تقدم كبير لطالبان وسط مخاوف من سقوط هلمند

10 أغسطس 2016

تشن حركة طالبان منذ عشرة ايام هجوما عنيفا في جنوب افغانستان وباتت تهدد باحتلال عاصمة ولاية هلمند المعروفة بانتاجها للقنب، والتي يتوجه اليها الاف الاشخاص الهاربين من المعارك.

ويثير تقدم المتمردين الاسلاميين بعد عشرة ايام من بدء هجومهم تخوف المسؤولين المحليين من امكانية سقوط المدينة، لشكرغاه، في ايديهم كما سبق وفعلوا مع قندوز في تشرين الاول/اكتوبر 2015. وكانت طالبان نجحت في السيطرة على تلك العاصمة الكبرى في الشمال خلال اسبوعين، في ما اعتبر سابقة منذ 14 عاما من الحرب.

helmand

 

واقر الجنرال محمد حبيب حصاري الذي يقود العمليات الميدانية للجيش الافغاني الثلاثاء امام الصحافيين، بأن “الوضع خطير فعلا في هلمند، وتدور معارك في عدد كبير من الاقاليم”.

وقال كريم اتل رئيس السلطة التنفيذية في الولاية “ان عناصر طالبان باتوا عند ابواب” لشكرغاه حيث يعيش حوالى مئتي الف شخص وشدد امام الصحافيين على ان “الوضع سيء فعلا”.

واكد عمر زواك المتحدث باسم السلطات المحلية لوكالة فرانس برس “ان حوالى 30 الف شخص نزحوا (بسبب المعارك) في هلمند في الاسابيع الاخيرة. ويأتي معظمهم من لشكرغاه ” مضيفا “من الصعب بالنسبة للمدينة استقبالهم. وستنام عائلات واطفال ونساء في الشوارع. هناك نقص في الاغذية والمياه النظيفة. اننا بحاجة لمساعدة عاجلة”.

صعوبة التنقل

وقال حجي قيوم، احد السكان الذي اتصلت به وكالة فرانس برس، ان “حركة طالبان تسيطر على كل الطرق المؤدية الى لشكرغاه. حواجز الشرطة تسقط الواحد تلو الاخر ويتخوف الجميع من ان تسقط العاصمة بدورها بايدي طالبان”.

وكان المتمردون الاسلاميون يبعدون الاثنين ستة كيلومترات عن وسط المدينة، وقال مسؤول محلي طلب التكتم على هويته ان “الوضع يمكن ان يخرج عن السيطرة في اي وقت”.

واكد مصدر انساني “ان تكثيف النزاع يجعل التنقل صعبا” مشيرا الى ان السكان لقوا صعوبة في الوصول الى مستشفى لشقرقاه الوحيد الذي يقدم خدمات للمليون شخص الذين يعيشون حوله. وقال هذا المصدر “ان قسم الطوارىء في المستشفى المكتظ عادة ايام السبت، بقي شبه خاو السبت الماضي”.

وهذا الوضع يقلق العاملين في المجال الصحي لان المستشفى الذي تديره منظمة اطباء بلا حدود يعد اساسيا لتقديم العناية الصحية للاطفال والامهات. ففي العام 2015 استقبل اكثر من 93 الف طفل للاستشارة الطبية وسجلت اكثر من 12700 ولادة فيه كما تذكر المنظمة غير الحكومية.

الى ذلك صرحت منظمة اطباء بلا حدود الثلاثاء لفرانس برس انها حرصت على “ابلاغ القوات المتنازعة كل المعلومات المتعلقة بموقع مستشفى لشكرغاه”.

وكانت ضربة اميركية دمرت المستشفى الذي تتولى المنظمة ادارته في قندوز في تشرين الاول/اكتوبر 2015 ما ادى الى وقوع 42 قتيلا في صفوف الطاقم والمرضى.

وذكر الحاكم السابق لهلمند عبد الجبار قهرمان ردا على اسئلة شبكة طلوع التلفزيونية “تم التعامل باستخفاف مع قوة طالبان” مع العلم “انهم مجهزون بشكل افضل من السابق”.

ويحظى المتمردون في هذه الولاية بوحدة نخبة جديدة تسمى “سارا خيتا” اي “اللواء الاحمر”.

وهي “مدربة ومسلحة بشكل جيد مع معدات حديثة” على ما قال في هذا الخصوص لفرانس برس احد قادة طالبان في اقليم نادعلي بدون ان يوضح عديدها بالضبط.

لكن مسؤولا امنيا في كابول قلل من تأثيرها في ساحة المعركة.

وقال متحدث عسكري اميركي الثلاثاء مؤكدا كثافة المعارك الجارية، ان الجيش الافغاني يحصل على دعم من الغارات الجوية المنتظمة للقوات الاميركية الموجودة في افغانستان، مشيرا الى ان “الغارة الاخيرة شنت مساء امس” الاثنين.

وفي هلمند، لم تتمكن الحكومة المركزية من ارساء سلطتها على كامل هذه الولاية التي يحتل عناصر طالبان مناطق كثيرة فيها ويسيطرون خصوصا على حقول القنب التي تمثل حوالى 80% من مجمل انتاج افغانستان التي تعد المنتج الاول للافيون في العالم.

Author

أفغانستان

طالبان

لشكرغاه

هلمند


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.