العربیه

ماذا دار بين خامنئي وبوتين ؟

ماذا دار بين خامنئي وبوتين ؟

خلال اللقاء الهام بين المرشد الأعلى الإيراني والرئيس الروسي في طهران أية الله الخامنئي: ان الامريكيين يفتقدون للدبلوماسية المشرفة فيلاديمير بوتين: إننا نعتبركم حليفاً موثوقاً و يمكن الاعتماد عليه في المنطقة و العالم اثنى قائد الثورة الاسلامية خلال استقباله الرئيس الروسي، على تواجد موسكو المؤثر على الساحة الاقليمية، معتبرا ان الامريكيين يفتقدون للدبلوماسية المشرفة لتعاونهم مع الدول الداعمة للارهابيين.

وافادت وكالات الأنباء أن قائد الثورة الاسلامية الإيرانية آية الله السيد علي الخامنئي استقبل الاثنين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث رحب سماحته بتطوير التعاون بين البلدين على الاصعدة الثنائية والاقليمية والدولية، مشيدا بتواجد موسكو المؤثر في القضايا الاقليمية وخاصة في سوريا، قائلا : أن المخطط الامريكي البعيد المدى للمنطقة، قد يضر جميع الشعوب والدول وخاصة ايران وروسيا، ويجب احباط هذا المخطط من خلال التحلي باليقظة والتعاطي الوثيق.

ووصف قائد الثورة الاسلامية، الرئيس الروسي فلايديمر بوتين بانه شخصية مرموقة في العالم المعاصر، واعرب عن شكره لدور روسيا في الموضوع النووي، وقال : ان هذه القضية انتهت باتفاق، ولكن ليس لدينا اية ثقة بالامريكان، ونراقب بدقة سلوك واداء الادارة الامريكية في هذه القضية.

واشار سماحته الى جدية بوتين ومسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية لتنمية العلاقات الثنائية، وقال : ان مستوى التعاون بما في ذلك القضايا الاقتصادية بامكانه ان يتوسع اكثر من المستوى الحالي.

ولفت سماحة آية الله الخامنئي الى التعاون المناسب بين طهران وموسكو في المجالات السياسية والامنية، معتبرا مواقف الرئيس الروسي لاسيما في الثمانية عشر شهرا الاخيرة حيال القضايا المختلفة، بانها جدية جدا وخلاقة، واضاف : ان الامريكيين يحاولون دوما ان يجعلوا خصومهم في موقف انفعالي، ولكنكم احبطتم هذه السياسة.

واكد سماحته ان قرارات واجراءات موسكو حيال قضية وسوريا قد ادت الى تعزيز سمعة بوتين وروسيا على الصعيدين الاقليمي والدولي، واضاف : ان الامريكيين كانوا يعتزمون في خطتهم على المدى البعيد، الهيمنة على سوريا، ومن ثم توسيع سيطرتهم في المنطقة، وسد الفراغ التاريخي لعهد الهيمنة على غرب آسيا، اذ ان هذه الخطة تشكل تهديدا لجميع الشعوب والدول وخاصة روسيا وايران.

وتابع قائد الثورة الاسلامية : ان الامريكا واذنابهم كانوا ينوون في قضية سوريا، تحقيق اهدافهم التي لم تتحقق بواسطة الاسلوب العسكري، في المجال السياسي وعلى طاولة المفاوضات، حيث ينبغي الحيلولة دون هذا الامر من خلال التحلي باليقظة واتخاذ موقف فعال.

و اعتبر آية الله العظمى الخامنئي إصرار الأمريكان على رحيل بشار الأسد، و هو رئيس الجمهورية القانوني و المنتخب من قبل الشعب السوري، من جملة نقاط ضعف السياسات المعلنة لواشنطن، مضيفاً: رئيس جمهورية سورية أحرز في انتخابات عامة أصوات أغلبية الشعب السوري على تنوّع اتجاهاتهم السياسية و المذهبية و القومية، و ليس من حق أمريكا أن تتجاهل انتخاب الشعب السوري هذا و أصواته.

