أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الخميس، أن بلاده لن تعتذر من روسيا عن إسقاط طائرتها على الحدود مع سوريا، قائلاً إن من ينبغي له الإعتذار هم الروس لانتهاكهم الأجواء التركية. وشدد على التزام أنقرة في القتال ضد تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”-“داعش”، مشيراً إلى أن هذا الأمر “لا جدال فيه”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية، عن اردوغان قوله، إنه ينبغي لروسيا الاعتذار عن انتهاك المجال الجوي لبلاده، وذلك بعد أيام من إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية قرب الحدود السورية.
وأضاف “طيارونا وقواتنا المسلحة لم يفعلوا إلا واجباتهم التي اتسقت مع الرد … على الانتهاكات لقواعد الاشتباك. أعتقد أن هذا هو جوهر الأمر.”
وكان الرئيس التركي رد في وقت سابق اليوم، على اتهامات نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن تواطؤ تركيا مع الإرهابيين.5
وقال أردوغان خلال كلمة ألقاها أمام مسؤولين محليين في القصر الرئاسي في انقرة، إن “موقف بلادنا ضد داعش كان واضحا منذ البداية.. لا علامة استفهام هنا. ليس لأحد الحق في التشكيك في معركة بلادنا ضد داعش او ان يتهمنا بجرم”.
وتحدى الرئيس التركي روسيا أن تثبت شراء بلاده النفط من تنظيم “داعش”، قائلاً: “عار عليكم، إن الذين يتهموننا بشراء النفط من داعش يجب ان يثبتوا اتهاماتهم”، مضيفاً  “إذا لم تفعلوا ذلك، فأنتم تقومون بالتشهير”.
واتهم أردوغان الحكومة السورية “والدول التي تدعمها في توفير المال والسلاح للتنظيم، وبشراء النفط الذي يبيعه”، مؤكّداً أنّ موارد تركيا من النفط والغاز معروفة لدى الجميع، وأنّ أكبر وارداتها من روسيا ثم إيران”.
وفي إشارة إلى الغارات الروسية في سوريا، قال أردوغان ” البارحة قمتم بقصف شاحنات المساعدات الإنسانية، ونتج عنه مقتل ثلاثة أشخاص وجرح سبعة آخرين”، وأضاف “تدّعون بأنكم تحاربون تنظيم داعش، أنتم تقصفون فقط اخوتنا التركمان في شمال اللاذقية بالتنسيق مع النظام السوري من أجل إخلائها من سكانها، وتقتلون المواطنين السوريين”.
وحول مكافحة تنظيم “داعش”، قال الرئيس التركي: ” تكاد لا توجد دولة غير تركيا تحارب التنظيم المسمى بداعش، بشكل جدي. فتركيا أول من وصفت هذا التنظيم بالإرهابي العام 2005، عندما كان يتبنى اسمًا آخر”.
وشدد أردوغان على عدم التساهل والتهاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “داعش” وحزب “الإتحاد الديموقراطي” (الكردي السوري) وحزب “العمال الكردستاني”، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ تنظيم “داعش” ألحق أضراراً جثيمة بالإسلام والمسلمين.
وفي هذا السياق، أكّد أردوغان عزم بلاده الاستمرار في “دعم مجموعات المعارضة المعتدلة بمن فيهم الفصائل التركمانية التي تواجه نظام الأسد”، واصفاً إيّاهم بالضحايا والمتضررين، وأنّهم “أصحاب تلك الأراضي وأقرباء الأتراك وأبناء جلدتهم”.