أدلى المصريون، اليوم الأحد، بأصواتهم في المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات برلمانية تعيد الحياة النيابية بعد توقف استمر أكثر من ثلاث سنوات.
وأشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالانتخابات باعتبارها حجر زاوية في خريطة طريق إلى الديموقراطية أعلنها الجيش قبل أكثر من عامين. لكن المرحلة الأولى التي أجريت الشهر الماضي لم يشارك فيها إلا نحو ربع الناخبين المسجلين.
وحقق مؤيدو السيسي فوزاً ساحقاً في المرحلة الأولى التي أجريت في 14 محافظة. وينتظر أن يتكرر ذلك في المرحلة الثانية التي تجرى في القاهرة و12 محافظة أخرى اليوم وغداً.5
وأدلى السيسي بصوته في مدرسة للبنات بحي مصر الجديدة في القاهرة. وعرض التلفزيون الرسمي لقطات للجان انتخاب خالية تقريباً من الناخبين في هذه المرحلة أيضا.
وعلى غرار إجراء اتخذ في المرحلة الأولى أصدر رئيس الحكومة شريف إسماعيل قراراً، اليوم الأحد، باعتبار غد الاثنين نصف يوم عمل في الجهاز الإداري للدولة لتشجيع العاملين على الإدلاء بأصواتهم.
وقال بيان إن إسماعيل ناشد القطاع الخاص “تقديم التيسيرات اللازمة للعاملين لديه” للإدلاء بأصواتهم.
وقال كثير من العازفين عن التصويت إن الانتخابات لا تتيح اختيارًا حقيقيًا يذكر في غياب المعارضة الرئيسية متمثلة في “جماعة الإخوان المسلمين” وكذلك غياب معارضين آخرين. وقالوا أيضا إنهم لا يتوقعون أن يغير مجلس النواب كثيراً في مستوى معيشة المصريين ممن يجدون صعوبات في كسب قوتهم.
قال حسن (21 عاماً) وهو طالب رفض كشف اسمه كاملاً: “ليس هناك ما يدعوني للتصويت. هذه الانتخابات لا تعني لي أي شيء. كل هؤلاء المرشحين يريدون منافع عضوية البرلمان”.
وحث شيخ الأزهر أحمد الطيب، في تصريحات للصحافيين بعد الإدلاء بصوته في لجنة انتخابية في حي مصر الجديدة، الناخبين وخاصة الشباب على المشاركة.
وخاطب المقاطعين قائلاً: “المقاطعون نقول لهم أنهوا هذه المقاطعة فورًا. مصر في حاجة إليكم. مصر لها حق.. هذه والدة.. هذه أم. هؤلاء المقاطعون بمثابة الذين يعقون آباءهم وأمهاتهم”.
ورغم ضعف الإقبال في كثير من الأماكن قال شاهد من “رويترز”، إن عددًا كبيرًا من الناخبين أدلوا بأصواتهم في دائرة الساحل شمال القاهرة. وقال شهود في محافظات مختلفة إن الإقبال كبير في القرى التي ينتمي إليها مرشحون.
وأجريت الانتخابات التشريعية السابقة في أواخر العام 2011 وأوائل 2012 بعد انتفاضة العام 2011 التي أنهت حكم حسني مبارك الذي استمر 30 عاماً. واتسمت الانتخابات في ذلك الوقت بطوابير الناخبين الطويلة وسط حماس الشباب وحصل “الإخوان المسلمون” فيها على نحو نصف مقاعد مجلس الشعب.
وأصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار البلاد لفترة انتقالية بعد الانتفاضة البرلمان قراراً في العام 2012 بحل مجلس الشعب مستنداً إلى حكم أصدرته المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون انتخابه.
وبعد قرابة عام أعلن السيسي الذي كان قائدًا للجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لـ”جماعة الإخوان المسلمين” بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاماً.
وحظرت الحكومة “جماعة الإخوان” بعد عزل مرسي وأعلنتها جماعة إرهابية وألقت القبض على آلاف من أعضائها وقدمتهم للحاكمة.
وفي وقت الإطاحة بمرسي حصل السيسي على دعم جماعات سياسية أخرى بإعلانه أنه سيعيد الحياة النيابية بسرعة، لكن الرئيس المؤقت عدلي منصور قرر تأخير الانتخابات التشريعية وإجراء الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها السيسي العام الماضي.