حادثة منى نقلا عن طبيب في الهلال الأحمر ( منظمة اطباء بلا حدود )

13 سبتمبر 2016

نحن كنا حاضرين وقت وقوع الحادثة ضمن الكادر الطبي في مستشفى الهلال الاحمر الموجود في منى وفريق آخر من الاطباء جاؤو لآداءمناسك الحج كانو ايضا برفقة الحجاج و من خلال التواصل مع بعض الزملاء تمكنا من الاطلاع على مجريات الحادثة في مدة اقل من عشر دقائق توجه الى مكان وقوع الحادثة فريق النجدة.

بالأشارة إلى أن عدد كبير من الأشخاص كانو قد تساقطو بين الأقدام وعدد المصابين كان كبيرا جدا، مباشرة وبرفقة سبع فرق طبية و إسعافية متشكلة من 42 شخص توجهنا إلى منى ، اعداد الأفراد اللذين سقطو فوق بعضهم كان من الصعب انقاذهم وحتى امكانية مساعدة المجروحين كانت ضعيفة وفي ذلك الموقف ايضا لم تسمح لنا قوات الأمن السعودية بإسعاف الجرحى، انا شخصيا حضرت في مستشفى الهلال الاحمر ربما لم يكن هذا العدد الكبير من الأشخاص ان يتوفى لكن درجة الحرارة كانت تتجاوز الأربعين درجة ووقتا طويل جدا جعل الزوار يعطشون وهذا العطش في هذا الحر الشديد ادى فقدانهم للوعي وحالات إغماء بين الزائرين مما زاد عدد الضحايا .

للأسف ان عدم إمكانية الوصول الى المصابين من قبل السلطات السعودية الى المصابين فإن آخر الجثث تم جمعها في الثالثة صباحا بعد الحادثة . القوى الامنية السعودية لم تتلقى التعليمات والتدريبات الكافية واللازمة لمواجهة مثل هذه الحوادث القوات التي كانت حاضرا حينها كانت من اجل ضبط الامن، ومن أجل التعرف على جثث الضحايا قامت عناصر فرقنا بتصوير الجثث اما عناصر الأمن السعودية صادرت تلك الكاميرات .

ارسل المركز الطبي لمناسك الحج التابع للهلال الاحمر بعد توجه فرق الطبية والإسعافية بإرسال سيارات الإسعاف من اجل نقل الجرحى ولكن للأسف الطريق كان مغلقا امامهم ، مشافي منى لم يكن لها القدرة الكافية لإستيعاب هذا الكم من الجرحى و الفرق الطبية في منى لم تكن جاهزة لمثل هذه الأزمات ولم يكن هناك امكانية تقديم الخدمات اللازمة للمصابين في منى .

و في مشفيي منى وبسبب العدد الكبير من المصابين وعدم وجود السعى الكافية لإستيعاب هذا العدد من الأشخاص تم رمي عدد كبير منهم في أرضية المشفى ، ولقد رأينا بأعيننا أن الجرحى و الاموات جمعوا فوق بعضهم البعض في المستشفى.

ان ابقاء الجرحى تحت اشعة الشمس لفترات طويلة و مع شدة ارتفاع الحرارة التيرتجاوزت الأربعين والعطش الشديد الذي اصاب الكثير منهم وضعف امكانيات الأسعاف مما ادى الى فقدان وعيهم وأخذت اعدادهم تزداد مع مرور الوقت . والعناصر السعوديين اللذين كانو منشغيلين في جمع ونقل الجثث كانوا يرمون بإي شخص لاتظهر عليه علائم الحياة الى حاويات كانوا قد كدثوا فيها الجثث الموتى وايضا كان البراد المركزي في مكة يتسع ل 900 جثة فقط لذلك كانت إمكانية تبريد جثث الموتى وحفظها كانت سيئة جدا ، وماتبقى من الأجساد وضعت في حاويات كبيرة مكدثة فوق بعضها البعض في الجو الحار ، وبعد عدة ايام من وقوع الحادثة لم تسمح لنا السلطات السعودية بالتعرف على جثث الضحايا ، لو انه سمح لنا بالتعرف على هذه الجثث لكنا انجزنا مهمتنا بشكل اسرع وافضل لإن بعد مرور فترة زمنية تتغير ملامح الجثة و تصعب طرق التعرف عليها .

Author

الحجاج الإيرانييين

السعودية

فاجعة منى


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.