قادة طالبان هم تجار الأفيون في أفغانستان

18 فبراير 2016

بعدما تم الكشف في العام الماضي عن قيام الملا بعد الرشيد بلوش، حاكم ظل طالبان في سارانغ، عاصمة إقليم نمروز، بالمتاجرة بالأفيون، قال عدد من الأفغان لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن “طالبان تحولت إلى كارتل لتهريب المخدرات”.

وفي الآونة الأخيرة شنت القوات الأفغانية حملة ضد مهربي طالبان. وعند فجر ذات يوم، هبطت مروحية تابعة للقوات الخاصة في منطقة صحراوية نائية في جنوب أفغانستان، وضبطت شاحنتين محملتين بالمخدرات كانتا تسيران عبر ما أصبح يعرف بطرق سريعة خاصةً بالمهربين والمتمردين. 2

وكشفت الاستخبارات الأفغانية أن “سائقا الشاحنتين كانا ينقلان كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة من إقليم هيلمند إلى إقليم نيمروز، محور كل ما هو غير قانوني، ومحطة على طريق تهريب الأفيون عبر العالم”.

ولفتت نيويورك تايمز إلى أن “تلك العملية التي تمت في 12يوليو( تموز) 2014، كانت بمثابة إنجاز كبير للقوات الأفغانية. فقد تم الاستيلاء على طن متري من الأفيون في مختلف مراحل تصنيعه، وعلى ثلاث بنادق هجومية من طراز أيي كي ـ 47، وعلى بندقية أوتوماتيكية، ومدفع بي كي إم، وقذائف صاروخية، ومئات من الطلقات النارية، وأجهزة تواصل لاسلكي، وجهازي اتصال مع أقمار صناعية”.

وترى الصحيفة بأنه “ومن جميع النواحي، يجسد الملا رشيد تطور حركة طالبان في أفغانستان. إذ أصبح الرجل أقوى مهرب للمخدرات في جميع أنحاء جنوب أفغانستان، بعدما عرف بعنفه الشديد، وشهرته بالتخطيط لهجمات انتحارية كبيرة في إقليم نمروز، خلال شهر رمضان”.

وتقول الصحيفة إن ضبطه خلال غارة على مهربي المخدرات، وليس من خلال عملية لمحاربة إرهابيين، كان نهاية مناسبة لذلك الإهاب الخطير. إذ كان الرجل وبنظر عدد كبير من الأفغان، مجرم أكثر من كونه منظر لطالبان. وقد أحضره محققون لكي يمثل أمام أكبر محكمة خاصة بتجار المخدرات في إفغانستان، وفي خلال أربعة أشهر، تمت إدانته والحكم عليه بالسجن لمدة 18 عاماً.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن الملا رشيد كان واحداً من أكثر من عشرة زعماء كبار في طالبان ممن انغمسوا في تجارة المخدرات، وأصبح من الصعوبة التمييز بينهم وبين عتاة كارتل المخدرات. وفيما استفادت حركة طالبان طويلاً من فرض ضرائب وحماية تجارة المخدرات في أفغانستان، فقد بدأ زعماؤها مؤخراً في لعب أدوار مباشرة في تهريب وتسويق المخدرات، وفي تبوء مراتب عالية في سلسلة تجار بالأفيون، وذلك وفق ما قاله عشرات من المسؤولين الأفغان والغربيين، فضلاً عن مهربين، وسكان مناطق يقيمون فيها.

ومن هؤلاء القادة، كان الملا رشيد الذي أشرف شخصياً على حماية شحنات كبيرة من المخدرات. وبحسب مراقبين تابعين للأمم المتحدة، يترأس زعيم طالبان الجديد، الملا أختر محمد منصور، هرم مهربين قبليين، وقد جمع ثروة شخصية هائلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الأموال النابعة من تجارة المخدرات غيرت صورة طالبان، ومكنت الملا منصور من شراء ذمم منشقين نافذين عندما تسلم، في الصيف الماضي، زعامة الحركة.

وفي بعض المناطق الأفغانية، تقدم طالبان بذور الأفيون للمزارعين لكي يزرعونه لحساب عناصرها، أو تدفع لوسطاء من أجل شراء الأفيون لصالحهم، ولكي يخزنونه بانتظار ارتفاع أسعاره.

وفي أحدث تقاريرها، حذرت الأمم المتحدة من كون تحول طالبان نحو المتاجرة بالمخدرات يعتبر فألاً سيئاً بشأن احتمالات إحلال السلام في أفغانستان. وقال معدو التقرير: “سيكون لهذا التحول نتائج خطيرة على الأمن والسلام في أفغانستان، لأنه يشجع من هم داخل الحركة، وممن لهم أكبر الحوافز الاقتصادية، لأن يعرقلوا أية عملية مصالحة مع الحكومة الجديدة”.

Author

افغانستان

الأفيون

المخدرات

طالبان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.