح له بطي صفحة عقد من الحروب تلت اعتداءات 11 سبتمبر.

لكن بروس ريدل الخبير في معهد بروكينغز والعميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) يرى ان هذه «المهلة الاعتباطية» المحددة في يناير 2017 «قوضت المهمة» واعطت الانطباع «للمنطقة بكاملها بأننا نرحل على وجه السرعة».
وحذر الخبير الذي كانت اراؤه تلقى استجابة في البيت الابيض حتى العام 2009 بأنه «اذا ابقينا على هذا الجدول الزمني لخيار (الانسحاب الكامل) عام 2017 فان افغانستان ستكون عراقا جديدا».
وانسحبت القوات الامريكية بالكامل من العراق في نهاية 2011 بعدما حال خلاف حول الحصانة للجنود الامريكيين دون توقيع اتفاقية امنية بين بغداد وواشنطن، واليوم بات تنظيم داعش يسيطر على مناطق واسعة من العراق.
واقر اوباما الاحد بأن اجهزة الاستخبارات الامريكية أساءت تقدير خطورة تنظيم داعش ولم تتوقع انهيار الجيش العراقي أمام مقاتليه.
غير ان واشنطن تؤكد انها استخلصت العبر من العراق وستطبقها في افغانستان.
واعرب السفير الامريكي في كابول جيمس كانينغهام عن «تفاؤله بان ما حصل في العراق لن يتكرر في افغانستان».
وقال الاربعاء ان القوات المسلحة الافغانية «تعرف لماذا تقاتل وهي تقوم بذلك» في اشارة الى التصدي لمتمردي طالبان الذين لم ينجح الدعم العسكري الاجنبي المتواصل منذ 13 عاما في دحرهم.
ويقول ستيفن بيدل استاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن انه من اجل تحقيق ذلك و«تفادي فشل في افغانستان كما في العراق» يجب «الاستمرار في تمويل القوات المسلحة الافغانية وتدريبها على القتال لفترة طويلة الى حين التوصل الى تسوية مع حركة طالبان».
وردت حركة طالبان على توقيع الاتفاقية الامنية الثنائية برسالة «الموت لأمريكا» على موقع تويتر، غير ان الرئيس الجديد اشرف غني دعاها رغم ذلك الى المشاركة في مفاوضات سلام سعيا الى «مصالحة» بين الافغان تدعو اليها الولايات المتحدة لكنها لا تزال بعيدة الاحتمال.
كذلك لفت بيدل الى ان البقاء لفترة اطول في افغانستان يفترض ضمان دعم مالي متواصل من الكونجرس ويبدو العضوان الجمهوريان في مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام مقتنعين بذلك اذ حضا «الرئيس اوباما على مراجعة مشروعه للانسحاب غير المشروط من افغانستان».
وحذر ماكين وغراهام الثلاثاء الماضي «سبق ان اختبرنا العواقب الخطيرة للانسحاب غير المشروط من العراق ولا يمكن ان نسمح لأنفسنا بارتكاب الخطأ ذاته في افغانستان».
لكن الجنرال المتقاعد بول ايتون الذي خدم في العراق يرى ان مهمة الولايات المتحدة يجب الا تقتصر على تدريب القوات الافغانية بل ان تقضي بانشاء جيش وطني حقيقي في افغانستان يكون من ركائز هذا البلد.
ويشبه ايتون العضو في منظمة «شبكة الامن القومي» هذه العملية بما قام به البريطانيون في الهند حيث بنوا الجيش الهندي اثناء فترة استعمارهم لهذا البلد.
ويعتقد ايتون أن «الرأي العام الامريكي سيكون مؤيدا لوجود أطول (في افغانستان) اذا كان الامر يمس المصلحة الوطنية للولايات المتحدة».

Author

افغانستان

الأمن

القوات

امريكا

بقاء

تدريب


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.