مأزق أمريكا في أفغانستان، شتان بين الأهداف والنتائج

5 فبراير 2016

 

أعقد المشاهد المسرحية التي وقفتُ أمامها متسمراً، عاجزاً عن فكِّ “شيفرتها” الصورية وفهم أبجدية حروفها الهوليودية، عندما وقف قائد قوات الناتو في أفغانستان، الجنرال “جون كامبل” بشموخٍ، حتى الآن لم أفهم سببه، وإلى جانبه حسب ما أذكر حشدٌ من كبار المسؤولين الأفغان والأجانب يومها، كان أبرزهم مستشار شؤون الأمن القومي في رئاسة الوزراء الأفغانية “حنيف أتمر”، معلناً الجنرال كامبل “افتتاح مرحلة جديدة في أفغانستان”، و”إنجاز المهمة”، والأهم بحسب خطاب النصر ذاك “إخراج الأفغان من اليأس”. طبعاً، والحضور الكريم يصفق لكامبل. ولعل ما كان الأكثر غرابة بالنسبة لي “تصفيق الأفغان لكامبل”.

 

US General John Campbell arrives for a ceremony marking the end of ISAF's combat mission in Afghanistan at ISAF headquarters in Kabul on December 28, 2014.  NATO formally ended its war in Afghanistan on December 28, holding a low-key ceremony in Kabul after 13 years of conflict that have left the country in the grip of worsening insurgent violence.The event was arranged in secret due to the threat of Taliban strikes in the Afghan capital, which has been hit by repeated suicide bombings and gun attacks over recent years. "Together... we have lifted the Afghan people out of the darkness of despair and given them hope for the future," NATO commander US General John Campbell told assembled soldiers. "You've made Afghanistan stronger and our countries safer." On January 1, the US-led International Security Assistance Force (ISAF) combat mission, which has suffered 3,485 military deaths since 2001, will be replaced by a NATO "training and support" mission. AFP PHOTO / SHAH Marai        (Photo credit should read SHAH MARAI/AFP/Getty Images)
لا أفهم عن أية “مرحلة جديدة ” تكلم كامبل، ولا عن منجزات احتلال افغانستان. كله في كفة وجملته التي حملت عمقاً صعُب عليّ سبر غورها في كفة، أقصد قوله: ” خرجنا الأفغان من الظلمات واليأس معًا، ومنحناهم الأمل بالمستقبل”.

ولطالما تساءلت: هل ما حققته الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان كان نصراً بالفعل؟ غير أننا لا نره لعدم خبرتنا من حيث أننا دول نامية بالحروب من أجل الديمقراطية. لكن النصر على من؟ فهل تمكنت القوات الأمريكية ودول حلف الشمال الأطلسي مثلاً من هزيمة حركة طالبان أو القاعدة؟ أو هل ينعم الشعب الأفغاني الآن برفاه اجتماعي أو استقرار سياسي بعد احتلال لدواع “ديمقراطية” طبعاً ، لأكثر من عقد؟!!
تقول الحكمة العربية: “الصبر مفتاح الفرج”. وبالفعل صدق القائل فقد جلب تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض إرنست الأحد الفائت معه مفتاح ألغاز مسرحية كامبل في كابول عام 2014، وأجوبة تساؤلات المهتمين بالشأن الأفغاني حول النصر المزعوم.
قال المتحدث باسم البيت الأبيض: “إن امريكا وشركاءها الدوليين ظلوا يحاربون الإرهاب في أفغانستان لأكثر من عقد من الزمان، و لا تزال دولة خطرة”.
إذن أفغانستان دولة لا تزال غير آمنة و”خطرة”، أما طالبان فقوة بارزة ومخيفة في أفغانستان، والحكومة الأفغانية بجيشها الناشىء أضعف من ردعها، وما تقدُّم طالبان مؤخراً في الأقاليم الشمالية إلا برهانٌ ساطع على قوة طالبان وعجز الجيش الأفغاني عن بسط الأمن وإحكام السيطرة عن الأقاليم الأفغانية المتباعدة الأطراف.
والأكثر من ذلك، أن العميل الأمريكي سنودن يدعي أن أسامة بن لادن لا يزال على قيد الحياة. بذلك اكتملت فصول مسرحية الفشل والدجل الأمريكي في أفغانستان، لكن على حساب من؟ على حساب شعب بأكمله، 13 عاماً من عمر الشعب الأفغاني أهدرتها أمريكا لتحقيق بعضاً من أطماعها التي تسمها بالمصالح القومية.
في الخلاصة، أمريكا لم تحقق طوال احتلالها لأفغانستان ايًّا من أهدافها المعلنة، لكن ما يمكننا قوله أن الولايات المتحدة حققت بعضاً من مصالحها في المنطقة من خلال احتلال أفغانستان والعراق، لكن شتان بين النصر وتحقيق بعض المصالح .

بقلم الكاتب: عون هادي حسين

Author

أفغانستان

الناتو

الولايات المتحدة

طالبان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.