ما تأثير مقتل أختر منصور على العلاقات الأفغانية الباكستانية؟

26 مايو 2016

تتهم أفغانستان الملا منصور بالتورط في التخطيط لكثير من الهجمات التي إستهدفت منشآت في العاصمة كابول وباقي الأراضي الافغانية، والتي شكّلت تهديداً مباشراً للمدنيين وقوات الأمن الأفغانية.

وتقول إسلام آباد إن الغارات الجوية الأميركية التي تحصل بين الحين والآخر داخل أراضيها تتم دون التنسيق معها. وفي الآونة الأخيرة إنتقد نواز شريف هذه الهجمات واصفاً إيّاها بأنها تمثل إنتهاكاً للسيادة الباكستانية.

يأتي هذا في وقت زعمت فيه كل من أميركا وأفغانستان بأن باكستان لا تتعاون معهما في مجال محاربة الإرهاب، فيما تتهم الحكومة الأفغانية نظيرتها الباكستانية بدعم حركة “طالبان الأفغانية”.

فبعد التفجير الأخير الذي نفذته طالبان في العاصمة الأفغانية كابول وأدى إلى مقتل وجرح المئات معظمهم من المدنيين، أعلن الرئيس الأفغاني “أشرف غني أحمد زي” أمام البرلمان الأفغاني بأن حكومته لن تطلب بعد الأن مساعدة من إسلام آباد بشأن التفاوض مع طالبان وستتخذ إستراتيجية جديدة لمواجهة هذا التنظيم.

وتؤكد السلطات الأفغانية بإستمرار على ضرورة ضرب مقرات وملاجئ طالبان داخل الأراضي الباكستانية التي تتخذها هذه الحركة منطلقاً لشن هجمات داخل الأراضي الأفغانية. كما تتهم السلطات الأفغانية الأجهزة الأمنية والإستخبارية الباكستانية بدعم طالبان في تنفيذ هذه الهجمات.

ورغم إتهام أميركا وأفغانستان لباكستان بدعم الجماعات الإرهابية، تنفي الأخيرة هذه الإتهامات وتؤكد بأن أميركا والدول الغربية الحليفة لها هي مصدر الإرهاب الذي يعصف بالمنطقة. كما تتهم إسلام آباد أميركا وحلفائها الغربيين بالإزدواجية في التعامل مع الحركات الإرهابية والمتطرفة.

وترى باكستان بأن مواجهة طالبان تتطلب من الحكومة الأفغانية إتخاذ إجراءات عملية في هذا المجال وعدم الإكتفاء بالدعوة إلى إجراء مفاوضات مع هذه الحركة من أجل إقرار السلام وتعزيز الأمن والإستقرار في أفغانستان.

وتجدر الإشارة إلى أن باكستان لديها مصالح مباشرة في أفغانستان، وفي حال تم القضاء على حركة طالبان، فلن يكون هناك من يستطيع الضغط على الحكومة الأفغانية من أجل تأمين هذه المصالح. ولهذا يعتقد المراقبون بأن إسلام آباد لا تدافع عن حركة “طالبان الأفغانية” فحسب بل إنها تقدم لها الدعم اللوجستي والعسكري في نفس الوقت الذي تسعى فيه للقضاء على حركة “طالبان الباكستانية”.

ومع التأكد من مقتل الملا أختر منصور، فإن ذلك سيؤثر حتماً على الأوضاع السياسية والأمنية في أفغانستان ومن بينها المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، والذي سيؤثر بدوره على العلاقات الأفغانية – الباكستانية من جهة، وعلى الأوضاع السياسية والأمنية في باكستان إلى حد ما من جهة أخرى.

وتستدل أفغانستان لتبرير إتهاماتها لباكستان بدعم الجماعات الإرهابية بمقتل عدد من زعماء هذه الجماعات داخل الأراضي الباكستانية. وفي هذا الخصوص أشار مساعد وزير الدفاع الأفغاني “عبد الجبار قهرمان” مؤخراً إلى أن مقتل “أسامة بن لادن” زعيم تنظيم “القاعدة” والملا أختر منصور زعيم “طالبان الأفغانية” وزعماء آخرين لعدد من الحركات الإرهابية داخل الأراضي الباكستاية يدل على أن إسلام آباد لها يد في دعم هذه الحركات والتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية في أفغانستان ودول أخرى في المنطقة والعالم.

أخيراً ومن خلال قراءة هذه المعطيات يمكن التوصل إلى نتيجة مفادها بأن الإتهامات المتبادلة بين أفغانستان وباكستان والتي تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد إعلان أميركا وأفغانستان عن مقتل “الملا أختر منصور” ستؤدي إلى تفاقم التوتر بين كابول وإسلام وآباد من ناحية، وعرقلة مفاوضات السلام في أفغانستان من ناحة أخرى وتهيئة الأرضية لمزيد من أعمال العنف والتفجيرات الدموية في هذا البلد من ناحية ثالثة. وكل هذه الأمور من شأنها أن تشتت جهود الحكومة الأفغانية لمواجهة طالبان والجماعات المسلحة الأخرى التي تهدد الأمن والإستقرار في عموم البلاد.

المصدر: الوقت

Author

أفغانستان

باكستان

طالبان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.