المنظمات الأنسانية في أفغانستان رغم تزايد العنف

21 ديسمبر 2013

 

المنظمات الأنسانية في أفغانستان رغم تزايد العنف

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

فيما يستعد جنود الحلف الأطلسي للانسحاب من أفغانستان، تؤكد المنظمات غير الحكومية أنها باقية, وقد قررت مواصلة عملها الميداني رغم العدد القياسي للاعتداءات التي تستهدف المنظمات الإنسانية والهواجس المتعلقة بتمويلها.

فمن ولاية كابيسا (شمال شرق)، انسحب الجنود الفرنسيون وعادوا إلى بلادهم منذ سنة، تمهيدا لانسحاب القسم الأكبر من قوات الحلف الأطلسي المقرر أواخر 2014 من أفغانستان.

لكن العاملين في المجال الإنساني ما زالوا موجودين، كما هي الحال في قرية داروازاجي الصغيرة القابعة على سفح منحدرات صخرية، حيث يوزع موظفون أفغان من المنظمة غير الحكومية الفرنسية «إعادة التأهيل الطبي للأفغان» (مركا) أدوية لمعالجة الالتهاب الشعبي في بداية فصل الشتاء.

وقال نور محمد ذو اللحية السوداء والنظرات القاسية «حلف شمال الأطلسي سينسحب لكن المنظمات غير الحكومية ستبقى، وهذا من حسن حظنا».

 وأضاف «لم تصلنا بعد مياه الشرب ونواجه مشاكل في الري، لذلك ما زلنا نحتاج إلى مزيد من المساعدة».

وإذا ما بقي العاملون في المجال الإنساني في أفغانستان واستأنفوا تنفيذ مشاريع أعدها الحلف الأطلسي الذي حاول بناء مدارس ومستشفيات بدلا من منظمات غير حكومية بهدف كسب «القلوب والنفوس»، فإنهم يواجهون أعمال عنف قياسية.

وقد ـحصى موقع ايد وركرز سكيوريتي 164 هجوما على منظمات غير حكومية في أنحاء العالم، حصل 79 منها في أفغانستان، أحد أخطر الأماكن للعاملين في المجال الإنساني مع جنوب السودان وسوريا والصومال.

وتوظف المنظمات غير الحكومية الأجنبية والأفغانية 91 ألف شخص في البلاد، منهم أكثر من ثلاثة آلاف من الأجانب، لتقديم المواد الغذائية والعناية الطبية والملاجئ والمعلومات لملايين الأشخاص.

وقتل هذه السنة أكثر من ثلاثين من هؤلاء العاملين في المجال الإنساني منهم ستة موظفين أفغان من منظمة «اكتد» الفرنسية غير الحكومية.

وقد أدت أسباب كثيرة إلى اندلاع أعمال العنف هذه، منها الاغتيالات وعمليات الخطف والسرقات التي تشكل أضرارا جانبية للنزاع الجاري بين كابل المدعومة من الحلف الأطلسي ومتمردي طالبان.

وقالت فاليري دوشي رئيسة منظمة مركا الفرنسية «ليس لدينا مصدر واحد للمشاكل، بل عدد كبير من المصادر، ومن الصعب التعامل مع هذه المشاكل المتعددة».

وهل تتعرض المنظمات غير الحكومية لموجة من الاعتداءات التي تستهدفها عن سابق تصور وتصميم في أنحاء البلاد؟ تعرب دوشي عن شكوكها في هذا الأمر وتقول «لو كانوا يريدون فعلا مهاجمتنا، يستطيع المتمردون القيام بذلك صباح غد، وهم يعرفون أماكن وجودنا».

وقال مصدر أمني في كابل «أعمال العنف ضد العاملين في المجال الإنساني هي أضرار جانبية»، ملاحظا أن «عددها نسبي بالمقارنة مع مستوى العنف في البلاد».

وأضاف أن هذا يؤشر إلى تصعيد للمعارك خارج كبرى مدن الولايات في موازاة الانسحاب التدريجي لقوات الحلف الأطلسي.

وقالت جوستين بيكال مديرة منظمة «اكبار» التي تضم أكثر من 120 منظمة غير حكومية تعمل في البلاد «ثمة أيضاً تفشي الجريمة الذي يعرض في كل مكان للخطر المبادئ الإنسانية الأساسية».

وإلى المشاكل الأمنية التي تواجهها المنظمات غير الحكومية، تضاف الهواجس المتعلقة بتمويل المشاريع.

 فبعد الأزمة المالية ومع النزاع في سوريا، تناقصت الأموال المخصصة للمساعدة في أفغانستان إلى حوالي النصف خلال سنتين، ووصلت هذه السنة إلى 363 مليون دولار.

وتهدد الولايات المتحدة الدافع الأول للأموال في أفغانستان بمغادرة البلاد إذا لم توقع كابل الاتفاق الثنائي الأمني الذي ينظم وجود الجنود الأميركيين بعد نهاية 2014.

وتشكل 2014 سنة انتقالية ستجرى فيها انتخابات رئاسية لاختيار خلف لحميد كرزاي الذي يتولى الرئاسة منذ نهاية 2001.

وقال سيد هاشم بسيرات مدير العلاقات مع المنظمات غير الحكومية في الحكومة الأفغانية «إذا ما حصلت مشاكل خلال الانتخابات، فإن عدد العاملين في المجال الإنساني والمنظمات غير الحكومية يمكن أن يشهد مزيدا من التناقص».

وفي مؤتمر طوكيو 2012، تعهدت البلدان المانحة بدفع نصف أموال المساعدة لأفغانستان مباشرة إلى الحكومة الأفغانية المكلفة بتسليم هذه الأموال إلى المنظمات غير الحكومية التي تقدم الخدمات على الأرض.

 

Author

أفغانستان

الأنسانية

البقاء

المنظمات


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.