العربیه

طالبان ترفض المشاركة في محادثات السلام الأفغانية

رفضت حركة طالبان السبت اجراء محادثات سلام مباشرة مع الحكومة الافغانية موجهة ضربة للجهود الدولية الهادفة الى احياء عملية التفاوض بهدف انهاء التمرد المستمر منذ 14 سنة. وكررت الحركة شروطها المسبقة لاستئناف الحوار بما يشمل رحيل القوات الاجنبية من افغانستان فيما كان من المرتقب ان تنطلق محادثات ثنائية في اسلام اباد هذا الاسبوع.

ويشكل هذا الاعلان نكسة للجهود التي تقودها افغانستان والصين وباكستان والولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات الهادفة الى انهاء التمرد. والتقى موفدون من الدول الاربع في كابول في اواخر شباط/فبراير ضمن جولة رابعة من المحادثات الهادفة الى احياء عملية السلام الناشئة التي تعثرت الصيف الماضي.

ودعت اللجنة الرباعية الى حوار مباشر بين حركة طالبان وكابول بحلول هذا الاسبوع، وهو موعد اعتبر بعض المحللين انه “غير واقعي على الاطلاق”.

ونفت الحركة في بيان نشر على موقع طالبان “الشائعات” التي تفيد بان “موفدين من الامارة الاسلامية سيشاركون في الاجتماعات المقبلة بإذن من الملا اختر منصور” خليفة الملا عمر على رأس الحركة. واضاف البيان ان الملا منصور “لم يأذن لأحد بالمشاركة في هذه الاجتماعات كما ان مجلس قيادة الامارة الاسلامية لم يقرر ايضا المشاركة فيها”.

كذلك، اتهمت الحركة الولايات المتحدة باعتماد سياسة الكيل بمكيالين قائلة انها عززت عدد قواتها وزادت من ضرباتها الجوية ومداهماتها الليلية ضد المتمردين تزامنا مع جهودها لإحياء المحادثات.

تصاعد العنف

وصعدت حركة طالبان ايضا هجماتها على الحكومة والاهداف الاجنبية في افغانستان حتى في اشهر الشتاء حين تتراجع وتيرة القتال عادة، ما يؤكد تدهور الوضع الامني في البلاد.

وفي الاشهر الماضية احتلت طالبان لفترة وجيزة مدينة قندوز في شمال البلاد، التي كانت اول منطقة تسقط في ايدي المتمردين، ثم سيطرت على اراض في ولاية هلمند بجنوب البلاد حيث تنتشر زراعة الافيون.

ويرى مراقبون ان تكثيف المتمردين عملياتهم يلقي الضوء على محاولتهم السيطرة على مزيد من الاراضي من اجل الحصول على تنازلات اكبر في حال بدأت المفاوضات.

وقال المحلل العسكري المقيم في كابول عتيق الله عمرخيل لوكالة فرانس برس ان “حركة طالبان قد تكون رافضة اليوم لكنها ستؤيد في احد الايام المشاركة في محادثات- لكن من موقع قوة اكبر”. واضاف “هذا يفسر ازدياد تمردها دموية”.

وافاد تقرير للامم المتحدة نشر في الآونة الاخيرة ان اكثر من 11 الف مدني قتلوا او اصيبوا في العام 2015. واشار الى مقتل 3545 قتيلا ما شكل رقما قياسيا منذ 2009 حين بدأت الامم المتحدة تجري احصاءات.

واستضافت باكستان، الداعمة تاريخيا لحركة طالبان، جولة اولى من المفاوضات المباشرة مع طالبان في تموز/يوليو. لكن المفاوضات تعثرت بعد الاعلان المتأخر لوفاة زعيم حركة طالبان الملا عمر ما اثار خلافات داخلية في صفوف الحركة.

Author

Exit mobile version