سوريا منذ بداية الأحداث قبله وبعده

9 يونيو 2015

سوريا منذ بداية الأحداث قبله وبعده

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط افغانستان

مـا الـذي يحـدث فـي سـوريـة؟ مع بداية الصحوة الإسلامية التي شهدتها مناطق غرب آسيا وشمال افريقيا وأدت إلى الإطاحة بالعديد من الرؤساء الموالين للغرب في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، استشعرت أمريكا بالخطر الذي تتعرض له مصالحها في المنطقة، فبدأت بالتخطيط للحد من انتشار هذه الصحوة وحرفها عن مسارها الصحيح، وهذا ما يتجلى واضحا بما يجري في سورية منذ عام 2010.

بدأت خطتهم بتشكيل ما يسمى الجيش الحر والذي كان أبطاله المنشقين عن الجيش السوري، المؤسس الأول له المقدم المنشق حسين هرموش، وقد تم اعتقاله بعملية مخابراتية سورية ضمن الأراضي التركية، ويتولى قيادته الآن العقيد المنشق رياض الأسعد.

وفي الوقت نفسه الذي بدأ تأسيس الجيش الحر، تم الإعلان عن تشكيل جناح لتنظيم القاعدة الإرهابي في دمشق تحت اسم جبهة نصرة أهل الشام وأميرها أبومحمد الجولاني.

ومع بداية الحملة الشرسة التي تقودها الدول المعادية على سوريا بدأت تتوالى تشكيل المجموعات المسلحة فيها مثل مجموعة جيش الإسلام التي يقودها زهران علوش واتحدت فيما بعد (كانون الأول 2013) مع مجموعات مسلحة أخرى أمثال حركة أحرار الشام وكتائب أنصار الشام وصقور الشام ولواء الحق والجبهة الإسلامية الكردية وشكلوا الجبهة الإسلامية.

ثم أتى دور داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وتأسست عن طريق أبوبكر البغدادي وتشمل القاعدة في العراق وجبهة النصرة في سورية وهذا ما رفضه أمير جبهة النصرة أبومحمد الجولاني من خلال إعلانه الولاء التام لقائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ورفضه الإنطواء تحت راية داعش.

ومع تمدد هذا التنظيم في العراق وسورية وسيطرته على مناطق شاسعة من الدولتين أُعلن تشكيل دولة الخلافة الإسلامية وخليفتها الأول أبوبكر البغدادي، وبدأت العديد من المجموعات المسلحة داخل وخارج سورية بإعلان ولائها وبيعتها لأبوبكر البغدادي والإنطواء تحت رايته.

وبعد رسم الخطوط العريضة للخطة الأميركية بدأت المجموعات المسلحة في سورية تدريجيا بالاندماج داخل هذه المجموعات التي ذكرناها آنفاً.

والملفت للنظر بشكل كبير هو الدعم اللامتناهي للمجموعات المسلحة التي أخذته الدول الداعمة للإرهاب (أمريكا، العدو الصهيوني، تركيا، قطر، السعودية، الأردن) على عاتقها لإسقاط نظام بشار الأسد وإضعاف المقاومة منذ أكثر من أربع سنوات. وبالإطلاع على ما تم نشره من أخبار علنية وسرية على العديد من الوسائل الإعلامية يمكن التوصل إلى ما يلي: وفق التخطيط الأمريكي، عهدوا إلى تركيا ذات التوجهات الإخوانية بإسقاط نظام بشار الأسد خلال سنتين وهذا ما ظهر جليا من خلال الدعم السياسي والمخابراتي والاقتصادي للجيش الحر الذي يعتبر الجناح العسكري للإخوان المسلمين في سورية، كما عهدوا إلى قطر وتركيا بممارسة الضغوط السياسية على بشار الأسد.

