من قندوز إلى هلمند؛ هل الأمور تحت السيطرة؟

22 فبراير 2016

من قندوز إلى هلمند؛ هل الأمور تحت السيطرة؟

بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في أفغانستان سقطت ولاية قندوز بأيدي عناصر حركة طالبان، الأمر الذي غطى على إحتفالات الحكومة بهذه المناسبة، ورغم أن مجموعات المتمردين كانت نشطة في العديد من مناطق البلاد لكنهم إستطاعوا للمرة الأولى بسط سيطرتهم على الولاية الواقعة بشمال أفغانستان.

11

ومع سيطرة طالبان على قندوز أكد فشل السياسة العسكرية/ الدفاعية التي تتبعها الحكومة لمواجهة متمردي طالبان من خلال الإعتماد على اللجان الشعبية والميليشيات المسلحة للدفاع عن مناطقهم وهناك حاجة حقيقية لإدخال تعديلات في سياستها العسكرية.

ورغم التضحيات الكبيرة وبسالة القوات الأمنية الداخلية لإعادة السيطرة على ولاية قندوز، لكن الحضور الكثيف لمجموعات المعارضة المسلحة في الولايات المجاورة لقندوز كان سبباً لإستمرار دوامة العنف في ولايات شمال شرق أفغانستان.

الآن ومع مرور خمسة أشهر على سقوط قندوز طرأ تغييرات جديدة في الإستراتيجية او السياسة العسكرية للبلاد لكن ليس في الشمال بل في الناحية الأخرى للبلاد ونعني ولاية هلمند بجنوب أفغانستان.

يوم أمس قامت وحدات في الجيش الوطني الأفغاني بالإنسحاب من مديريات نوزاد و موسى قلعه بولاية هلمند الجنوبية بشكل مفاجئ وغير متوقع، هذا الإجراء يأتي بعد أن شهدت هذه الولاية إشتباكات ضارية بين القوات الأمنية ومجموعات المتمردين على مدى الأيام الماضية.

وهناك مخاوف من أن يكون هذا الإقدام كخطوة اولية لتقوية قواعد المتمردين بولاية هلمند قبل ساعات من إنطلاق الجولة الرابعة من المحادثات الرباعية بين أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة والصين في كابول، حيث من المقرر أن يتم صياغة خريطة طريق يمهد الأرضية لإجراء محادثات مباشرة مع حركة طالبان وهذا ما يستدعي إنجاز الشروط المسبقة وهناك قلق أن يكون تسليم (هلمند) للمتمردين واحدا من تلك الشروط.

إذا تحقق صحة هذا الموضوع فإننا أمام خطر حقيقي قد يصل إلى مرتبة الخيانة العظمى للشعب الأفغاني الذي صوت لإيصال قادة حكومة الوحدة الوطنية على رأس السلطة في البلاد، لكن إذا تلخصت القضية عند إنسحاب تكتيكي من (نوزاد و موسى قلعه) فينبغي تحديد الظروف التي تم بوجبها الإنسحاب والهدف الأساسي منها؟

يتعين على الحكومة وإلى جانب تقديم إيضاحات حول الإنسحاب من مديريات ولاية هلمند أن تضع بالحسبان أن هلمند تختلف عن قندوز فأراضي هذه الولاية الشاسعة يمكن أن يعتبر هدراً للوقت والمال معا.

على صعيد آخر فإن هلمند تقع على مقربة من الحدود مع باكستان التي لها باع طويل في تجهيز وتدريب وتمويل المجموعات المتمردة قد تصعب من مساعي الجيش الأفغاني لإستعادة السيطرة على تلك المديريات أكثر مما كانت عليه الأمور في قندوز.

والآن الأنظار تتجه إلى التصريحات التي سيدلي بها المسؤولين وضباط الأمن حول قرارهم الأخير وإذا ما رددوا أقوالهم الماضية حول أن الأوضاع في هملند (تحت السيطرة) أو أن الأمور قد إتخذت منحى آخر.

إبان سيطرة طالبان على قندوز الرئيس أشرف غني كان قد صرح بان (الأوضاع في قندوز تحت السيطرة) الأمر الذي خلق تساؤلات كبيرة لدى الكثيرين.

يأتي هذا فيما دعى العديد من الخبراء العسكريين والمطلعين على الشأن الأفغاني إلى تغيير السياسة العسكرية للحكومة من الدفاع إلى الهجوم الأمر الذي لم نشهده حتى الآن.

Author

أفغانستان

قندوز

هلمند


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.