ميناء جابهار سميت على إسم المدينة والتي تقع في أقصى جنوب محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية وهي المنفذ البحري الوحيد لها اذي يطل على المحيط الهندي وبحر عمان؛ وتكمن أهميتها هذه المنطقة الحرة بأنه يمكن للسفن الكبيرة بأن ترسو فيها.
كما أنها تعتبر ذات أهمية إستراتيجية لأنها المنفذ البحري الأقرب إلى البلدان الإقليمية (أفغانستان- تركمنستان- اوزبكستان- طاجيكستان- قرغيزستان- قزاقستان) التي لاتملك إطلالات على البحار والمحيطات، الأمر الذي جهل الميناء قبلة للإستثمارات وحركة إعمار منشأت لإستيعاب السفن الضخمة ومد خطوط سكك الحديد إلى بلدان آسيا المركزية وإحداث مطار دولي.
وإلى جانب المكانة التجارية، فإن جابهار تحوي العديد من الأماكن التاريخية والطبيعية، وتمتاز بالجو المعتدل طيلة فصول السنة وهذا سبب تسميتها (جابهار/ أربع ربيع).
وبحسب توقعات محققي الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والتجارية في مجال النقل الدولي، الميناء يستوعب ما يقرب من نصف حركة نقل العالم بين الشرق الأقصى وأجزاء أخرى من العالم.
فمن أصل 3 ممرات للنقل الدولي في العالم يتوقعه خبراء الأمم المتحدة فإن 2 من هذه الممرات تعبر عبر أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وميناء جابهار سيكون القناة التي تصل جنوب الكرة الأرضية بشمالها؛ هذا الممر يبدأ من “طريق الحرير” ليخترق عاصمة الصين الصناعية في مدينة كانتون ثم إلى منطثة جنوب آسيا فالهند وكراتشي الباكستاني.
الأهمية الاقتصادية لميناء شاباهار إلى أفغانستان:
إن ميناء جابهار يتمتع بمزايا فريدة عبر منح الخصومات للتخزين والشحن، وتحميل استيراد وتصدير الحاويات وتفريغها. مع الانتهاء من مشروع تطوير الميناء، وإطلاق الخط الملاحي بين جهار وميناء كراتشي الباكستانية وإنشاء المطار الدولي ومشاريع البتروكيماويات والصلب والتعدين والنقل والتصدير والاستيراد للسلع وبناء تطوير السكك الحديدية والغاز في ميناء شاباهار فإن تطوير وتوسعة الميناء شبه مضمونة.
أفغانستان بلد لايمتلك سواحل بحرية ويعتمد كلياً على إستيراد البضائع من الخارج لذلك فإن استخدام المجاري المائية والبحرية للنقل يمكن أن تقلل من تكلفة نقل الملكية وزيادة الاستثمارات في البلاد؛ بناء على ذلك، فإن ميناء جابهار ونظرا لقربها كأقرب منفذ بحري يصل أفغانستان بالمياه الدولية ونظراً إلى التكاليف الجمركية المنخفضة في التحميل والتخزين، واستيراد وتصدير البضائع فإن السلطات ورجال الأعمال المحليين والأجانب أولو أهتماماً كبيرا إلى هذا الميناء الحيوي.
وفي الوقت نفسه، فإن جابهار وبسبب أجوائها المناخية المعتدلة توفر إمكانية نقل البضائع إلى آسيا الوسطى على مدار العام. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطط لإنشاء طريق سريع يربط جابهار بالطريق الدولية بين محافظتي قندهار وهرات فضلاً عن مشروعين السكك الحديدية، الأولى من تنفيذ الهند ويربط جابهار بمنطقة حاجيغاك، أما الخط الثاني الذي بدأ الإيرانيون بتنفيذه فيصل محافظة هرات (غرب أفغانستان) بمدينة مشهد (شمال إيران) ومنها يتجه نحو الأراضي التركية.
ومع توتر العلاقة بين كابول وإسلام آباد وفرض الأخيرة مراراً وتكراراً قيودات على حركة البضائع المتجهة عبر أراضيها إلى أفغانستان على الرغم من الإتفاقية الموقعة بين البدين في مجال التجارة والنقل فإن ميناء جابهار يقلل من فرض حصاراً على أفغانستان ويقلل من إعتماد التجار الأفغان على باكستان كطريق وحيد لتأمين وصول أموالهم إلى داخل البلاد.
كما أن تفعيل ميناء جابهار سيكون سبباً في تنمية العلاقات التجارية بين الهند وأفغانستان وفي هذا افطار فإن نيودلهي ضخت إستثمارات بملايين الدولارات في الميناء وجعلها صلة وصل وشريان حياة بينها و بين كابول.
إلا ذلك فإن تفقد رئيس الجهاز التنفيذي في حكومة الوحدة الوطنية بأفغانستان الميناء خلال زياته إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد يحمل الكثير من الأنباء السارة إلى المستثمرين الأفغان عبر منحهم المزيد من التسهيلات في المعاملات التجارية ويهيئ الأرضية أمام الإقتصاد الأفغاني للتواصل مع الأسواق العالمية.
