وعاظ بلاط آل سعود يحاولون تخطي الأزهر

8 سبتمبر 2016

لقد أخذت فريضة الحج هذا العام أبعاداً سياسية نتيجة إصرار آل سعود على  تحقيق أهدافهم الخاصة مستغلين هذه المناسك الدينية الهامة، فقام مفتي الوهابية (الذين أعلن قبل أيام بحضور شيخ الأزهر أحمد الطيب أنهم لاينتمون إلى السنة والجماعة) بإطلاق تصريحات جارحة معتبراً إحدى الفرق الإسلامية لاينتمون إلى الإسلام بصلة.

قبل أيام وصف آية الله السيد علي الخامنئي المرشد الديني الأعلى في إيران في رسالته السنوية بمناسبة موسم الحج سلالة آل سعود بـ “الضالون المخزيون” وحث البلدان الإسلامية على معاقبة حكام السعودية على جرائمها الواسعة في البلدان الإسلامية وفك الإرتباط معهم.

ولقد جاءت تصريحات السيد خامنئي في وقت لم ترسل فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية حجاج إلى الأراضي المقدسة وبررت هذه الخطوة لفشل حكام السعودية حفظ أرواح الحجاج بالسنوات الماضية.

منذ عدة أعوام تحاول السعودية “تسيس الحج” من أجل الوصول إلى أهدافهم المشؤومة، العام الماضي تجلى هذا الأمر بشكل فاضح وعندما كان الآف الحجاج محاصرين قرب مشعر منى حتى إنهم لم يقدموا رضفة من الماء إلى اولئك وألقو بهم داخل الحاويات المغلقة ليقضوا لحظاتهم الأخيرة خنقاَ؛ وفي ذات السياق، لم تستطع السلطات السعودية الحفاظ على أمن الحجيج داخل الحرم المكي الشريف، حيث قضى العشرات بحادثة الرافعة الشهيرة التي وقعت أجزاء منها داخل صحن الطواف في حادثة أخرى غامضة ومريبة أثارت الكثير من الشكوك بخاصة أن معظم ضحاياها من رعايا بلد معين.

لكن حكام السعودية إخترعوا آلية جديدة عبر مشروع أطلق عليه أسم “المسار الإلكتروني” حيث قاموا بالتعاون مع شركات بريطانية متعاونة مع كيان الإحتلال الإسرائيلي بالحصول على تفاصيل كاملة حول 3 ملايين حاج، ما يمكنهم من إستغلال هذه المعلومات الدقيقة لأغراض سياسية.

وبسبب هذه التصرفات الدنيئة لآل سعود طالب عدد من قادة العالم الإسلامي بأن تقوم البلدان الإسلامية جميعاً بإدارة فريضة الحج، الأمر الذي لاقى معارضة سعودية شديدة بخاصة من كبير وعاظ السلاطين في بلاط آل سعود مفتي السعودية “الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ) حيث رد بصلف وبشكل جنوني على هذه المطالبات.

هذا الدعي إعتبر أن الشعب الإيراني (الذي يقيم الصلاة ويقرأ المصحف الشريف ويصوم رمضان) بأنهم ليسوا مسلمين.

هذا الأمر يدعونا لأن نتسائل كيف يمكن لشخص مشكوك في إسلامه (مؤتمر الشيشان إعتبر الوهابية ليس من أهل السنة والجماعة) بأن يعتبر شريحة كبيرة من المسلمين الشيعة الذين أقر الأزهر الشريف بأنهم إحدى الفرق الإسلامية غير مسلمين!؟

كيف يستطيع أحد وعاظ السلاطين الذي لم ولن ينبس ببنت شفة حول جرائم آل سعود إبداء وجهة نظر حول إحدى الفرق الإسلامية الكبيرة؟

وأثار مؤتمر الشيشان الذي أعلن تبرأ أهل السنة والجماعة من السلفية “الوهابية” والإخوان المسلمين بحضور مشيخة الأزهر الشيخ أحمد الطيب حفيظة السعوديين وهاجم دعاة سعوديون، وغيرهم، الجفري، قائلين إنه يسعى والمؤتمرين في الشيشان للطعن في الدعوة السلفية.

هذا الواعظ إذا لم يكن يسعى وراء مصالحه الشخصية ربما كان تحدث وإنتقد المجازر الدموية التي يتعرض لها الشعب اليمني الأعزل من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، عبدالعزيز آل الشيخ إذا كان يمعن في دراسة الفقه الإسلامي الحنيف ربما لم يكن ليصف النساء أنهن من فئة الحيوانات الثدية مثل الماعز والجمل، لأنه هو نفسه إختار إحدى هذه الحيوانات الثدية شريكاً لحياته وولدته أم لها هذه الصفات.

ينبغي لوعاظ السلاطين القابعين في بلاط آل سعود تحقيق الأهداف الدينية قبل الحرص على كسب رضى ساداتهم، والعمل على توجيه اولئك الأمراء لعدم تسيس مراسم الحج.

من جانب آخر يجب أن نؤكد أن وعاظ سلاطين بلاط آل سعود من الوهابية ليس بإمكانهم القفز على مكانة علماء الأزهر الشريف ولايمكنهم إصدار توجيهات تتعارض مع السياسات والأهداف السامية لهذا المركز الإسلامي الهام.

Author

الأزهر

الحج

السعودية

ايران

حج_36

خامنئي

عبدالعزيز آل الشيخ

موسم الحج


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.