لماذا السعودية تصعد حملتها الإعلامية ضد السيد حسن نصرالله؟

3 مارس 2016

شنت وسائل الإعلام التابعة للسعودية في الأسابيع الأخيرة حملة شرسة ضد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيث دعت قناة MBC1 وقناة العربية ما يعرف بالمحللين السياسيين “المعتدلين” في نقشات سياسية بهدف تأجيرهم لإطلاق سيل من الإهانات ضد حزب الله “المقاومة الإسلامية في لبنان”.

وكان هذا المئات من اللبنانيين خرجوا الى الشوارع احتجاجا على إساءة قناة MBC على السيد حسن نصرالله عبر برنامج كوميدي.

دراسة الموقف العدائي السعودي تجاه حزب معين في لبنان كحزب الله بحاجة إلى إيضاح الصورة الكاملة للشرق الأوسط وما تشهدها المنطقة من اضطرابات إقليمية.

7

1- الوضع الداخلي اللبناني المتأجج:

الف) استمزاج الرأي العام في لبنان نظراً إلى تنوع العرقي والثقافي في لبنان خصوصاً بعد الاستعمار الفرنسي والذكريات المريرة التي خلفتها الحرب الأهلية في البلاد لا توجد استطلاعات حكومية لإلقاء الضوء على الرأي العام اللبناني حول مجموعة واسعة من القضايا الداخلية. يري البعض من المحللين أن النظام السعودي من خلال إثارة رد فعل الجمهور اللبناني يسعي لمعرفة مستوي شعبية حزب الله بأعمال استفزازية صبيانية.

ب) أسوأ مخاوف المملكة العربية السعودية: حزب الله أقوى من أي وقت مضى بعد تشكل النصاب القانوني اللازم وتشكيل تحالف جديد قد تشهد لبنان أخيراً انتخابات رئاسية في البرلمان لإنهاء الفراغ السياسي في البلاد. وتخشي السعودية من أن يصبح الاستقرار السياسي في لبنان ضمن مجموعة استحقاقات حزب الله فلعل “تغيير الخيول في منتصف الطريق” ورئاسة العماد ميشال عون تظهر أخيراً إرهاصات تضاؤل الدور السعودي وحزب المستقبل بقيادة سعد الحريري في المشهد السياسي اللبناني في إشارة إلى دعم شخصيات بارزة في قوى 14 أذار أبرزها سمير جعجع من ترشح عون للرئاسة الجمهورية.

 

2- التطورات الإقليمية:

الف) اليمن: فيما أدان المجتمع الدولي بالإجماع الغارات الجوية السعودية واستهداف الأحياء السكنية والمدنيين في اليمن أصدر الاتحاد الأوروبي بيان سياسي غير ملزم طالب فيها توقف بيع الأسلحة إلى النظام السعودي. في هذه الأثناء يصبح الفشل المريع لعملية عاصفة الحزم وما يسمي بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أكثر وضوحاً ما تجعل السعودية بحاجة ماسة لتبرئة فشلها في اليمن في جبهة أخري عبر تشويه صورة حزب الله في لبنان.

ب) سوريا: تضع محادثات السلام السورية وسلسلة المستجدات حول الهدنة بين الجماعات المتمردة والجيش العربي السوري (SAA) النظام السعودي في موقف لا يحسد عليه تماما حيث يعتبر وقف إطلاق النار والتأكيد على جلوس حول طاولة التفاوض مع النظام السوري، الموافقة على شرعية الحكومة السورية التي سعت المجموعات المسلحة المدعومة من السعودية خلال السنوات الخمس الماضية إسقاطها بالمليارات من الدولارات التي قدمتها دول الارتجاع العربي. من هذا المنطلق نؤكد من جديد حسباً على المعطيات الأمنية والميدانية أن السعودية لن تقبل الهزيمة الساحقة التي شهدتها على الصعيد السوري بسهولة فمن الطبيعي أن تلجأ إلى سلوك أبله مثل إطلاق حملة إعلامية شرسة ضد حزب الله كأحد أركان الحلف الداعم للشعب والنظام السوري بعدما واجهت إخفاقات سياسية وميدانية.

ج) إيران: النظام السعودي فوجئ بالإقبال الجماهيري في الانتخابات البرلمانية في إيران وسط الدعوات لمقاطعة الانتخابات التي أثبتت شعبية المؤسسة السياسية الإيرانية وحطمت الأحلام السعودية حول صعودها في الشرق الأوسط في ظل الاضطرابات الإقليمية التي حذفت أي دور للديموقراطية في المنقطة.

 

3- المشهد السعودي الملتهب:

الف) التطرف: دفعت تبني الأيديولوجية الوهابية المنحرفة من قبل آل سعود وسائل الاعلام الممولة سعوديا لشن حرب نفسية ونشر افتراء ضد خصومهم السياسيين بالتمسك بالخطاب الطائفي المقيت من أجل حشد الدعم الشعبي والتعاطف الديني خصوصاً ضد إيران وحلفاءها الإقليمية والدولية. من المثير للضحك أن نظام آل سعود الذي أظهر بشكل متكرر عدم احترامها المطلق للإسلام تسعي عبر تقديم تفسير شاذ من الإسلام الحنيف أي الوهابية بناء حصون دينية ضد القوة الإيرانية الصاعدة.

ب) دور الولايات المتحدة وإسرائيل: تقاطع المصالح السعودية مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في الشرق الأوسط أثبت أن المخاوف السعودية لا تنعكس هواجس الرياض فحسب بل تنعكس القلق الإسرائيلي إزاء التطورات في المنطقة من بينها العداء المشترك ضد حزب الله الذي يشارك فيه السعودية وإسرائيل على حد سوى.

Author

السعودية

حزب الله

سوريا

لبنان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.