غزة 1885 شهيد

6 أغسطس 2014

 غزة 1885 شهيد
تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط افغانستان
من بين عشرات الاعتداءات التي شنّها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة، يُعد «الجرف الصلب» الحرب الأطول والأشد عنفاً وقتلاً وتدميراً حتى الآن.
لكنه في المقابل أيضاً، المواجهة التي حطمت فيها المقاومة الفلسطينية أرقامها القياسية السابقة على كل صعيد، بدءاً بعدد ومديات الصواريخ التي أطلقتها باتجاه العمق الإسرائيلي، مروراً بحجم الإصابات التي أوقعتها في صفوف جنود الاحتلال، وصولاً إلى المفاجآت الميدانية التي سجلتها.

وبالاستناد إلى الإحصاءات الإسرائيلية، فإن هجمات جيش الاحتلال استهدفت جواً وبحراً على امتداد 29 يوماً من القتال 4762 هدفاً داخل قطاع غزة (مقارنة مع 3436 في عدوان الرصاص المصهور عام 2008)، تم خلالها إلقاء أكثر من أربعة آلاف طن من المواد المتفجرة ضمن نطاق القطاع الذي لا تتجاوز مساحته الجغرافية 365 كيلومتراً مربعاً.

ولا تشمل إحصائية الهجمات الإسرائيلية على ما يبدو القصف المدفعي الذي تجاوز عدد القذائف التي أطلقت فيه الـ 30000 قذيفة، بحيث اقتضى الأمر فتح مخازن الطوارئ الأميركية الموجودة في إسرائيل لسد النقص الذي حصل في بعض أنواع الذخيرة المدفعية.

وفي المحصلة، فإن الناتج المبدئي المقدر للهمجية الإسرائيلية يتضمن قتل نحو 1886 فلسطينياً (غير نهائي، مقارنة مع 1391 شهيداً في عدوان الرصاص المصهور) وإصابة نحو عشرة آلاف بجراح متفاوتة، فضلاً عن تشريد نحو 440 ألفاً من بيوتهم.
على المستوى المادي، تسببت الحرب الإسرائيلية بتدمير نحو 10690 وحدة سكنية (نصفها دمار كلي) وتضرر 141 مدرسة و23 مؤسسة طبية (بما في ذلك خمسة مستشفيات تم إغلاقها) ونحو عشرة مساجد (بعضها دمار كلي).

وفي سبيل استكمال حلقات القتل الإسرائيلية، كان على جيش الاحتلال أن يستدعي نحو 82 ألف جندي احتياط (68 ألفاً في الرصاص المصهور) وُضع بعضهم في وضعية الانتظار في محيط قطاع غزة، فيما حل البعض الآخر مكان الوحدات النظامية التي استُقدم معظمها للقتال داخل القطاع، بما في ذلك ألوية النخبة الثلاثة: غولاني وجفعاتي والمظليين.

وتزعم هذه الوحدات أنها تمكنت من تدمير 32 نفقاً هجومياً اكتشفتها خلال توغلاتها في بعض مناطق القطاع، مع الإشارة إلى أن طول عدد من هذه الأنفاق تجاوز ثلاثة كيلومترات، في حين أن عمق بعضها وصل إلى 30 متراً.
في المقلب الآخر، تمكنت المقاومة من إطلاق 3356 صاروخاً باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 (مقارنة بـ 536 في الرصاص المصهور).

ووفقاً للمزاعم الإسرائيلية، فإن 2532 من هذه الصواريخ سقطت في أراضٍ مفتوحة، و116 سقطت في مناطق عمرانية، فيما اعترضت منظومة «القبة الحديدية» 578 صاروخاً كانت في طريقها للسقوط فوق أحياء سكنية في مستوطنات مختلفة داخل فلسطين المحتلة. وبلغ المدى الأبعد لصواريخ المقاومة الفلسطينية نحو 170 كيلومتراً، وصولاً إلى مدينة حيفا في الشمال، متجاوزاً بذلك منطقة تل أبيب التي سبق للمقاومة أن فضت بكارة استهدافها خلال عدوان «عمود السحاب» عام 2012.

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن منطقة تل أبيب تعرضت خلال الحرب الحالية لـ 112 عملية إطلاق صواريخ، تم اعتراض 60 منها.
وبرغم أنّ الخسائر البشرية لصواريخ المقاومة لم تتجاوز ثلاثة قتلى (العدد نفسه في الرصاص المصهور)، فإن الالتحامات التي خاضها المقاومون ضد القوات البرية لجيش الاحتلال في تخوم قطاع غزة سجلت قفزة نوعية مقارنة مع «الرصاص المصهور» الذي قتل فيه 10 جنود، إذ بلغ عدد الجنود القتلى في «الجرف الصلب» 64 جندياً، اثنان منهم خلال محاولات أسر أربكت قيادة العدو السياسية والعسكرية.
وفي السياق، نجحت المقاومة في تهجير عشرات آلاف المستوطنين من بيوتهم في المنطقة المسمّاة «غلاف غزة»، لا يزال بعضهم يرفض حتى الآن العودة وسط الخشية من تعرضهم لهجمات «تحت أرضية» من قبل المقاومين الفلسطينيين.

وإذا كانت المقاومة الفلسطينية سجلت محاولات استثنائية لمفاجأة العدو من البحر (عملية زيكيم) والجو (تسيير طائرة استطلاع من دون طيار)، فإن المفاجأة الأكثر خطورة في نظر العدو كانت الأنفاق الهجومية التي شكلت صدمة حقيقية تجاوزت كل التوقعات والحسابات الميدانية. وكان للمقاومة ضربات موفقة على هذا الصعيد، أهمها عملية «سوفا» وعملية «ناحل عوز» وعملية «العين الثالثة».
وفي أحدث تقدير للكلفة المادية المقدرة للحرب على الجانب الإسرائيلي، رأى مسؤول في وزارة المال الإسرائيلية، أمس، أن الكلفة الإجمالية ستصل إلى نحو 6 مليارات شيكل (1.76 مليار دولار).

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مدير سلطة الضرائب في الوزارة، موشيه أوشر، «بحسب تقديرات المالية، أن كلفة شهر من القتال هي 4.5 مليارات شيكل، من حيث الانخفاض الذي سيحصل في الناتج القومي الخام، إضافة إلى أننا سنفقد على ما يبدو 1.5 مليار شيكل (440 مليون دولار) من مداخيل الضرائب».

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن حجم التعويضات التي ستدفعها الخزينة العامة مقابل الخسائر غير المباشرة للحرب قد يبلغ نحو مليار شيكل، لافتاً إلى أن هذه التعويضات ستخصص للمناطق التي تضررت بشكل خاص والتي تقع ضمن مسافة شعاع 40 كيلومتراً من قطاع غزة.

كما قدر أوشر أن تبلغ كلفة الأضرار المباشرة للحرب 50 مليون شيكل، مشيراً إلى وجود 2500 طلب تعويض حتى الآن. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع عودة المستوطنين في مناطق غلاف غزة إلى بيوتهم.
أما على الجانب الفلسطيني، فأشارت تقارير غير رسمية مصدرها مسؤولون في السلطة الفلسطينية الى أن الخسائر المادية جراء الحرب قد تصل إلى خمسة مليارات دولار.

Author

1885

خسائر

شهيد

غزة

فلسطين


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.