مخدرات افغانستان في عين الأعلام العربي

16 نوفمبر 2015

مخدرات افغانستان في عين الأعلام العربي

وقعت أفغانستان في قبضة أخطبوط المخدرات الذي يعتبره البعض أخطر حتى من حركة طالبان، ورغم أن الأفيون يستنبت وينتج في هذا البلد ثم يهرب معظمه إلى خارج البلاد فإن أعدادا متزايدة من الأفغان علقوا في شباكه القاتلة.

حلقة (15/11/2015) من برنامج “عالم الجزيرة” سلطت الضوء على آفة الإدمان في هذا البلد، حيث تشير آخر الدراسات التي أجريت عام 2015 إلى أن نحو مليونين وتسعمئة ألف يتعاطون المخدرات في أفغانستان، وهي أعلى نسبة في العالم مقارنة بعدد السكان، مع العلم أن 90% من

6
المخدرات افغانستان

الهيروين الذي يسري في العالم بأسره توفره الأراضي الأفغانية.

كريم كامباري مدمن مخدرات أفغاني يتكلم عدة لغات، الدانماركية والإنجليزية واليونانية وشيئا من الألمانية، لكنه مع ذلك لجأ إليها بعد أن فشل في العثور على فرصة عمل، ومثل كريم كثيرون وقعوا في براثن المخدرات التي حولت حياتهم إلى دمار.

ورغم التحذيرات الحكومية زرع الفلاحون في قندهار 224 ألف هكتار من الخشخاش في عام 2014، ويلقي فضل الرحمن باللائمة على سنوات الحرب والاضطرابات، ويقول إن زهرة الخشخاش وحدها هي الكفيلة بضمان مدخول للفلاحين الفقراء من أمثاله.

كما أن الخشخاش -يضيف المزارع الأفغاني- يدر عليه من المال عشرة أضعاف ما يكسبه من محاصيل أخرى، وهو ما يسمح له بإعالة أسرته المكونة من عشرة أفراد، لكنه يخشى من لجوء السلطات إلى اعتقاله وتدمير محاصيله وترك عائلته بلا معيل.

وتقدر الأمم المتحدة فرص للعمل التي تتوفر في موسم جني الخشخاش بأربعمئة ألف في بلد موبوء بالبطالة، وحسب الأرقام الرسمية التقديرية فإن ستة آلاف طن من الأفيون تجمع بأفغانستان خلال خمسة أسابيع على الأكثر على مرأى ومسمع من قاعدة عسكرية أفغانية.
وتعمل الشرطة الأفغانية في قندهار على مكافحة الخشخاش رغم أنه في عام 2014 تعرضت الشرطة لإطلاق الرصاص عندما حاولت تدمير حقول خشخاش، حيث قتل 15 عنصرا من الشرطة على أيدي أصحاب المزارع وتجار المخدرات في ريف قندهار.

وبحسب مساعد قائد مكافحة المخدرات نصر الله خان، لم تتمكن السلطات بسبب هجمات العام الماضي سوى تدمير مساحات محدودة من بين خمسة آلاف هكتار من أراضي الخشخاش في هذه المنطقة، ولكنه يعتقد أن بوسع السلطات أن تكسب الحرب على المخدرات بشرط أن توفر الدولة التمويل. 

ويعتبر إن المجرمين الحقيقيين هم بارونات المخدرات بمن فيهم طالبان، حيث تجبر المافيا الناس على استنبات محاصيل ممنوعة قانونا وتجني هي أرباحا طائلة بينما يبقى الفلاحون مدينين لها ويرزحون في الفقر.

من جهتهما، أنفقت الولايات المتحدة وبريطانيا مليارات الدولارات على إنشاء المحكمة الأفغانية الخاصة بقضايا بالمخدرات، غير أن المدعية العامة في قضايا المخدرات منذ ثماني سنين نجلاء تيموري تقول إنهم يواجهون مخاطر جمة كل يوم عند أداء عملهم، وتكشف أن بيتها اقتحمه مجرمون يعملون لحساب كبار مهربي المخدرات، مما جعلها ترحل من مسكن إلى مسكن للإفلات منهم.

تقضي المحكمة بسجن أكثر من ألف مهرب كل سنة، ولكن تيموري تقول إنه من النادر الوصول إلى الرؤوس الكبيرة.

بدوره، الوزير الأفغاني المكلف بمكافحة المخدرات هارون شرزاد يعترف بأن الفساد لا يزال سوسة تنخر منظومة القضاء الأفغانية، ويرجع سبب الارتفاع الصاروخي في إنتاج المخدرات على المجموعة الدولية لأنها غضت الطرف طويلا عن المشكلة، فقد كان جل جهدهم منصبا على قطاعات تنموية وعلى مكافحة الإرهاب، فيما ظل موضوع محاربة المخدرات معزولا وهامشيا على سلم أولوياتهم.

Author

افغانستان

الأمم المتحدة

الإرهاب

الحرب

المخدرات


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.