أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، الأربعاء، أن النيران اندلعت في أربعة خزانات للنفط الخام على الأقل في شمال البلاد، جراء المعارك بين حراس هذه المنشآت وتنظيم “الدولة الاسلامية”- “داعش”.
واندلعت هذه المواجهات في اليومين الماضيين، في وقت تسعى فيه الأمم المتحدة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا البلد الذي يشهد فوضى ويتنازع برلمانا سلطتين، أحدهما في الشرق وتعترف به الأسرة الدولية، والآخر في العاصمة طرابلس، الحكم في ليبيا منذ عام ونصف عام.
وشدد موفد الأمم المتحدة مارتن كوبلر مجدداً على ضرورة مصادقة البرلمان الليبي الشرعي في شرق ليبيا، سريعاً على تشكيل هذه الحكومة، محذراً من أن كل تأخير يصب في صالح تنظيم “داعش” المتطرف الذي يسيطر على مدينة سرت (450 كيلومتراً شرقي طرابلس).2
وقال الديبلوماسي الألماني، في بيان، إن هجوم تنظيم “داعش” على المنطقة التي تقع فيها المرافىء النفطية الرئيسية في ليبيا، “يجب ان يذكّر كل الليبيين بضرورة التطبيق الفوري للاتفاق السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية”.
ولفت الانتباه الى ان “الموارد النفطية ملك للشعب الليبي واجياله الصاعدة”، داعياً “الاطراف الليبية كافة الى عدم توفير اي جهد لقطع الطريق امام اي محاولة من تنظيم الدولة الاسلامية للاستيلاء على النفط الليبي”. وقال رئيس بعثة الامم المتحدة الى ليبيا “كل يوم يمر من دون المصادقة على الاتفاق (السياسي الموقع في الصخيرات) يكسبه تنظيم الدولة الاسلامية”.
ووفقاً لبيان للمؤسسة الوطنية الليبية للنفط (هيئة تابعة لسلطات الشرق) صدر الأربعاء، اندلعت النيران في أربعة خزانات بسبب المعارك قرب السدرة (أكبر ميناء لتخزين النفط في ليبيا) وراس لانوف في شرق البلاد.
وقال مسؤول في أمن شركة سرت النفطية لوكالة “فرانس برس”، إن اربعة خزانات نفط كانت مشتعلة الأربعاء في السدرة.
وأضاف المتحدث باسم حراس المنشآت النفطية في السدرة علي الحاسي لوكالة “فرانس برس”، “لقد فقدنا 10 من رجالنا منذ بدء هجوم” تنظيم “داعش”، الاثنين، على هذه الموانىء.
ونقلت وكالة الأنباء القريبة من السلطات في شرق البلاد عن المتحدث باسم المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، محمد المنفي، قوله إن “هدوءً سجل بعد يومين من المواجهات في منطقة الهلال النفطي”.
وتلقى حراس المنشآت النفطية دعماً جوياً من القوات المتمركزة في قاعدة مصراتة، بحسب مسؤول في سلاح الجو في هذه القاعدة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس.
ويسيطر تحالف “فجر ليبيا” الذي استولى على طربلس في صيف العام 2014 وشكل فيها حكومة منافسة لتلك القائمة في الشرق، على هذه القاعدة.
ووقع الاتفاق السياسي برعاية الأمم المتحدة في 17 كانون الأول في المغرب، بين أعضاء من البرلمانيين المتنافسين وممثلين للمجتمع المدني الليبي. وينص على تشكيل حكومة وفاق وطني مقرها طرابلس ويفترض أن يصادق عليه البرلمان المعترف به في 17 كانون الثاني.
ودان رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط التابع لسلطات طرابلس، مصطفى صنع الله، هجمات التنظيم الارهابي، معرباً عن الأمل في أن تساهم أعمال العنف “في توعية الزعماء السياسيين من كافة الأطراف لحجم التهديد”.
وقال في بيان: “أشجعهم بشكل ملح على وضع خلافاتهم جانباً. إننا بحاجة الى الاتحاد لمواجهة هذا العدو المشترك ليس غداً أو الاسبوع المقبل بل الآن”.
ولليبيا اهم احتياطي نفطي في افريقيا يقدر بـ48 مليار برميل. وانتاجها الذي قدر بـ1,6 مليون برميل يومياً، في العام 2011 تراجع الى الثلث مذذ ذاك الحين.
ويحاول تنظيم “الدولة الاسلامية”، منذ اسابيع، التقدم نحو الشرق انطلاقاً من سرت، لبلوغ منطقة “الهلال النفطية” حيث تقع اهم موانىء تصدير النفط الليبي.
وتشجع الاسرة الدولية الفصائل الليبية على الاتفاق للتصدي للتنظيم الإرهابي الذي انتهز فرصة انتشار الفوضى في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 ليتمركز في البلاد.