الحرب بين فيروس إيبولا والكوليرا في افريقيا

13 أكتوبر 2014

الحرب بين فيروس إيبولا والكوليرا في افريقيا

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط افغانستان

تحتج ماتيلد كيسونغي على القرارات التي اتخذتها السلطات مؤخرا في اطار مكافحة وباء الكوليرا، قائلة “ليس لدينا حنفية ماء في حينا ومنعنا من الاستحمام في النهر او بحيرة طنجنيقا، هذا غير معقول”.

وفي كاليمي، كبرى مدن مقاطعة طنجنيقا، في منطقة نائية جنوب شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، يتذمر كبير الاطباء نغاندوي ماندا قائلا ان “عدد المرضى يزداد يوميا” وقد أتى الوباء على 72 شخصا في المنطقة منذ 11 اب/أغسطس.

وضحايا الكوليرا في طنجنيقا اكثر من ضحايا وباء ايبولا الذي تسبب بوفاة 43 شخصا منذ انتشاره تقريبا في الوقت نفسه في منطقة نائية شمال غرب البلاد، وفق الارقام الرسمية.

واوضح الطبيب نغاندوي ان “بحيرة طنجنيقا خزان للجرثومة المسببة للكوليرا (…) كل سنة في كاليمي تتسبب الرياح في تعويم العوالق” التي تستوطن فيها عصية السالمونيلا في فترة اب/اغسطس وايلول/سبتمبر.

وتشمل اعراض الكوليرا الاسهال الشديد والاصابة بجفاف خطير في 20% من الحالات، حسب منظمة الصحة العالمية.

وتسهل معالجة الكوليرا عن طريق تعويض السوائل التي يفقدها الجسم فورا عن طريق الفم والامصال، ولكن التاخر في ذلك يمكن ان يؤدي الى الوفاة في ظرف ساعات لدى الضعفاء ولا سيما الاطفال.

وتفاديا لانتشاره حظرت السلطات الاستحمام في مياه البحيرة ونهر لوكوغا المتفرغ عنها وغسل الاطباق والثياب فيها، لكن بلا جدوى.

فعلى ضفاف النهر يتجمع عشرات النساء مثل كيسونغي لغسيل الثياب والاطباق.

وتقول ايستر موجينغا “انا اخاف كثيرا من الكوليرا. السنة الماضية فقدت طفلا بسببها”، لكنها تضيف “ليست لدينا مياه جارية كل يوم، فأين نغسل الاطباق؟ والغسيل؟ واين نغتسل؟”

وعلى مسافة قصيرة من هنا يغتسل رجال في العراء بالصابون قبل الغوص في البحيرة، في حين خصص مكان ابعد من ذلك لاغتسال النساء.

وفي هذه المدينة التي تعد حوالى 400 الف نسمة، تكاد تكون شبكة توزيع ماء الشرب منعدمة، ما يدفع الناس الى اللجوء الى الحنفيات العمومية التي لا تتوفر سوى في بعض الاحياء وما عدا ذلك ليس امامهم سوى البحيرة والنهر. ومن الصباح الى المساء تتوجه مجموعات من النساء ذهابا وايابا الى طنجنيقا الزمردية وعلى رؤوسهن اواني صفراء لجلب الماء.

وعلى الشاطئ الرملي يحرص جول كيشيجا على ان لا يبرح اي اناء المكان دون ان يتلقى جرعة الكلور التي تساعد على تطهير الماء.

وتعاقد كيشيجا مع منظمة سوليداريتي انترناسيونال الفرنسية التي تقدم هذه الخدمة في 28 نقطة للتزود بالماء حول البحيرة.

غير ان الطبيب نغاندوي يعرب عن الاسف لانقطاع مخزون الكلور، في حين يأسف المنسق الطبي لمنظمة اطباء بلا حدود في كاليمي الطبيب لوي البير ماسينغ “لتوقف جهود توزيع الكلور في نقاط التزود بالماء” ما زاد في عدد الاصابات منذ اب/اغسطس.

وتنفذ منظمة اطباء بلا حدود هناك برنامجا لمكافحة الكوليرا على عدة صعد بدءا بالتلقيح وتوسيع شبكة توزيع المياه ومصافي الماء.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية ان عدوى الكوليرا مرتبطة بشكل وثيق بسوء ادارة البيئة وتشكل مؤشرا اساسيا لقلة التنمية الاجتماعية.

وتعتبر جمهورية الكونغو الديمقراطية من البلدان الاقل تنمية في العالم وفي حين اختفت الكوليرا تقريبا تماما في الغرب، تجتاح بقوة نصف البلاد التي تمزقها النزاعات منذ اكثر من عشرين سنة.

وتفيد ارقام الحكومة ان نحو 15300 شخص اصيبوا بالكوليرا توفي منهم 260 شخصا منذ بداية السنة. وفي 2013 اتى المرض على 491 شخصا.

ويستقبل المستشفى العام في كاليمي “عشرين مصابا بالكلوليرا في المعدل كل يوم”، كما قال مديره جان بيار كيتينغي.

وقال الطبيب نغاندوي ان في المناطق الريفية لا يتلقى المرضى العلاج الصحيح “ليس لدينا وسائل لارسال الادوية الى الارياف”.

Author

إيبولا

افريقيا

الحرب

الكوليرا

فيروس


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.