أكد الرئيس السوري بشار الأسد، يوم الأحد، أن دمشق مصممة مع “أصدقائها في مقدمتهم إيران وروسيا، على المضي قدما في مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، لأنهم واثقون أن القضاء على الإرهابيين يشكل الخطوة الأساس في إرساء استقرار المنطقة والعالم، كما يشكل المدخل الحقيقي لنجاح أي حل سياسي يقرره السوريون”.
ونقلت “وكالة الأنباء السورية” (سانا) عن الأسد قوله، خلال استقباله مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في دمشق، إن “ثبات الشعب السوري على مدى سنوات والإنجازات المهمة التي يحققها الجيش السوري في مكافحة الإرهاب، وبدعم من الأصدقاء وفي مقدمتهم إيران وروسيا، دفع بعض الدول المعادية لسوريا والتي تدعي محاربة الإرهاب لمزيد من التصعيد وزيادة تمويل وتسليح العصابات الإرهابية”.6
وعبَّر ولايتي، من جهته، عن تقدير ايران “للصمود الاستثنائي الذي اظهره الشعب السوري وقيادته في وجه حرب شرسة أدواتها عصابات الإرهاب التكفيري، المدعومة والممولة من قبل دول وقوى إقليمية وغربية، بهدف إضعاف دول المنطقة وإشغال شعوبها بحروب عبثية على أساس طائفي وعرقي.”
وأشارت “سانا” إلى أن ولايتي وضع الأسد بصورة الجهود التي تبذلها طهران “في دعم خيار الشعب السوري وسيادة سوريا ووحدة أراضيها”، مؤكداً  “تصميم قائد الثورة الإسلامية والقيادة الإيرانية على المضي قدما في دعم الجمهورية العربية السورية حكومة وشعبا، لأن الحرب التي يخوضها السوريون ضد الإرهاب مصيرية للمنطقة والعالم.”
ميدانياً، قتل 18 مدنياً وأصيب اكثر من اربعين اخرين بجروح، جراء غارات شنتها طائرات “يعتقد انها روسية” على مدينة اريحا الواقعة شمال غربي سوريا، بحسب ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان”
وأوضح مدير “المرصد” رامي عبد الرحمن أن 18 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من اربعين بجروح، “جراء غارات شنتها طائرات حربية، يُعتقد انها روسية، على مدينة اريحا في محافظة ادلب” التي يسيطر عليها “جيش الفتح” (ائتلاف من فصائل عدة بينها “جبهة النصرة” وحركة “احرار الشام”).
وتابع عبد الرحمن أن القصف استهدف مناطق عدة في المدينة، ولا تزال عمليات الانقاذ مستمرة بسبب الدمار الكبير الذي خلفته، مشيراً إلى وجود عدد من الجرحى “في حالات حرجة”.
إلى ذلك، أفادت مصادر أهلية لـ”السفير”، عن خروج تظاهرات في مدينة دوما في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، للمطالبة  بتسريع عملية التسوية التي تعرقلها “جبهة النصرة” و “أحرار الشام”.
من جهة ثانية، أعلنت المانيا نيتها نشر حوالي 1200 جندياً ضمن طائرات وسفن لمساعدة فرنسا في قتال تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”-“داعش” في سوريا.
وقال رئيس هيئة اركان الجيش الألماني فولكر فيكر في تصريح لصحيفة “بيلد”: “من وجهة نظر عسكرية، إن عدد الجنود الضروري لتأمين عمل الطائرات والسفن، يجب ان يناهز 1200″، مضيفاً أن المهمة يمكن ان تبدأ “بسرعة كبيرة بعد صدور تفويض” في هذا الشأن.
وأوضح فولكر أن بلاده ترسل ما بين اربع وست طائرات استطلاع “تورنيدو” للمشاركة في المهام، بحيث تتمكن من القيام بعمليات تناوب متواصلة في الاجواء، على أن تتمركز في قاعدتين مختلفتين.
وتابع “نجري مناقشات في هذا الشأن مع تركيا والاردن بخصوص قاعدتي انجرليك وعمان الجويتين”. وتضم قاعدة “انجرليك” وحدات من القوات الجوية الاميركية في اوروبا لدعم عمليات “الحلف الاطلسي”.
وأعلنت المانيا، التي تحفظت فترة طويلة على تدخل عسكري في سوريا، موافقتها المبدئية الخميس على مثل هذه المهمة، اثر اعتداءات باريس، لكنها لم تقدم تفاصيل حول عدد الجنود الذين يشاركون في المهمة.
كما تخطط برلين إلى إرسال فرقاطة لحماية حاملة الطائرات “شارل ديغول” في البحر المتوسط، وطائرات استطلاع واخرى لتزويد الوقود، في اطار عمليات قصف مواقع “داعش”.
وبعد القرار المبدئي، يصدق مجلس الوزراء الالماني رسميا الثلاثاء، على هذا التدخل العسكري قبل تصويت النواب الذي يفترض ألا تعترضه اي مشكلة، نظراً الى الاكثرية العريضة جدا التي يمتلكها تحالف المستشارة الأمانية انجيلا ميركل في مجلس النواب (البوندستاغ).
وعادة ما يتسم موضوع مهمات الجيش الالماني في الخارج، بحساسية كبيرة في المانيا، بسبب ماضيها العسكري. فلم يتدخل عسكريا في الخارج، إلا العام 1999، بعد موافقة المحكمة الدستورية الاتحادية، للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية، في اطار غارات جوية في كوسوفو، تحت راية “الحلف الاطلسي”.