وفجأة و بدون أي سابق إنذار و بسبب اتساع الخلافات بين قطر وتركيا من جهة والسعودية من جهة أخرى (في حياة الملك عبدالله)، ومخالفة الأخیرة للفكر الإخواني، و باقتراح من بندر بن سلطان( الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية) دخلت السعودیة إلى جانب كل من الأردن والعدو الصهيوني المعركة وبدؤوا بدعم جبهة النصرة وتشكيل مجموعات مسلحة جديدة مثل جيش الإسلام.

ومع اتساع هوة الخلافات بين المجموعات المسلحة، وسيطرة داعش على أجزاء كبيرة من سورية والعراق والتي ترافقت مع موت الملك عبدالله، وبداية الحملة السعودية على اليمن والتي لاقت مقاومة شعبية كبيرة من الشعب اليمني، قام الأميركيون بتسليم ملف سورية بشكل كامل إلى تركيا وقطر من جدید لإعادة تنظيم عمل المجموعات المسلحة وضمّها ضمن راية واحدة لإكمال عملها في القضاء على مستقبل السوريين.

وبحسب المعلومات المسربة عن اجتماع عُقد في العاصمة التركية وضم كل من رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات لكل من السعودية، الأردن، تركيا، قطر، أمريكا، العدو الصهيوني إلى جانب قادة المجموعات المسلحة في سورية، والذي أفضى إلى إعادة هيكلة لإكمال الحرب في سورية كما يلي: ألف- القيادة والإدارة: تركيا ب- بيع النفط، وإيصال الأموال: تركيا ج- الدعم الجوي والتدريب: أمريكا د- الدعم المخابراتي: العدو الصهيوني ه- إيصال الأسلحة والتدريب: الأردن و- الدعم المالي والفكري والديني (فتاوي علماء الدين): السعودية وهذا ما تجلى واضحا خلال الشهر الفائت على الأرض السورية، مناطق شاسعة من الأراضي السورية والتي يسيطر عليها المجموعات المسلحة أصبحت تحت حماية التحالف الغربي العربي، مناطق مثل ادلب وأجزاء واسعة من ريفها (أريحا، جسرالشغور)، تدمر المدينة التاريخية، وأجزاء من ريف حمص، ومناطق من الريف الحلبي الشمالي و…… أما على الضفة الأخرى من الأحداث السورية، فمنذ البداية يظهر جلياً عزيمة السوريين وإصرارهم على دحر العدوان والإرهاب عن بلدهم من خلال تشكيل مجموعات حماية الشعب تحت مسميات الدفاع الوطني، الدفاع المحلي، واللجان الشعبية.

ولا ننسى الدور الإيجابي الذي لعبته الدول الصديقة لسوريا شعبا وقيادة والتي وقفت سندا وسدّا منيعا في دحر هذا العدوان على سوريا من خلال الدعم السياسي والدعم الاقتصادي والتعليمي والأمني والانساني.

ويمكننا تقسيم الدول الصديقة التي وقفت إلى جانب سورية إلى فئتين: الفئة الأولى، دول روسيا، الصين، الهند، كوريا الشمالية، ذات التوجهات الاشتراكية والتي تخشى من مد نفوذ أمريكا إلى سوريا وبالتالي عدم وجود قدم لها في المنطقة وتضرر مصالحها في المنطقة.

أما الفئة الثانية، وهي دول العراق، إيران، لبنان، عمان، ومجموعات المقاومة مثل حزب الله اللبناني، مجموعات الجهاد في العراق، وأفغانستان وباكستان ذات التوجهات الدينية العقائدية والتي تشكل محور المقاومة والدفاع عن الشعب السوري المظلوم والوقوف في وجه المخططات الغربية.

بعد تحليل ودراسة الأوضاع السياسية والمعيشية للحكومة والشعب السوري بعد أربع سنوات من عدوان متواصل على أرضهم، تم حصر الأسباب التي أدت إلى ضعف الجبهة الداخلية والتي لابد من الدول الصديقة معالجتها، وسنذكر منها ما يلي: ألف- الآثار النفسية والاقتصادية والاجتماعية التي ترتبت على الدولة السورية و خاصة الشعب السوري بسبب طول مدة هذه الحرب؛ إن دعم وعزيمة الشعب السوري أدت إلى صمود الحكومة الشرعية في سوريا لمدة أربع سنوات.

