نفوذ أمريكي وإسرائيلي في العراق بأيادي سعودية

17 أغسطس 2016

بات من اللا منطق تفسير جميع المواقف والاتجاهات الحادة التي تعصف بالعملية السياسية في العراق على أنها اختلاف وجهات النظر ولكن من زوايا متعددة.

إن المتتبع للعديد من التصريحات التي تنطلق من دول الجوار، فهي منقسمة على مشروع سياسي ومتوحدة بالأساليب الدموية، فسريعاً ما ينكشف أن هناك أهداف أخرى من المستحيل أن يتم غض الطرف عنها تتصارع من أجل إظهار نفوذ في المنطقة. فليس دول الجوار فقط فهناك القوى العالمية أيضاً دائماً ما تظهر مساعيها لإظهار نفوذها في المنطقة وخاصةً في العراق، ولكن ما يجري من أحداث يشير إلى فقدان بعض الدول سيطرتها على العراق مباشرةً فبدأت هذه الدول استخدام بعض من دول الجوار لتعزيز نفوذها ولكن بأسلوب مغاير.

12

الجدير بالذكر أن النفوذ الأمريكي في العراق بدأ بالتضاءل بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003 ، ونما بعد الانسحاب الكامل للقوات العسكرية الأمريكية عام 2011 أثناء فترة ولاية نوري المالكي، وبعد انتشار داعش في المنطقة وخاصة في العراق وسوريا على أنه تنظيم الدولة في كافة العراق عام 2016، حاولت الولايات المتحدة إجراء تعديل على خطتها للسيطرة على الشطر السياسي في العراق وتعزيز نفوذها مرةً أخرى عن طريق تقديم المساعدة في خروج نوري المالكي من السلطة وصعود حيدر العبادي مكانه، ومن جهة أخرى القيام بضربات جوية وقيادة تحالف ضد داعش في العراق وسوريا.

إلا أن هذه المعادلة أيضاً من المرجح أن تنتهي بالفشل بسبب الوضع السياسي الداخلي الراهن في العراق، فقد بدأت الولايات المتحدة وحليفتها الرئيسي إسرائيل بالقيام بتعزيز نفوذها عن طريق إحدى دول الجوار التي باتت في الفترة الأخيرة تُظهر مساعيها بقوة لإظهار نفوذها ليس فقط في العراق ولكن بالمنطقة كلها، خصوصاً منذ استلام الملك سلمان بن عبدالعزيز مفاتيح الحكم في السعودية خلافة للملك عبدالله، حيث قام بإجراء تغيير جذري على السياسة السعودية الخارجية ومنذ ذلك الوقت وتحاول إبراز نفسها على أنها لا زالت حاضرة خصوصاً بعد خسارتها بعض الدول التي كانت عمود قوتها في المنطقة ، ولا نستطيع أن ننسى القضية السورية التي على ما يبدوا أنها قضيةً خاسرةً للسعودية.

فالسعودية أجرت محاولات عدة في العراق لتعزيز نفوذها بداية من الجنوب العراقي المتصل بالسعودية بمساحة كبيرة، فمنها الفتاوي المحرضة على الإرهاب من قبل كبار رجال الدين في السعودية، وآخرها كان تعيين سفيرها ثامر السبهان صاحب الخلفية الواسعة في مجال الإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية.

فمن المؤكد أن أحد أسباب وجود العديد والكثير من الإرهابيين في تنظيم داعش وجودهم في العراق من أصحاب الجنسية السعودية، هو وجود السبهان في العراق والذي منذ أن استلم مفاتيح السفارة السعودية وأعداد مقاتلي داعش السعوديين باستمرار متزايد.

السعودية أيضاً بأمرٍ من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل اللتان يوجها السعودية لتعزيز نفوذها في العراق، بدأت أمراً مهماً وخطةً قد تؤثر على المستقبل العراقي حتى على رجال الساسة العراقية المستقبليين، فأبرز ما يشير إلى ذلك هو محاولة التقرب السعودية من وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي ورجالها العسكريين عن طريق سفيرها ثامر السبهان، ومحاولة التقرب من القيادات العراقية وأحزابها السياسية الغارقين بالنزاعات السياسية في البرلمان أمثال التيار الصدري وغيره، وأحد الأساليب التي تتبعها السعودية، هي تقديم منح دراسية للشبان العراقيين للدراسة في الولايات المتحدة، وذلك بعد اللقاءات المتعددة للسفير السعودي مع وزير الدفاع العراقي وبعض قادتها العسكريين ،وذلك دليل على استراتيجية سعودية جديدة للملك سلمان ومختلفة عن الطريقة القديمة المعتمدة على دعم الجماعات الإرهابية في الساحة العراقية، فهي تتمثل ببناء قادة سياسيين جدد للعراق، فهو الأمر الذي يشكل خطراً على مستقبل العراق القريب.

Author

السعودية

العراق

الكيان الاسرائيلي

الولايات المتحدة


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.