اين حكمة وضمير الدول العربية ؟

16 يونيو 2015

اين حكمة وضمير الدول العربية ؟

بلداننا العربية تعيش اسوا ايامها والخطر الداهم تقسيم هذه الدول الى دويلات فاين حكمتنا وضميرنا؟ إن المشاريع الغربية والاسرائيلية قائمة على تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتحويل أوطاننا إلى ساحات لحروب اهلية مذهبية لعقود وعقود .

ليس هناك شك بأن تفكيك الدول العربية وتحويلها إلى دويلات وملل ونحل متقاتلة ومتصارعة مصلحة استراتيجية معلنة لإسرائيل، ولكل الطامعين بهذه المنطقة التي حباها الله بموقع جغرافي عظيم وثروات يسيل لها لعاب العالم.

لقد قالها الإسرائيليون على رؤوس الأشهاد أكثر من مرة في إعلامهم واستراتيجياتهم بأن من مصلحتهم شرذمة البلدان العربية حتى البعيد منها كالسودان.

وقد سمعنا إحدى الشخصيات الأمنية الإسرائيلية الشهيرة وهو يلقي محاضرة ذات يوم يؤكد فيها على أنه حتى السودان البعيد يشكل خطراً على الدولةالعبرية،وبالتالي لا بد من العمل على إنهاكه وتمزيقه كي تكتفي إسرائيل شره.

ولا شك ان مصلحة إسرائيل في تقسيم البلدان العربية المجاورة إلى دويلات عديدة وضربها ببعضها البعض، لأن من شأن بقائها كما هي أن يشكل خطراً على إسرائيل لاحقاً، فما بالك إذا فكرت تلك الدول في الانضواء تحت لواء دولة كبرى على غرار التكتلات الكبيرة التي تجتاح العالم.

ولا شك أن بعضنا سمع بما يسمى بـ(خريطة الطریق) الأمريكية التي أعلنت عن مشاريع تقسيمية مماثلة للمشروع الإسرائيلي. وهي خطة لا تقل خطورة عن الخطة الإسرائيلية في أهدافها الرامية إلى تفتيت المنطقة العربية وإغراقها في دمائها كي تبقى مشغولة بانقساماتها وجروحها لزمن طويل.

ولا داعي لشرح ما كتبه بعض المستشرقين الأمريكيين المزعومين حول ضرورة ضرب مكونات المنطقة العربية بعضها ببعض.

لتحیید هذه المخططات الغربية والإسرائيلية الشريرة التی تحاول علی الدوام تفكيك المنطقة العربية وضرب شعوبها وأعراقها وعقائدها ببعضها البعض يجب علینا ان نعيد حساباتنا السياسية الخاطئة ونذهب للجلوس الى طاولة المفاوضات التي تعتبر الطريق الوحيد لخلاص الامة من حالة السبات والتشرذم التي تعيشها فالدول العربية تعيش هذه الايام اسوا ايام تاريخها بعد اتفاقية سايكس بيكو سيئة الذكر التي قسمت البلدان وحددت الحدود وحولتها الى لقم صغيرة يسهل مضغها وابتلاعها واذا قرانا احداث اليوم بشكل موضوعي يتبين لنا ان التاريخ يعيد نفسه من خلال استعراض الاحداث في كل من ليبيا وسورية والعراق واليمن فالدول الغربية هذه الايام بدات تعزف على اوتار الطائفة وتقسيم الحكم بين الطوائف والاديان وتشكيل دول على اساس عرقي بحت لاضعاف هذه الدول وجيوشها ومنعها من التفكير بقضية العرب والمسلمين المركزية اي اولى القبلتين القدس الشريف ومحاولة بعد ذلك دمج الاجئين الفلسطينين في البلدان التي هربوا اليها من بطش الصهيونية وحل مشكلتهم التي وقفت عقبة في سبيل تحقيق تسوية مع حكومة الظفة الغربية وحل الدولتين ان ارادوا تشكيل دولتين واعطاه العرب بقايا يريدون تسميتها دولة .

نطالبكم بالحكمة وتفضيل المصالح الوطنية والاسلامية على المصالح القبيلية والمذهبية الضيقة التي تقضي على حضارة الشعوب وتدمر اوطانهم وتحرق اوطانهم فمن يفكر فقط بمصالح قبيلته واهل بيته لا يصل الى شيئ لان اهدافه وانانيته سترتطم بامواج اهداف ومصالح جاره الذي سيحاول تحقيق الاهداف نفسها والنتيجة في الناحية ستكون كارثية لان تراطم هذه الامواج لا يمكن ان يؤدي الى شيء سوا دمار المراكب فوق روؤس راكبيها .

Author

الدول

الضمير

العربية ا

لحكمة


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.