مابين الحرارة والأزمات في الشرق الأوسط

18 أغسطس 2016

حذر خبراء المناخ من أن موجات الحرارة الحارقة التي أمتدت لتشمل المناطق ما بين المغرب والسعودية وماحولهم، وبصورة غير مسبوقة، قد تكون نذيرا لما هو أسوأ.

ورأى مسؤولون في الامم المتحدة وعلماء في المناخ، إن إزدياد عدد السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل كبير ، ومع ندرة مياه الشرب و أرتفاع درجات الحرارة بشكل كبير قد يؤثر على الإنسان ويجعل حياته صعبة ومستحيلة.

11

وقال أحد كبار المستشارين في الأمم المتحدة و الذي يعمل على دراسة تأثير التغييرات المناخية في المناطق العربية: “إن الصراعات وأزمات اللاجئين ستكون أكبر بكثير من الوضع الراهن”.

وأضاف: ” إن هذا الإرتفاع الكبير لدرجات الحرارة المثيرة للدهشة يدل على أن الخسائر التي تحملها التغيرات المناخية قد بدأت بتسارعٍ مثير للقلق.” حيث شهدت هذه الدول في السنوات الأخيرة فصولَ صيف بدرجات حرارة مرتفعة ،أما هذه السنة فإن درجة الحرارة كانت مرتفعة للغاية.

ارتفع مستوى الرطوبة في الإمارات العربية المتحدة حسب مؤشر حرارة (heat index) – مؤشر يجمع بين درجة الحرارة والرطوبة لتحديد درجة الحرارة التي يشعر بهاالإنسان – إلى أكثر من 140 درجة فهرنهايت (60 درجة مئوية) في شهر حزيران ،وأرتفع أيضا في مدينة جدة في السعودية إلى 126 درجة فهرنهايت (أكثر من 52 درجة مئوية). كما شهدت الحرارة في جنوب المغرب درجات عالية على الرغم من كون المنطقة باردة نسبيا،ً ووصلت إلى مستويات قياسية تتراوح بين 109 و 116 درجة فهرنهايت (42،7 و46،6 درجة مئوية) خلال الشهر الماضي ، كما أزدادت درجات الحرارة في شهر أيار الماضي في اسرائيل (الأراضي المحتلة) لينتج عنها أمراض مختلفة .

كما تفاجأ الباحثون من درجات الحرارة المرتفعة في العراق والسعودية; حيث وصلت درجات الحرارة في مدينة البصرة جنوب العراق إلى 129 درجة فهرنهايت (53،88 درجة مئوية) في الثاني والعشرين من تموز، وقبل يوم واحد وصلت درجات الحرارة في الكويت إلى هذه المستويات والتي تعتبر أعلى درجة حرارة تم قياسها في النصف الشرقي من الكرة الأرضية. ولكن حتى الان لم يحدث أمر سئ.

كما وأن درجات الحرارة المرتفعة ستستمر في العراق والسعودية . وقالت الطالبة “زينب غمان” (26 سنة) عراقية من مدينة البصرة :”إن الخروج من المنزل كالذهاب داخل النار، تماماً مثل حرق كامل الجسم ( الجلد ، العينين والأنف). حيث أنها لم تخرج من المنزل منذ شهر آيار (منذ أن أرتفعت درجة الحرارة إلى أكثر من 49 درجة مئوية).

وفي نفس الوقت قال المهندس في شركة نفط في البصرة أيمن كريم: “أشعر بأني مسجون، وأن الموظفين أمروا بالبقاء في المنزل لعدة أيام خلال الشهر الماضي”، وأضاف “لا نستطيع الخروج قبل السابعة مساء”.

وقال الخبير الإقتصادي السعودي باسم أنطوان أن “أضراراً جسيمة أصابت اقتصاد البلاد بسبب هذه الحرارة”.

وشهدت المستشفيات إرتفاعا ملحوظاً في عدد الأشخاص الذين يعانون من الجفاف والإجهاد الحراري. ووصلت درجة الحرارة في مطار بغداد منذ منتصف شهر آيار إلى حوالي 43 درجة مئوية فما فوق والذي يُسجل كإزدياد من 10 إلى 20 درجة في مثل هذا الوقت من السنة. وقد اضطرت الحكومة العراقية إلى زيادة أيام العطل لمواجهة هذه الحرارة. كما أن شوارع بغداد فارغة أثناء النهار بإستثناء عدد قليل من المتاجر .

وقال المتحدث بإسم هيئة الأرصاد الجوية في العراق:السبب الرئيسي للحرارة المرتفعة هو زيادة الضغط في الهواء ويبدو أنه تحول جوهري في مناخ البلاد. وفي بغداد،عدد الأيام التي تصل درجات الحرارة فيها إلى 118 درجة مئوية أو أعلى (حوالي 48 درجة مئوية) قد تضاعفت في السنوات الأخيرة”.

وأضاف أنه “إذا نظرنا إلى درجات الحرارة ما قبل 40 عاما، فإن درجات الحرارة هذه كانت تستمر لمدة أربعة أو خمسة أيام، ولكن بعد ذلك فإن الرياح مع الغبار كانت تعمل على تبريد سطح الأرض، وهذا لا يحدث الآن.

ويعتقد خبراء الأرصاد الجوية أن هذه الظاهرة ليست مثيرة للدهشة. حيث نشرت مجلة “Natural Climate Change” في تشرين الأول بحث علمي تَوقع فيه باحثون حصول موجات حرارية في الخليج العربي والتي ستهدد حياة الناس في اخر هذا القرن .

مؤسسات علمية أخرى أكدت على حدوث هذه التوقعات في الشرق الأوسط ،من بينها معهد ماكس بلانك الألماني للكيمياء “Max Planck Institute ” ومعهد قبرص في نيقوسيا “Cyprus Institut” . خبيرة مختصة بقضايا المناخ في الشرق الأوسط في أمستردام قالت إن : “حكومات المنطقة غير قادرة على التعامل مع النمو السكاني الكبير والتغيرات المناخية”.

Author

الحراراة

الحرارة

السعودية

الشرق الأوسط

العراق


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.