باكستان تهدم منازل الأفغان العشوائية من العاصمة

2 أغسطس 2015

باكستان تهدم منازل الأفغان العشوائية من العاصمة

أزالت السلطات الباكستانية خلال الأسبوع الماضي حي «مخيم الأفغان» العشوائي في العاصمة إسلام آباد، ما دفع آلاف الأشخاص إلى الشوارع باسم «القانون والنظام».

وبينما كانت وسائل الإعلام منشغلة بالأنباء عن وفاة زعيم حركة «طالبان» الملا محمد عمر ومالك إسحق زعيم جماعة «عسكر جنقوي» الإسلامية المسلّحة التي تقف وراء هجمات مذهبية عدة، وصلت الجرافات فجراً لتدمير أكبر حي عشوائي في العاصمة الباكستانية. واعتقل المقيمون والناشطون الذين اعترضوا طريق هذه الآليات الثقيلة.

ومنذ نحو 30 عاماً، يكتظ المخيّم باللاجئين الأفغان والعمال المياومين القادمين من شمال غربي البلاد. والحي الواقع على مساحة واسعة عند مدخل العاصمة يتألّف من بيوت من الطين بين برك من المياه الآسنة.

55bb3e85c6983

وحي «أفغان باستي» المغبر حيث لا تتوافر مياه جارية ولا شبكة للصرف الصحي ولا كهرباء، يتعارض مع منظر التلال الخضراء التي تحيط بإسلام آباد. وهو آخر ضحايا الحرب التي تشنّها السلطات على ما تعتبره ملاذاً للصوص والإسلاميين الأفغان.

وقال ناطق باسم سلطة تطوير العاصمة (وهي هيئة تعد بمثابة مجلس بلدي غير منتخب) رمضان ساجد، إن أراضي هذا الحي العشوائي منحت إلى متعهدين منذ فترة طويلة. وزاد: «أعطتنا

المحكمة العليا في إسلام آباد الأمر بإزالة كل هذه الأحياء العشوائية غير القانونية»، مشيراً إلى أنه «ليس هناك بديل ولا تعويضات لأن هؤلاء الناس لا يحق لهم العيش هنا إطلاقاً».

لكن في الولايات الباكستانية الأخرى هناك قوانين تنظّم قضية هذه الأحياء، وتنص على إعادة إسكان أهلها أو منحهم تعويضات في حال إزالتها.

ويلقى تدمير الأحياء العشوائية تأييد البيروقراطيين والنخب المحلية، لكنه يدل قبل كل شيء على أزمة سكن في بلد يضم حوالى 200 نسمة، وتبقى فيها الأراضي قيمة مرجعية ثابتة.

وقال عارف حسن أحد أشهر مهندسي تخطيط المدن في باكستان، إن «الأرض هي الذهب الجديد»، موضحاً أن 30 في المئة من سكان المدن في باكستان يعيشون في أحياء عشوائية، معتبراً أن الأمر «محزن، إذ لا يمكن أن تكون هناك مدينة مثل إسلام آباد لا تؤمّن للسكان مساكن حقيقية بأسعار زهيدة. وهذا انعدام في المسؤولية في أفضل الأحوال، وإجرام في أسوأ الأحوال».

ويصب الأستاذ الجامعي عاصم سجاد أختر، الناشط في الدفاع عن سكان هذه الأحياء، جام غضبه على السلطات، التي يتهمها باستهداف أحياء إتنية البشتون، خصوصاً المقامة بين شمال باكستان وجنوب أفغانستان، التي شكّلت تاريخياً مناطق استقطاب لـ «طالبان».

وقال إن «السلطات قررت شيطنة السكان وتجريمهم عبر وصفهم باللصوص والإرهابيين. وهي تشدد على هويتهم كبشتون، لإعطاء الانطباع بأنهم يتعاطفون مع الإرهاب».

لكن سكان هذه الأحياء، التي يعيش فيها آلاف المسيحيين أيضاً، يقولون إنهم ليسوا سوى من صغار الكسبة ويحترمون القانون ويبحثون عن مسكن بسعر معقول في المدينة، في بلد لا يتجاوز فيه الأجر الشهري للعمال المياومين 100 دولار.

وبعد تدمير الحي من دون أن يكون لديهم مكان آخر للعيش فيه، يقول عدد كبير من السكان إن لا خيار أمامهم سوى بدء حياتهم من جديد في أراضٍ شاغرة أخرى ستتحول تدريجاً عشوائيات جديدة.

Author

افغانستان

الإرهاب

الاجئين

العشوائية

المساكن

باكستان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.