أعلنت مجموعة الأسلحة الروسية «روستكنولوجي» («روستيك») أمس، أن موسكو وطهران وقعتا على صفقة ستتسلم بموجبها إيران نسخة «محدثة» من صواريخ «اس 300» الدفاعية، وذلك بعد أشهر من رفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحظر المفروض في بلاده على تسليم الجمهورية الإسلامية هذا النوع من الصواريخ.
ونقلت وكالات الاعلام الروسية عن المدير التنفيذي لشركة «روستيك» للدفاع المملوكة من قبل الدولة، سيرغي تشيميزوف، قوله على هامش «معرض دبي للطيران»، إنه «جرى التوقيع بالفعل على عقد أنظمة الدفاع الجوي إس 300»، مضيفاً أن «العقد بين روسيا وإيران حول تسليم هذه الصواريخ أصبح سارياً مجدداً».
وأوضح تشيميزوف أن طهران ستتسلم بموجب العقد نسخة «محدثة ومطورة» من هذه الصواريخ، وذلك بعدما كان العقد الاساسي الذي يعود إلى العام 2007 يتعلق بصواريخ من هذا الطراز منتجة في تلك الفترة، من دون أن يحدد موعداً لتسليمها.6
وتوقع تشيميزوف أن تسحب إيران الدعوى التي كانت رفعتها ضد روسيا لدى محكمة التحكيم الدولية في جنيف بعــد إلغاء عقد سابق لتوريد منظومة «إس ـ 300» في العام 2010 بقرار من الرئيس الروسي آنذاك ديميتري ميدفيديف تحت تأثير الضغوط الدولية، وبحجة ان الصفقة تتعارض مع قرار مجلس الامن الدولي الذي يفرض عقوبات على إيران.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الروسية «تاس» انه ليس من المعروف بعد اي طراز من منظومة «اس 300» ستستلمه إيران. وكانت المنظومة «إس 300 بي أم يو1» هي الطراز الذي كان مقرراً تسليمه للجمهورية الإيرانية في العام 2007، الا ان موسكو قالت بانها اوقفت انتاجه. وتحدثت تقارير عن ان روسيا اقترحت على إيران بيعها طراز « إس 300 في أم».
وكانت مسألة منظومة الصواريخ الدفاعية عادت إلى أجندة البلدين مجدداً خلال زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى إيران في كانون الثاني الماضي. وفي شهر نيسان، وبعد توقيع إيران اتفاق الإطار مع مجموعة «5+1» الذي مهد للاتفاق النووي النهائي في شهر تموز، وقع الرئيس الروسي مرسوماً يرفع الحظر عن توريد أنظمة صواريخ «إس 300» إلى إيران، فيما قال وزير خارجيته سيرغي لافروف إنه «لم يعد هناك حاجة لفرض حظر على توريد أنظمة الصواريخ هذه إلى إيران»، مؤكداً أنها «ذات طابع دفاعي بحت».
وتعتبر منظومة «إس 300»، التي اعترضت الولايات المتحدة وإسرائيل على تسليمها إلى إيران، مخصصة للدفاع المضاد للطائرات والدفاع المضاد للصواريخ على حد سواء، وبوسعها اعتراض كافة أنواع الصواريخ متوسطة المدى الموجودة في العالم. ويبلغ المدى الأقصى لإطلاق الصواريخ 200 كيلومتر، والارتفاع الأقصى لتدمير الطائرات 25 كيلومتراً، والارتفاع الأقصى لتدمير الصواريخ الباليستية 30 كيلومتراً، وعدد الأهداف المضروبة في آن واحد 24 هدفًا.
وعلى هامش المعرض الإماراتي أيضاً، قال تشيميزوف إن «العديد من الدول مهتمة بشراء منظومات إس ـ 400، بما فيها السعودية التي نجري مفاوضات معها، لكننا لن نوقع حتى الآن عقوداً مع أي طرف باستثناء الصين».