المسلحين الجهاديين وخطفهم للصحفيين والأثرياء في سوريا

11 أغسطس 2013

المسلحين الجهاديين وخطفهم للصحفيين والأثرياء في سوريا

تقريروكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

سجلت حوادث خطف الصحافيين في سوريا هذا العام زيادة حادة مع تصاعد حدة النزاع وتنامي سطوة الجماعات الجهادية وانتشار الفوضى، حتى ان سوريا اصبحت اليوم من أخطر الاماكن في العالم على الاعلاميين، كما أكدت منظمات حقوقية وصحافيون مخضرمون. 

 يبدو أن بعض اعمال خطف الصحافيين في سوريا، من تدبير جماعات اسلامية متطرفة وعصابات اجرامية تبحث عن المال أو السلاح أو كليهما فتخطف مطالبة بفدية مقابل الافراج عن رهائنها.

ولكن مراقبين لاحظوا ان بعض أعمال الخطف ليس لها دافع معلن.

تستهدف عمليات الخطف الصحافيين الأجانب بصفة خاصة وهم في الغالب اوروبيون دخلوا سوريا بلا تأشيرة من النظام لتغطية النزاع الذي دخل عامه الثالث.

وتعرض صحافيون سوريون ايضا للخطف وكذلك سوريون يعملون مع وسائل اعلام أجنبية.

وكان المراسلون الأجانب في البداية موضع ترحيب من فصائل المعارضة المسلحة والأهالي بوصفهم رسل الحقيقة .

ولكن اليوم يُنظر اليهم احيانا كمتطفلين لا يهمهم كيف ينتهي النزاع الذي اسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 100 الف شخص.

وزاد تفاقم الوضع الاقتصادي والضائقة المعيشية احتمالات الغدر والابتزاز والخطف ، بحسب منظمات حقوقية وإنسانية.

وأظهرت افادات مترجمين وسائقين ومرشدين محليين ان عصابات اجرامية أو جماعات جهادية حاولت تجنيدهم لاستدراج الاعلاميين بإغراء الحصول على سبق صحافي.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الباحثة في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا التي امضت فترات طويلة في سوريا لتوثيق  مجرى النزاع السوري “ان اعمال الخطف ازدادت عددا وازدادت فظاعة ولا يُنكر ان تشظي الجماعات المسلحة وتنامي قوة الجماعات المتطرفة تزامن مع زيادة اعمال الخطف”.  واضافت “ان من الجائز ان نفترض وجود علاقة بينهما”.

وتبين تقارير لجنة حماية الصحافيين في نيويورك ان هذا العام شهد ما لا يقل عن 14 حادث فقدان او خطف صحافيين محليين او اجانب. وسجلت منظمة مراسلون بلا حدود في باريس 15 حادثة فقدان او خطف أو اعتقال صحفيين.

ولكن عدد اعمال الخطف الحقيقي أكبر بكثير أغلب الظن لعدم الكشف عن العديد منها عادة بطلب من ذوي الضحايا لأسباب منها الخوف من إغضاب الخاطفين أو تشجيعهم على المطالبة بفدية أكبر.

ولكن حتى في حدود ما يُبلَّغ عنه من حوادث، تبدو وتيرة اعمال الخطف متجهة نحو تخطي معدلاتها في العراق التي بلغت 25 حادثة في غمرة اعمال العنف الطائفي هناك عام 2007.

وقال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في لجنة حماية الصحافيين في نيويورك شريف منصور ان أعدادا متزايدة من الصحافيين “تخطفهم ميليشيات مستقلة من اجل المال وهذا مثير للقلق”.

واضاف ان اعمال الخطف من اجل الحصول على فدية مالية بدأت في اواخر عام 2012 “ولكننا نستطيع ان نرى من الاستهداف انها تخطف صحافيين من دول تدفع الفدية”.

وكان مقاتلون اسلاميون خطفوا المصور الاميركي الفرنسي جونثان البيري الذي يعمل لوكالة بولاريس قرب دمشق في 29 نيسان/ابريل الماضي وأُفرج عنه بعد ثلاثة اشهر مقابل فدية قدرها 450 الف دولار.

وقال البيري في مقابلة مع مجلة جورنال دو لا فوتوغرافي الفرنسية “ان مقاتلي المعارضة في وضع صعب لا يكترثون معه بسمعتهم في الخارج وهم يرون فينا فرصة”.

وقال المصور الصحافي ريكاردو غارسيا فيلانوفا الذي أمضى اكثر من 13 شهرا في سوريا خلال زيارات متعددة منذ اندلاع الازمة عام 2011 انه لمس انعدام ثقة جديدا تجاه وسائل الاعلام الأجنبية خلال زيارته الأخيرة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن فيلانوفا قوله ان الكثير من السوريين المناوئين للنظام  ساخطون على الغرب لرفضه التدخل عسكريا.

ولاحظ بيتر بوكارت مدير قسم الطوارئ  في منظمة هيومن رايتس لحقوق الانسان ان اعمال الخطف تزايدت بالارتباط مع تعاظم دور جماعات جهادية مثل جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام.

وقال بوكارت ان هذه الجماعات “تحاول ان تخطف سوريين اثرياء وبعض الصحافيين من أجل الفدية وان الخاطفين عادة يعرفون ثروة ضحاياهم”.

وأشار بوكارت الى تزايد نوع آخر من اعمال الخطف يمارسه سنة وشيعة ردا على بعضهم البعض.

وقال ان الاختفاءات مجهولة الأسباب تزايدت ايضا حيث يخطف مسلحون مجهولون اشخاصا لا يُعرف مصيرهم بعد ذلك مثل حالة الاسقفين اللذين اختفيا في حلب منذ نيسان/ابريل.

أضاف بوكارت: “انعدام الاستقرار يتفاقم في سوريا وان اعمال الخطف جزء من انعدام الاستقرار وهي جزء من المخاطر التي يواجهها المدنيون عموما في هذا النزاع”.

Author

الاثرياء

الجهاديين

الصحفيين

المسلحين

سوريا

في

يخطفون


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.