تقرير:أنعدام نظام الأمن الغذائي في افغانستان

13 سبتمبر 2015

تقرير:أنعدام نظام الأمن الغذائي في افغانستان

يتصاعد عدد من يبيعون أراضيهم في أفغانستان أو يلجأون إلى الأصدقاء أو الأسرة للمساعدة، تحت وطأة تفاقم انعدام الأمن الغذائي في هذا البلد الآسيوي خلال العام الماضي، وفقاً لتقرير مشترك صدر اليوم عن الأمم المتحدة والوكالات الشريكة.

ه

وأورد تقييم عام 2015 للأمن الغذائي الموسمي في أفغانستان (SFSA)، الصادر عن شعبة تكتل الأمن الغذائي والزراعة في أفغانستان  (FSAC)، أن ذروة المواسم العجاف شهدت ارتفاع عدد الأفغان الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد من 4.7 في المائة من مجموع السكان إلى 5.9 في المائة، حسب الحالة السائدة خلال الاثني عشرة شهراً الماضية.  ويعني ذلك أن أكثر من 1.5 مليون شخص الآن يُصنفون كضحايا لانعدام الأمن الغذائي الشديد، أي بزيادة 317000 شخص. ويُصنف 7.3 مليون شخص آخرين- أي أكثر من واحد من كل أربعة أفغان- باعتبارهم يعانون نسبياً “انعدام معتدل في الأمن الغذائي”.

والأكثر إثارة للقلق أن نسبة من يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد، ممن استنفدوا بالفعل قدرتهم على مواجهة حالات الطوارئ لم ينفك تتصاعد – أي أن المزيد من السكان يضطرون الآن إلى بيع أراضيهم، وسحب الأطفال من المدارس للعمل، أو يعتمدون على الأقارب للحصول على الدعم. ويشير تقرير تقييم عام 2015 للأمن الغذائي الموسمي في أفغانستان إلى أن عدد الأشخاص الذين يمارسون أعمالاً مستيئسة تضاعف خلال العام الماضي إلى أكثر من 20 في المائة ممن يعانون انعدام الأمن في جميع أنحاء البلاد. ويعرِّض ذلك المزيد من الشعب الأفغاني إلى أخطار جسيمة للوقوع في براثن الفقر المدقع.

وقال الخبير كلود جيبيدار، الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة (WFP) في أفغانستان، اليوم “حين يلجأ السكان إلى هذه التدابير، لا تصبح لديهم القدرة على التجاوب مع الصدمات في المستقبل”، مضيفاً أن “هذه الأرقام مقلقة للغاية، وبخاصة في بلد أكثر من ثلث سكانه يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي. بل ويمكن أن نعتبر التقرير نذيراً بأن الأشهر الاثني عشر المقبلة ستشهد فورة في أعداد من هم في أشد الحاجة إلى الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى”.

وأضاف الخبير توميو  شيكيري، ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في أفغانستان، “بالرغم من أن أفغانستان ستنتج أكثر قليلاً من القمح هذا العام، فلن يكون في مقدورعدد كبير من الفقراء والجياع شراء المواد الغذائية من السوق”، مضيفاً “أن القضية هي الوصول إلى الغذاء عوضاً عن إنتاجه. ولا بد من ايلاء اهتمام خاص للأسر التي ترأسها نساء… وللنازحين من أجل تحسين فرص حصولهم على لقمة العيش، والنهوض بسبل المعيشة القائمة على الزراعة”.

ويبيّن التقرير أن الأسر التي ترأسها النساء يُرجح أن تواجه انعدام الأمن الغذائي الشديد بنسبة تبلغ ما يقرب من 50 في المائة مقارنة بالأسر الأخرى في أفغانستان، نظراً إلى أن نظامها الغذائي أفقر بكثير من أقرانها، وتحقق دخلاً أقل بكثير. والمحتمل أن تلجأ النساء من أرباب الأسر إلى إجراءات طوارئ، من قبيل التسول. كما يعاني النازحون عن ديارهم بسبب النزاعات أو الكوارث، ولا سيما أولئك الذين يعيشون في الخيام، من فقر الوجبات الغذائية، وتحتاج محافظتا خوست وبكتيكا، حيث لجأ أكثر من 35000 أسرة نازحة (ما يتجاوز 200000 شخص)، إلى دعم فوري للحيلولة دون تفاقم انعدام الأمن الغذائي في حالتهم.

ويفيد كل من منظمة “فاو”، وبرنامج الأغذية العالمي، و تكتل الأمن الغذائي والزراعة في أفغانستان، والسلطات الحكومية بأن نقص التمويل قد يفاقم من هذه الأوضاع أبعد من ذلك. وقال الخبير عبد المجيد  منسق  تكتل الأمن الغذائي والزراعة في أفغانستان، أن “هذا يصبح الملاذ الأخير عندما يبدأ المزارعون بيع الأصول الإنتاجية مثل الماشية والآلات والأرض”، مضيفاً “وذلك ليس فقط خسارة للمزارعين بل وللمجتمع بأسره- إذ أن مهارات ووسائل الإنتاج الزراعي ستُفقَد… وتُغرِق سوق العمل في المناطق الحضرية”.

وصرح أسد الله زامير، وزير الزراعة والري والثروة الحيوانية في أفغانستان، بالقول “من قبيل الصدمة أن نقف على أن ثلث سكان أفغانستان يعانون انعدام الأمن الغذائي وتزداد أوضاعهم سوءاً على سوء”، ونحن “نلتمس من الجهات المانحة مواصلة مساعدتها للأفغان الأشد ضعفاً قبل فوات الأوان”.

Author

افغانستان

الأمم

الأمن

الغذاء

الفقر

تقرير


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.