الناتو تخطط لتفعيل “بعثة الحد الأدنى” في أفغانستان
تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الاثنين أن المسئولين في منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو ” يخططون لتفعيل “بعثة الحد الأدنى” في أفغانستان في نهاية العام المقبل، وهي تشكيل قوة تتألف من عدد أقل من المقاتلين والمدربين وزيادة عدد المديرين العسكريين الذين ستخول إليهم مهمة ضمان عدم إهدار أو سرقة مليارات الدولارات المخصصة لتقديم المساعدات الأمنية لأفغانستان.
ورأت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني أن هذه الخطة من مسؤولي الناتو جاءت عقب أشهر من المفاوضات المكثفة بشأن حجم ودور التواجد الغربي في أفغانستان ما بعد الحرب، موضحة أن هذه الخطة والتي تمثل خفضا لطموحات “بعثة ما بعد الحرب” في أفغانستان تعكس مخاوف نتجت من إمكانية أن يقوم الكونجرس الأمريكي والبرلمانات الأوروبية بإلغاء التزاماتهم المالية حيال أفغانستان والتي تقدر بأكثر من 4 مليارات دولار سنويا ما لم يتمركز مسؤولون من القوات الدولية والأمريكية بداخل مقار الجيش الأفغاني والشرطة لمراقبة كيفية إنفاق الأموال في دولة معروفة بتفشي الفساد فيها.
وقالت “إن الانخفاض المحتمل في نطاق تواجد القوات الدولية في أفغانستان عقب انتهاء الدور القتالي للناتو في أفغانستان في نهاية العام القادم يعد أيضا نتيجة لتضارب المصالح بين القادة السياسيين والعسكريين، والتي برزت خلال الـ12 من عمر الحرب؛ حيث دعا العسكريون إلى أن تقتصر بعثة ما بعد الحرب على تدريب وإرشاد الأفغان مع نشر أعداد كبيرة من القوات عبر ساحات القتال المختلفة، فيما نصح الساسة في واشنطن وغيرها من عواصم دول الناتو بنشر أعداد أقل وإسناد مهام محددة بداخل مقار القيادات الأفغانية فقط”.
بدروه، قال دبلوماسي بارز بـ”الناتو” حسبما نقلت الصحيفة – إن أي وجود عسكري دائم للحلف في أفغانستان مرتبط في الأساس بـتمويل يبلغ 1ر4 مليار دولار وقدرتنا على مراقبة كيفية انفاقه، وبذلك فإننا بحاجة إلى تواجد كاف لقواتنا لإدارة المسئولية ومراقبة طرق إنقاق المساعدات الأمنية الممنوحة سنويا إلى أفغانستان.
ووصف هذا الدبلوماسي الذي رفض ذكر اسمه كغيره من المسئولين مسألة استمرار دعم وتمويل قوات الأمن الأفغانية بـ”الحيوية” واللازمة من أجل تجنب انتشار الفوضى السياسية وإراقة الدماء بين الفصائل عقب انتهاء الدور القتالي للناتو في البلاد عام 2014.
واختتمت “نيويورك تايمز” تقريرها بذكر أن الناتو يفضل نشر قوة يتراوح عددها بين 8 و12 ألفا عقب عام 2014، على أن تشكل القوات الأمريكية ثلثي هذه القوة، غير أن هناك بعض المسئولين بالحلف يعتبرون أن نشر أعداد أكبر في أفغانستان لم تعد مسألة ضرورية نظرا لمحدودية الأهداف التي حددها القادة السياسيون لهذه القوة.
