مجازر داعش في أفغانستان.. ما الهدف؟

9 يناير 2017

الهجمات الإنتحارية، الإنفجارات، زرع العبوات الناسفة بجانب الطرقات، عمليات الذبح، إطلاق النيران، الإختطاف وأخذ الرهائن والمئات من الحالات الأخرى تشهدها أفغانستان كل يوم.

في السابق ومع حدوث جميع تلك الأمور كانت تتجه أصابع الإتهام إلى حركة طالبان، والحركة كانت تتبنى معظمها حتى أنها كانت تصدر بيانات إعلامية حول تفاصيلها؛ لكن ومنذ عامين إنقلبت الآية وأصبحت العمليات والهجمات تأخذ طابعاً جديداً تغير معها أهدافها إلى وجهة أخرى.

حالياً فإن حركة طالبان يركزون على المعارك التي تدور في عدة جبهات بولايات متعددة من البلاد، ويتبنون الإعتداءات التي تستهدف القوات الأمنية الداخلية والخارجية و المسؤولين الحكوميين والسياسيين والبرلمانيين. لكن وسط هذه المعمعة هناك هجمات تستهدف دور العبادة والمساجد، بالإضافة إلى الإستهداف الممنهج للمراسم الدينية، والتي يتم إدانتها ليس من قبل المسؤولين في الحكومة بل طالبان أيضاً الذين أعلنوا براءتهم منها في مناسبات متعددة.

هذه الهجمات يتم تبنيها بطرق مختلفة وبشكل غير مباشر من قبل تنظيم داعش التكفيري.

لقد بدأ التنظيم الإرهابي إعتداءاته ضد الأماكن والمراسيم الدينية وقومية محددة عبر إرتكاب مجزرة بحق مظاهرة سلمية دعت إليها حركة التنوير وسط العاصمة كابل في 23 جولاي 2016 أسفر عن سقوط 80 شهيد وإصابة المئات. الهجوم الذي لاقى إستنكاراً شعبياً ورسمياً واسعاً حتى من متمردي حركة طالبان وتبناها تنظيم داعش الإرهابي تبعه بهجوم غادر على موكب عاشورائي اثناء إقامة مراسم العزاء بذكرى إستشهاد سبط رسول الله (ص)  الامام الحسين (ع) بمنطقة (كارته سخي) ليلاً ولم تكد تمضي ساعات إلا ونفذ إعتداء آخر في ولاية بلخ بشمال البلاد.

ولم يقف إرهاب إهابيي داعش عند هذا الحد، فقد فجر إنتحاري تبناها التنظيم التكفيري نفسه داخل مسجد باقر العلوم في منطقة دار الأمان غرب العاصمة، ومن ثم تفجير في مسجد يحمل ذات الأسم بولاية هرات.

وآخر إعتداءات التنظيم التكفيري الموجهة إعدام 8 من عمال المناجم من قومية الهزارة من سكان ولاية دايكندي، أوقفوا سيارتهم في منطقة بغلان الشمالية وأمطروهم بوابل من الرصاص.

في اعقاب هذه الهجمات الموجهة، حذر النخب السياسية والعلمية والدينية وبعض المسؤولين القلائل في الحكومة بأن تنظيم داعش الإرهابي وعبر إرتكاب هذه الجنايات يريدون تحقيق أهداف مشؤومة في أفغانستان.

 

ما هي أهداف تنظيم داعش الإرهابي عبر إرتكاب المجازر والإعتداءات؟

إستناداً إلى طبيعة الإعتداءات التي نفذها الإرهاربيين في الآونة الأخيرة هناك هدفين أساسيين، الأول رغبة التنظيم الإجرامي بإثبات تواجده في معظم مناطق البلاد لذلك فهو يسعى لتبني جميع الحوادث بكافة أنحاء البلاد.

إن الإرهابيين الذي يحمل معظمهم الفكر السلفي المتشدد يريد إظهار نفسه كتيار قوي داخل أفغانستان ويشكل تهديداً على البلدان المجاورة، وهي نفس النظرية التي يصبو لها التنظيم في العراق.

لكن الهدف الأخطر الذي يسعى الدواعش وباقي المجموعات التكفيرية الوصول له عبر إرتكاب المجازر الوحشية والغير الإنسانية ضد قومية خاصة هي نشر بذور النفاق والفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الأفغاني الواحد.

إن هذه الزمرة وعبر إثارة الحرب الطائفية ونشر حالة إنعدام الأمن الدائم في أفغانستان تسعى لتلويث المياه والإصطياد في الماء العكر حتى يتسنى لها تحقيق أهدافها المشؤومة.

لكن الإرهابيين غافلين بأن الشعب الأفغاني الذي حارب سنوات عديدة في جبهات واحدة ضد الأعداء يدركون حقيقة نوايا التكفيريين والدواعش ولن يسمحوا بتطبيقها على أرض الواقع.

لقد ثبتت هذه النظرية بما لايدع مجالاً للشك عقب كل حادثة مؤلمة ووحشية قام بها شذاذ الآفاق من الدواعش والتكفيريين هب الناس من جميع الطوائف والقوميات لإدانة تلك الجرائم والتشهير بها جهاراً نهاراً وإخماد الفتنة وكشف الأمور على حقيقتها.

Author

أفغانستان

الإرهاب

التكفيريين

داعش

طالبان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.