بوزكشي.. لعبة خيالة فرسانها الأفغان

9 مايو 2016

يمتطي 400 فارس مدججين بدروع أحصنتهم في مدينة مزار شريف شمال أفغانستان، ويتنازعون جيفة عجل مقطوع الرأس، في إطار لعبة «بوزكشي» التي تتيح لأفغان شمال البلاد منذ 800 سنة إبراز ميولهم الحربية، ولزعماء الحرب إظهار هيبتهم. هذه المواجهة العنيفة تقتصر على الذكور، فلا نساء في صفوف الفرسان «التشبنداز» الذين ورد وصفهم في كتاب «الفرسان» لجوزف كيسيل.

ويؤكد قلب الدين، أحد المتفرجين، قائلاً إنه «إذا لم يستخدم الفارس السوط بقوة، فإن الجواد سيكون بطيئاً وسيستولي تشبنداز آخر على الحيوان؛ أنا شغوف بلعبة بوزكشي منذ ثلاثين عاماً».

7

والهدف من هذه المواجهة هو الاستيلاء على هيكل عجل أو ماعز مقطوع الرأس وقد أفرغت أحشاؤه، وتثبيته بين الرجل والسرج والعدو بالفرس حتى الجانب الآخر من الملعب والاستدارة حول علم ومن ثم العودة باتجاه المدرجات لوضع الغنيمة في دائرة مرسومة على الارض.

كلمة «بوزكشي» تعني «سحل الماعز» باللغة الفارسية.

ويقول حجي شريف صالحي، رئيس اتحاد اللعبة في ولاية بلخ «إننا نمارس هذه اللعبة في أفغانستان منذ خمسة آلاف عام».

إلا أن اللعبة تعود على الأرجح الى القرن الثالث عشر مع غزوات جنكيز خان في آسيا الوسطى. وقبل 800 سنة كان «الحيوان» جثة مقاتل عدو كان الفرسان يسحلونها خلال التمارين بحسب ما تفيد الروايات.

ولكن في ظل حكم حركة «طالبان» (1996-2001) حظرت «بوزكاشي»، بحسب ما يؤكد عبد الله قريشي، وهو أحد ممارسي هذه اللعبة. ويروي قائلاً «أحصنتنا كانت في الجبال في تلك الفترة كانت معارك شرسة تدور بين طالبان وقوات عطا محمد نور وأصبح الآن حاكم ولاية بلخ، مضيفاً أن «كل الفرسان المشاركين هنا كانوا من المجاهدين» الذين تصدوا أولاً للسوفيات ومن بعدهم لـ «طالبان»، فمن دون «المجاهدين» وزعماء الحرب لما استمرت لعبة «بوزكشي».

وإذا كانت مزار شريف تنعم باستقرار استثنائي مقارنة مع بقية أرجاء أفغانستان، فلا يزال زعماء الحرب السابقون والحاليون يعرضون قوتهم من خلال امتلاك حظائر، والاستعانة بأفضل «التشبنداز». فالهيبة مركزية في الحياة السياسية الأفغانية التي يكثر فيها زعماء الحرب.

وينتمي حسن بهلوان (48 عاماً) الذي يمتهن هذه اللعبة منذ 30 عاماً، الى فريق محمد عيسى أميري، وهو زعيم حرب سابق متحالف مع حاكم بلخ.

ويؤكد بهلوان أنه «في عائلتنا نحن تشبنداز أباً عن جد. كان والدي مصارعاً لمدة 15 عاماً ثم أصبح تشوبندوز».

ويقول بفخر إنه «في العام ألفين وخلال مباراة بوزكشي نُظمت لمناسبة حفلة زفاف، كانت الجائزة سبعة آلاف دولار وسيارة تويوتا برادو. وقد فزت بها».

وإلى جانب الشغف بهذه اللعبة، تشكل الـ «بوزكشي» مورد رزق للاعبين الموهوبين، إلا أن قيمة الجائزة في هذه المباراة المقامة في مزار شريف أقل بكثير، مع حصول الفائز على ألف أفغاني (حوالي 15 دولاراً) وهاتف خلوي.

Author

أفغانستان

بلخ

بوزكشي

رياضة


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.