كيف وصلت ملفات السعودية الى ويكليكس ؟
من الذي أرسل الملفات السعودية إلى ويكليس؟ لقد أصبحت هذه الوثائق في الآونة الأخيرة جراء نشرها عن ظريق ويكليس، تشكل أهم قنبلة إعلامية في الوقت الراهن.
هذه المستندات تؤكد تدخل المملكة العربية السعودية تدخلها في بلدان المنطقة وسياساتها، بالإضافة إلى أن سياستها المعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا، شكلة موجة كبيرة من القلق تجاه أصدقائها وحلفائها في المنطقة.
السؤال الأهم هنا، هو من الذي أو المجموعة التي قامت بتسليم الوثائق لويكليكس وما هو غرضها من هذه العملية؟ شكلت الحكومة السعودية ووزارتها الخاجية لجنة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، للتحقق من المسؤولين عن انتشار هذه الوثائق.
هذه الوثائق السرية الخاصة بوزارة الخارجية والتي تعتبر بأنها الصندوق الأسود الخاص بالمملكة، أدت إلى طرح احتمالات مختلفة من قبل المحلليل والباحثين السياسيين.
الاحتمال الأول هو أن مجموعة تسمي نفسها الجيش اليمني الافتراضي أعلنت في وقت لاحق مسؤوليتها عن تسريب هذه الوثائق، ولكن هذا الأمر من المؤكد أنه لولا وجود خيانة داخل الخارجية السعودية، لما تم تسريب هذه المعلومات.
أما الاحتمال الثاني منسوب للدول المخالفة لسياسة المملكة العربية السعودية، خاصة ايران وسورية والعراق التي دائما ما قاموا بنشر وكشف وثائق سرية عن السعودية عن طريق ويكليس، إلا أن هذا الأمر ليس بالمؤكد لأن تلك الدول ليس لها عداء مباشر للرياض.
الاحتمال الثالث من الممكن أن يكون منافسي السعودية في سيادة المنطقة كقطر وعلى وجه الخصوص تركية.
قطر وتركية دائماً ما كانوا في صراعٍ مع السعودية للحصول على الهيمنة الإقليمية والسيطرة على المنطقة وكل دولة أرادت أن تكون شرطي الغرب في المنطقة، فهم دائماً ما كانوا مستعدين لصرف أموال طائلة للوصول إلى هدفهم واستخدام نفوذهم السياسي لذلك.
أما الاحتمال الرابع هو إدراك أجهزة الاستخبارات الغربية والصهيونية إلى أن الوثائق المنتشرة لا تطابق ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني لحماة النظام السعودي في الرياض.
الاحتمال الخامس، روسيا والصين وذلك نظراص إلى الخيانة التي تعرضتا لها من قبل السعودية من عملية تخفيض أسعار النفط تزامناً مع العقوبات الموجودة على روسيا والتي من شأنها أن تغضب روسيا وتؤدي إلى قيامخها بذلك.
أما الاحتمال السادس من المرجح أن يكون الصراع الواقع بين كبار العائلة الحاكمة في الرياض للسيطرة على الحكم، خصوصا .
الاحتمال السادس من المرجح ان يكون جنبا الى جنب مع الاحتمالات السابقة وهو القائم داخل الأسرة الحاكمة على السلطة وخصوصاً العمل الغير متوقع من قبل الملك سلمان لإهانة ولي العهد المير مقرن بن عبد العزيز والأمير سعود الفيصل بعد إدارتهم لوزارة الخارجية لمدة أربعين عام،
والتي من الممكن أن تؤدي إلى تسوية الخلافات الداخلية بين أفراد الأسرة الحاكمة، وإن الإفصاح عن هذه الوثائق قد تستخدم بالمقابل للضغط على الملك سلمان.
من الممكن أيضاً أن تكون عملية كشف الوثائق السرية تمت عن طريق الديوان الملكة بحد ذاته وذلك للتخلص وإزالة جميع المنافسين على السلطة وهو احتمال ليس مستبعد.
إقالة الأمير سعود الفيصل بعد إفشاء هذه الوثائق ووفاته المفاجئة والمتزامنة مع وفاة القائد العام للقوات الجوية وإدراك الخطر والتهديدات الجدية من قبل خالد التويجري والأمير طلال بن عبد العزيز والأمير احمد بن عبد العزيز،
كان بداية مشروع التصفية الدموية العائلية الحاصلة بين آل سعود. من المؤكد أن فرضية موت التويجري وجميع منافسين الملك سلمان لها الشأن الأكبر من أن تكون صحيحة.
الأمير محمد بن سلمان مع نشر هذه الوثائق يكون قد أصاب هدفين بطلقة واحدة، الأولى للتغطية على فشله في قضية اليمن، والثانية من أجل الوصول إلى السلطة.
