أمريكا:أفغانستان لن تنجح بدون أمريكا

2 يونيو 2014

أمريكا أفغانستان لن تنجح بدون أمريكا

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية: إن الشعب الأفغاني لم يواجه لحظة هامة في تاريخه منذ سقوط طالبان، كالفترة التي يمر بها الآن، حيث صوت الأفغان في الانتخابات الماضية بمعدلات قياسية، وبات الجيش الأفغاني هو المدبر والمنفذ للعمليات الأمنية عبر البلاد، وأحرزت أفغانستان على مدار العقد الماضي تقدما كبيرا مقارنة بدول أخرى في مجال الصحة والتعليم والنمو الاقتصادي.
وقالت الصحيفة في مقال للكاتب راجيف شاه: إن الأفغان والأميركيين قد بنوا معا مؤسسات ستمكن الشعب الأفغاني من صنع مستقبل أفضل والعمل على محاربة قوى الإرهاب والتطرف، وأن الأميركيين عليهم أن يفخروا بما قدموه من مساهمة كبيرة لإحداث هذا التحول، الذي يدخل مرحلة جديدة عندما تنتهي مهمة قتال القوات الأميركية في ديسمبر المقبل، ويتحول الوجود العسكري الأميركي إلى حضور دبلوماسي عادي في كابل، يرافقه قوة مساعدة أمنية صغيرة.
ودعا الكاتب الولايات المتحدة عدم هجر الشراكة مع أفغانستان بعد الرحيل عنها، وأن عليها استكمال التزامها بالتنمية، وهو التزام موجود في المصالح المشتركة والمساءلة المتبادلة.
وأضاف أن هذا التقدم لم يكن متصورا قبل عقد مضى، ومن خلال الجيش الأميركية، تمكنت الاستثمارات الأميركية للتنمية من المساهمة في تحويل نسيج الحياة في أفغانستان، كقطاعي التعليم والاقتصاد.
وأوضحت الصحيفة أن أفغانستان شهدت خلال العقد الماضي إعادة بناء نظام الرعاية الصحيفة، وأسهم ذلك في خفض معدلات وفيات الأطفال بأكثر من النصف، كما تقلصت معدلات وفيات الأمهات بنسبة %80، وتوسعت الخدمات الصحيفة بنسبة %60، ونتيجة لذلك، تشهد أفغانستان حاليا أكبر زيادة في متوسط العمر المتوقع بين دول العالم.
أما بخصوص التعليم، فقالت الصحيفة: إنه يمثل بقعة أخرى مضيئة، فقد التحق بالمدارس حوالي 3.000000 فتاة و5.000000 صبي، مقارنة بأقل من مليون أثناء حكم حركة طالبان، كما يدرس في الجامعات الأفغانية حوالي 77 ألف طالب من المتوقع أن يكونوا جيلا جديدا من المفكرين العالميين، وهو رقم يعادل عشرة أضعاف عدد الطلاب في عام 2001.
وأشارت الصحيفة إلى استطلاعات للرأي تؤكد أن أكثر من %70 من الأفغان يشعرون بالأمن من الناحية الاقتصادية أكثر مما كانوا عليه قبل خمس سنوات، كما يعتقد غالبية الأفغان أن أفغانستان تسير بالاتجاه الصحيح، لأن الاقتصاد منتعش في ظل الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي قوت مؤسسات الدولة، وأسهمت في خفض التضخم والدين.
وتساءل الكاتب: ماذا يحدث لاستقرار أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية وانخفاض العائدات الحكومية وزيادة الأعباء على الدول المانحة؟
وأوضح الكاتب أن حملة المرشحين للانتخابات الرئاسية الأفغانية أظهرت بشكل جلي حرص المواطنين على الحكم الديمقراطي والإصلاحات المستمرة.
ودعا الكاتب الحكومة الأفغانية إلى الوفاء بوعودها تجاه آمال الشعب، ليس هذا فقط بل أن تفي كذلك بوعودها التي قدمتها للمجتمع الدولي.
وقال الكاتب: إن الولايات المتحدة كأي مستثمر مسؤول، تطالب الحكومة الأفغانية باعتماد مبدأ المساءلة.
مضيفا أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أنشأت صندوق حوافز يهدف إلى مساءلة الحكومة الأفغانية عن معايير محددة، كالدعم المقدم للفتيات والنساء، ومحاربة الفساد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وأشار الكاتب إلى أن الحكومة أوفت بجزء من تعهداتها، ولم تلب جزءا، ما استدعى الوكالة إلى تعليق بعض المساعدات المقدمة.
وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة ليست غافلة عن التحديات التي تواجه الأفغان في السنوات المقبلة، محذرا من ضياع التقدم وإنجازات التنمية التي أسهمت فيها أميركا، ما لم تبق شريكا حذرا لأفغانستان، خاصة في ظل ظهور مؤشرات جديدة على تعثر اقتصادي.
وختم الكاتب مقاله بالقول: هدف الولايات المتحدة يجب أن يهدف إلى إبقاء الشراكة مع أفغانستان، والمساعدة على التأكد من حدوث عملية انتقال سياسي ذات مصداقية، وتخفيف الصدمة الاقتصادية التي تنجم عن انسحاب القوات الأميركية والترويج للاستقرار.

Author

افغانستان

الفشل

امريكا

نجاح


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.