هجوم انتحاري فاشل يستهدف السياحة في مصر

11 يونيو 2015

هجوم انتحاري فاشل يستهدف السياحة في مصر

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط افغانستان

مع الهجوم الانتحاري الفاشل، اليوم الأربعاء، والذي كان يمكن أن يسفر عن مجزرة في معبد الكرنك (أحد أهم المواقع الأثرية الفرعونية في مصر)، يبدو أن أتباع التنظيمات “الجهادية”  بدأوا يبدّلون إستراتيجيتهم لزعزعة الحكم المتمسك بضرورة جذب السياح والمستثمرين الأجانب من جديد.
ومنذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في تموز العام 2013 وقمع السلطات لأنصاره، نفذت الجماعات المتشددة العديد من الاعتداءات التي استهدفت حصرياً قوات الأمن.
لكن الخبراء توقعوا أن يغيروا بسرعة إستراتيجيتهم أمام عجز هذه الهجمات التي قتلت مئات من عناصر الشرطة والجنود عن إضعاف الحكم الجديد برئاسة عبد الفتاح السيسي. لاسيما وأن مساعدات بمليارات الدولارات تنهمر على البلاد من دول الخليج ووعود بعقود مغرية مع شركات أجنبية.
وقد أوقف عناصر الشرطة، اليوم الأربعاء، عند مدخل معبد الكرنك في الأقصر ثلاثة مهاجمين. وفجر انتحاري نفسه فيما قُتل عناصر الشرطة الإثنين الآخرين اللذين كانا مدججين بالسلاح. وكان أكثر من ستمئة سائح موجودين في المعبد، وقد أصيب شرطيان ومدنيان مصريان بجروح طفيفة.
وتمكنت الشرطة من تجنب وقوع مجزرة مماثلة لتلك التي وقعت في غاريسا بكينيا (148 قتيلاً في جامعة في نيسان) أو في متحف باردو في تونس العاصمة (21 قتيلا من السياح في آذار).
ويعتبر زاك غولد الخبير في مجموعة الأبحاث الاميركية “سكيوريتي بروجيكت”، أن مثل هذا الهجوم “من شأنه أن يثير قلق المجتمع الدولي في وقت بدأ السياح يعودون إلى القاهرة أو الأقصر”.
وكانت القاهرة أعلنت في شباط، ارتفاع عائدات السياحة بنسبة 20 في المئة في العام 2014 مقارنة بالعام السابق. وهذا القطاع يوفر لمصر نحو 20في المئة من عملاتها الصعبة.
ويرى برفسور الجغرافيا السياسية العربية في جامعة تولوز (فرنسا) ماتيو غيدير “انها حرب شاملة ضد مصر من الآن فصاعداً وليس فقط ضد قواتها المسلحة”.
وهذا النوع من الهجمات هدفه “إضعاف الاقتصاد المصري من خلال تدمير القطاع السياحي”، لكنه يسمح أيضاً بـ”إعطاء أكبر قدر من الوقع الإعلامي والصدى الدولي، حيث فشلت أعمال محلية في الحصول على الصدى نفسه منذ شهور بالرغم من كثافتها”.
لكن غيدير يعتبر انه “لا شيء هاماً يمكن فعله ضد الهجمات الانتحارية”، مضيفاً “حتى الأميركيين المحصنين في المنطقة الخضراء في بغداد لم يتمكنوا. إن المفتاح ليس عسكرياً ولا أمنياً، بل هو سياسي واجتماعي”. لأن الجماعات المتشددة تقول إنها تتحرك انتقاماً للقمع الدامي الذي تعرض له أنصار مرسي.
ويشير محمد الزيات من “المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية” في القاهرة، إلى أن “هناك محاولة لضرب الاقتصاد والسياحة في مصر. وهناك محاولة للإيحاء بأن البلاد غير آمنة” في وقت يشهد فيه القطاع انتعاشاً.
وفي شباط العام 2014 تبنت الجماعة المعروفة باسم “أنصار بيت المقدس” هجوماً انتحارياً على حافلة سياح كوريين جنوبيين، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى في سيناء.
وحينها أكدت الجماعة التي أعلنت أخيراً، ولاءها لتنظيم “داعش” إنها تشهر “حرباً قتصادية” على القاهرة.
وفي تشرين الثاني العام 1997 تعرضت السياحة لضربة شديدة عندما قتل ستة اسلاميين في الأقصر 35 سويسرياً وستة بريطانيين وأربعة ألمان وكولومبيين اثنين و11 يابانياً وأربعة مصريين.
وبعد اعتداء الأربعاء أقر وزير الآثار ممدوح الدماطي، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، قائلاً: “نعم لدينا إحساس أن الإرهاب بدأ يعمل على ضرب المناطق الأثرية والسياحة”.
وأضاف “ونحن نعمل على زيادة الاحتياطات الأمنية في هذه الأماكن ونستكمل وضع كاميرات مراقبة في جميع المناطق الأثرية”.
ففي الأسابيع التي تلت عزل الرئيس الإسلامي قتل أكثر من 1400 متظاهر على يد قوات الأمن، وتم توقيف أكثر من 40 ألف شخص، بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش”.
وحكم على مئات من أنصار مرسي بالإعدام في محاكمات سرية.

والاربعاء الماضي، قتل مسلحون على دراجة بخارية شرطيين مصريين في محيط منطقة الاهرامات في القاهرة، في هجوم لم يتضح “اذا ما كان ارهابيا ام لا” بحسب الشرطة.
واعلنت وزارة الاثار المصرية حينها ان الهجوم وقع في الظهير الصحراوي لمنطقة آثار الهرم “بعيدا تماما عن المداخل الرئيسة لدخول زائري المنطقة الأثرية”.
وتراجع الاستثمار الاجنبي وعائدات السياحة احد اهم اعمدة الاقتصاد المصري بشكل كبير ومؤثر نتيجة للاضطرابات السياسية والامنية التي اعقبت اطاحة الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011. وتوفر السياحة قرابة 20% من عائدات مصر من العملات الاجنبية.
وفي شباط/فبراير الفائت، اعلن وزير السياحة المصري السابق هشام زعزوع ان 10 ملايين سائح زاروا مصر في العام 2014 ما در قرابة 7,5 مليارات دولار للبلاد، حسب ما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية في البلاد آنذاك.
لكن هذه المداخيل تعد اقل بكثير من 14 مليار دولار التي حققتها مصر بنهاية العام 2010 اي اشهر قبل اندلاع الثورة الشعبية التي اطاحت مبارك مطلع العام 2011.
وتعافت المدينة بصعوبة من هجوم كبير اودى بحياة 68 شخصا من بينهم 58 سائحا في 1997.
وكان هذا الهجوم الاكبر في سلسلة هجمات دامية ضد السياح في مصر خاصة في جنوب البلاد في عقد التسعينات الذي شهد مواجهات دامية مع المتطرفين الاسلاميين.
واستهدف مسلحون متشددون حينها كثيرا من الحافلات السياحية والمواقع الاثرية في عدد من مدن البلاد.
وتحاول مصر جذب السياح والاستثمار الاجنبي للخروج من وضعها الاقتصادي المتأزم ونظمت مؤتمرا اقتصاديا دوليا في اذار/مارس الماضي من اجل هذا الغرض.
وانُتخب وزير الدفاع السابق والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد في حزيران/يونيو 2014 وسط آمال كبيرة بتحقيق الاستقرار السياسي والامني اثر موجة من الهجمات المسلحة التي تستهدف الامن المصري عبر البلاد.

Author

الإرهاب

السياحة

انتحاري

داعش

سيناء

مصر

هجوم


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.