ولم يذكر التاريخ صمود أي قوة في العالم في وجه إرادة وعزيمة شعب حر، وخير مثال على ذلك الصمود الإسطوري للشعب الإيراني في وجه كافة قوى العالم الاستكبارية في حرب الثمان سنوات مع العراق والتي كان يواجه فيها كافة القوى الاستكبارية في العالم ولم يتنازل عن شبر من أرضه. ب- خيانة و تقصير بعض القادة في الجيش السوري؛ تشير الدراسات الميدانية والانتصارات التي يحققها الجيش السوري على صلابته وعزيمة جنوده وإصرارهم على تحقيق النصر، بالرغم من النقص في السلاح و العتاد.

ولكن خيانة بعض القادة في الجيش وتقصير بعضهم الآخر أدت إلى خسارة بعض المناطق من يد الجيش السوري مما ألحقت خسائر فادحة بالدولة.

ج- عدم وجود تنسيق بين أجزاء الجيش السوري؛ والتي هي من المشكلات الرئيسية وذات تأثير سلبي في مواجهة المجموعات المسلحة والإرهابية.

د- غياب الدعم الدولي للحكومة السورية منذ الأيام الأولى لاندلاع الأزمة في سوريا، وإتهامها بالدكتاتورية، واستخدام العنف قي قمع المظاهرات المدنية وقتل المخالفين لسياستها في المحافل الدولية والتي كانت أحيانا تُواجه بالرفض من قبل روسيا والصين، بالإضافة إلى دعم إيران لسوريا حكومةً وشعباً على كافة الأطر السياسية والانسانية.

إن الجهود المتواصلة التي يبذلها جبهة أعداء سوريا (والتي يمكن أن نطلق عليها الجبهة المتحدة ضد السوريين) تتطلب في المقابل بذل المزيد من الجهد والتماسك لمواجهة مخططاتهم الاستعمارية، لذا وبعد دراسة دقيقة على كافة الصعد السياسية و الميدانية، وعقد اجتماعات بين مسؤولين رفيعي المستوى للدول الصديقة لسوريا وبحضور عدد من قادة المقاومة والجيش السوري (سفر وزير الدفاع الإيراني و قائد فيلق قدس الإيراني إلى سوريا قبل عدة أیام) تم الاتفاق على تشكيل جبهة لحماية الدولة و الشعب السوري والتي سنرى نتائجها على الأرض في الأيام القادمة.

وسنذكر أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها: ألف- الدعم العسكري: ايران وروسيا ب- الدعم السياسي: روسيا، الصين، الهند، العراق، إيران ج- الدعم الاقتصادي، المالي، الدوائي: الصين ( تعهدت بشراء النفط من إيران وإيصال القمح إلى سواحل سوريا)، الهند وباكستان (تعهدوا بشراء النفط من إيران وإيصال الأرز بالمقابل إلى السواحل السورية)، روسيا وإيران و- الدعم الأمني والمخابراتي: لبنان والعراق د- توفير الدعم البشري: الجيش السوري، حزب الله، المجموعات الجهادية العراقية والأفغانية والباكستانية و… ه- التدريب العسكري: إيران وحزب الله ز- القيادة والإدارة: الجيش السوري وحزب الله وأخيرا لا بد لنا من الإشارة إلى أن وقوف الشعوب الحرة إلى جانب بعضها البعض في مواجهة قوى الاستكبار هو السبيل إلى تحقيق النصر وهذا ما نراه جليا في صمود الشعب السوري من خلال وقوف شعوب الدول الصديقة يداً بيد إلى جانبه.

Author

الأسد

الإرهاب

الثورة

المعارضة

النظام

سوريا


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.