و اردف قائلا: حول سورية، ينبغي لأيّ حلّ أن يكون بعلم الشعب و المسؤولين في سورية و موافقتهما. و عدّ الخامنئي المساعدات الأمريكية المباشرة و غير المباشرة للجماعات الإرهابية و منها داعش، من نقاط الضعف الواضحة في سياسات أمريكا، مردفاً: التعاون مع البلدان التي لا اعتبار لها في الرأي العام في المنطقة و العالم بسبب دعمها للإرهابيين، يدل على أن الأمريكان لا يتمتعون بدبلوماسية شريفة.

و أكد قائلا: لهذا السبب، ليس لدينا و لن يكون لدينا مفاوضات ثنائية مع الأمريكان لا حول الشأن السوري و لا حول أيّ موضوع آخر، باستثناء الملف النووي الذي كان له بالطبع أسبابه الخاصة.

و أوضح المرشد الأعلى الإيراني أن الحلّ الصحيح للموضوع السوري، على جانب كبير من الأهمية و له تأثيره في مستقبل المنطقة، ملفتاً: إذا لم يجر قمع الإرهابيين الذين يرتكبون هذه الجرائم في سورية، فستمتد نشاطاتهم المخرّبة إلى آسيا الوسطى و مناطق أخرى.

و أشار رئيس جمهورية روسيا في هذا اللقاء إلى التجارب القيمة لقائد الثورة الإسلامية الإيرانية، و أبدى ارتياحه للقائه، قائلاً: تنمية العلاقات بين البلدين، بما في ذلك على الصعد التقنية و الفضائية و الجوية و التقنيات المتطورة اكتسبت سرعة أكبر، و نحن مرتاحون بدرجة كبيرة لوجود تعاون فعّال جداً بيننا و بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول موضوع الأمن و معالجة أزمات المنطقة و العالم.

و وصف فيلاديمير بوتين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنه بلد مستقل و قوي و ذو أفق جيد جداً، مضيفاً: إننا نعتبركم حليفاً موثوقاً و يمكن الاعتماد عليه في المنطقة و العالم. و قال رئيس جمهورية روسيا: إننا ملتزمون، و خلافاً للبعض، بأن لا نطعن شركاءنا بالخنجر في ظهورهم، و لا نقوم أبداً بعمل ضد أصدقائنا خلف الستار، و إذا كانت لدينا اختلافات معهم فيمكن أن نصل إلى التفاهم عبر الحوار.

و اعتبر فيلاديمير بوتين مواقف البلدين في الموضوع السوري قريبة جداً من بعضها، و أشار إلى الأهمية البالغة للتعاون في هذا المضمار قائلاً: نحن أيضاً نؤكد على أن حلّ الأزمة السورية ممكن فقط بالطرق السياسية و تقبّل رأي الشعب في سورية، و إرادة كل القوميات و الجماعات السورية، و لا يحق لأيّ أحد فرض رأيه على الشعب السوري، و اتخاذ القرار بدلاً عنه حول بنية الحكومة و مصير رئيس جمهورية سورية.

و أكد رئيس جمهورية روسيا: كما تفضلتم بالقول فإن الأمريكان يريدون على طاولة المفاوضات متابعة أهدافهم التي لم تتحقق في ساحات القتال في سورية، و نحن متفطنون لهذه القضية.

و شدد فيلاديمير بوتين على استمرار الهجمات الروسية على الجماعات الإرهابية في سورية، معتبراً التعاون و تبادل وجهات النظر بين طهران و موسكو حول سياق الحل السياسي للقضية السورية أمراً ضرورياً تماماً، و أضاف: الذين يدّعون الديمقراطية في العالم لا يمكنهم معارضة الانتخابات في سورية.

في نهاية هذا اللقاء قدّم رئيس جمهورية روسيا أحد أقدم نسخ القرآن الكريم هدية لقائد الثورة الإسلامية المعظم، و أعرب قائد الثورة الإسلامية المعظم عن شكره على هذه الهدية القيّمة.

Author

Exit mobile version