اللاجئين.. ضحايا سياسات قادة أوروبا

2 يونيو 2016

ساهمت السياسات الأوروبية الجديدة التي إنتهجها قادة البلدان الأوروبية في فتح الباب امام المهاجرين من البلدان الآسيوية التي تعصف بها الصراعات إلى تصاعد هذه الظاهرة خلال العامين الماضيين.

ورغم أن ظاهرة الهجرة تحقق أهداف الطرفين (بلد البداية وبلد الوجهة النهائية) إلا أنه في السياسة الجديدة لقادة أوروبا فإن الأهداف التي يحققها بلدانهم تبدو أكثر، خاصة وأن الكثيرين يعتقدون أن اولئك القادة ساهموا بطريقة أو بأخرى في إزكاء أعمال العنف والإضطرابات الأمنية في البلدان الآسيوية ومنها أفغانستان وسوريا والعراق من أجل جذب الأيدي العاملة الرخيصة وتوسيع إنتاجها.

9

هذه السياسة الأحادية والأنانية للبلدان الأوروبية هي أكثر ما يكون من أجل تفريغ بلدان البداية (أفغانستان والعراق وسوريا) من القوى العاملة والشابة، وإلى جانب تحقيق المصالح الإستراتيجية لبلدان الوجهة النهائية فإنها تعمل على تعزيز حاجة بلدان المنشأ للدول العالمية القوية.

وفي طريقهم للوصول إلى الوجهة النهائية عدد كبير من الشبان الطامحين بالوصول إلى أوروبا إما أنهم يلقون حتفهم غرقاً في البحار والمحيطات أو يصبحون وجبة دسمة للحيوانات المفترسة أو في أحسن الأحوال يتعرضون للضرب والإهانة على يد حراس الحدود، ولكن إزهاق أروح هؤلاء وبعضهم من الفتيان تحت السن القانونية آخر ما يهم قادة الدول الأوروبية فبلدانهم أفرغت من القوى العاملة والبلدان الأوروبية لم تحقق هدفها المنشود (الأمم المتحدة أعلنت مقتل 2500 لاجئ قضوا غرقاً من بداية 2016).

لكن ما يهز في النفس أن قادة أوروبا لم يعيروا أهمية لا للشيوخ ولا للنساء أو الأطفال الذين تركوا الغالي والنفيس وعرضوا أنفسهم للخطر عبر إجتياز البحار والمرتفعات الجبلية النائية، وهنا يجب التنويه أن أعداد الضحايا من البلدان الآسيوية بدأت بالإرتفاع فقط عندما شعر الأوروبيين بفشل سياسة ترك الباب مفتوحا أمام تسونامي اللاجئين وفي إجراء مفاجئ تغير موقفهم 180 درجة وعمدوا إلى إغلاق أبواب اللجوء؛ هذا التحول الكبير جعل الآف المهاجرين الذين وصلوا على أعتاب أوروبا حالة من إنعدام المصير، أما القسم الذي تمككن من الوصول إلى أوروبا فوجئوا بالكم الكبيرة من المشاكل التي باتوا يواجهونها هناك.

ورغم إدعائاتهم بحقوق الانسان وحفظ كرامة الإنسان إلا أن هذه الأزمة كشفت زيف تلك الإدعاءات وطرق التخلص من أجساد اللاجئين الذين قضوا في طريقهم للوصول إلى أوروبا تشي بكثير من اللامبالاة والإستهتار، تخيلوا للحظة ماذا سيكون ردة فعل مدعي الإنسانية إذا ما وقع حادث بسيط من هذا النوع في البلدان الإسلامية سيقميون الدنيا وما عليها بحججهم الواهية.

وفي خضم هذه المعمعة الكبرى لايمكننا إغفال دور تركيا التي عمدت إلى إستغلال هذه الظاهرة وتعاملت أنقرة مع أزمة اللاجئين كوسيلة ضغط، وعلاقتها المتوترة مع حكومة الرئيس بشار الأسد يعرفه القاصي والداني ومن غير المستبعد أنها تتلذذ بمشاهدة مقتل المواطنين السوريين.

لقد بات موضوع اللاجئين ورقة ضغط في يدها تلوح بها كيفما شاءت للحصول على إمتيازات من الإتحاد الأوروبي غير عائبة بأرواحهم وهذا ما دفع قادة البلدان الأوروبية إلى إتخاذ إجراءات أكثر تشدداً ضد اللاجئين؛ فتركيا العلمانية والذي يحكمها حزب إسلامي دفنت ضحايا المهاجرين تحت التراب وقبضت ثمنها.

ورغم تفاقم أزمة اللاجئين إلى أنه لا حل يلوح بالأفق فی القریب العاجل، والبلدان الآسيوية يعانون من مشاكلة مستعصية مثل إنعدام الأمن وتفشي البطالة وغير قادرين على مواجهة تسونامي المهاجرين؛ كما أن إستشراء الفساد في البلدان الأصلية التي ينطلق منها المهاجرين يعتبر عاملاً محركاً للشباب من أجل مغادرة أوطانهم.

لذلك فإنه في سبيل التغلب على هذه الأزمة يجب وضع برامج جدية وعملية بعيداً عن الوعود الجوفاء والشعارات الرنانة الأمر الذي تفتقده أفغانستان للأسف.

Author

أزمة اللاجئين

أفغانستان

أوروبا

العراق

تركيا

سوريا


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.