امريكا غير مطمئنة للأنسحاب من افغانستان

23 ديسمبر 2014

امريكا غير مطمئنة للأنسحاب من افغانستان

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

إدارة أوباما تريد مغادرة هذه الساحة كلياً قبل نهاية رئاستها. وفي الوقت ذاته تجد أن في ذلك مجازفة كبيرة لا تقوى على تحمل مسؤوليتها.

حتى الخروج تدريجياً، خلافاً لما حصل في العراق، لا يبدو أنه يحقق هدفي الانسحاب والسلام في آنٍ.

 بذلك وجدت نفسها أمام احتمالين: إما التمسك بخطة اوباما وطي صفحة هذه الحرب بالكامل مع نهاية رئاسته، وإما تمديدها بصيغة ملتبسة لا تحجب الانسحاب ولا تكون ترجمة حقيقية له.

الجدل المحتدم في هذا الخصوص يرجح الخيار الثاني، ولو أن الإدارة تصر على برنامجها حتى الآن: الانسحاب الميداني في نهاية العام الجاري وترك قوة من 9800 جندي فقط، لتصبح 5500 مع آخر 2015 ثم صفر بنهاية 2016 .

الأسئلة التي تبحث واشنطن عن أجوبة شافية لها هي: ماذا بعد المغادرة العسكرية المقررة؟ هل يكفي ترك عدة آلاف من القوات الأميركية والحليفة؟ إلى متى؟ وبأي دور؟ ما الذي يشكل ضمانة بأن لا يتحول هذا البلد من جديد إلى بؤرة تهديد؟

وكذلك الارتباك الذي يعود في أساسه إلى «عدم وضوح الاستراتيجية» في هذه الحرب، كما يقول أنطوني كوردسمان، الخبير الاستراتيجي المعروف.

هذا العطب الأساسي أدّى إلى مراكمة إشكالات وتحديات أدّت إلى « خسارة الحرب في أفغانستان » على حدّ ما يقول أحد العسكريين الذي شارك فيها.

الأشد مرارة بالنسبة لإدارة أوباما، كما للرأي العام الأميركي، أن خيار التمديد للوجود العسكري هناك وبما يتعدّى 2016 قد يكون لا مفرّ منه لتفادي مزيد من الخسائر، حسب توصيات كبار القادة الميدانيين.

مآخذ المراقبين على إدارة الحرب في أفغانستان كثيرة.

بدأت ضدّ «القاعدة»، ثم تحوّلت ضد طالبان، لتنتهي بمهمة بناء الدولة الأفغانية. خلال هذا المسيرة ساد الاضطراب في التصويب على الهدف الاستراتيجي.

تداخل الأولويات أدّى إلى تفاقم التحديات.

سياسياً تعذرت محاربة فساد النظام.

وفي الوقت ذاته تفاقم الوضع الميداني الذي اضطر الرئيس أوباما وبعد تردد وارتياب في توصية العسكريين، إلى زيادة القوات بثلاثين ألف جندي.

كانت خطوة سياسية، إذ حرص الرئيس على تحديد موعد انسحاب هذه الزيادة أكثر مما حرص على ربط مهمتها بتحقيق انجازات معينة. خطوة كانت نصفية كانت نتائجها أن عدد الضحايا الأميركيين والأفغانيين ازداد بدلاً من أن ينخفض بنسبة 74%. الهدف الرئيسي كان الانسحاب بأسرع ما يمكن، وليس تأمين الظروف التي تسمح بانسحاب واعد.

تخلل ذلك احتدام الجدل بين البنتاغون والبيت الأبيض، والذي انفجر بإنهاء خدمات الجنرال ماكريستال قائد قوات التحالف، بعد أن تكلم بالسوء عن البيت الأبيض، معترضاً على إدارته للحرب. ثم تبعت ذلك استقالة الجنرال بترايوس في وآخر 2012. فكان أن تلطخت الحرب بالفضائح، وكأن التعثر لم يكن يكفها. ناهيك عن تدهور العلاقات بين واشنطن والرئيس السابق حامد قرضاي.

على هذه الخلفية، جرى في يونيو الماضي 2014 وضع خطة «المرحلة الانتقالية» المقرر أن تغرب شمسها بنهاية 2016. آنذاك وصف قائد القوات الجنرال جوزيف دنفورد قوة طالبان بأنها «باتت على درجة كبيرة من الوهن».

لكن الأرقام الأخيرة تقول بأن خمسة آلاف عسكري وشرطي أفغاني قد سقطوا هذا العام جراء عمليات طالبان. هذا الواقع المخالف للتوقعات حمل واشنطن على إعادة النظر في الحسابات.

 فقبل أسابيع قرر الرئيس أوباما، بعيداً عن الأضواء، توسيع دور القوات المتبقية هناك وعددها 9800، بعد نهاية ديسمبر الجاري.

إضافة إلى مهمات التدريب والتوجيه المكلفة بها، صار مطلوبا منها القيام بعمليات ميدانية خاصة، براً وجواً. الوضع الأمني الضاغط فرض على البيت الأبيض التراجع عن التحديد الضيق لدور هذه القوات.

وفي الأيام الأخيرة يجري البحث لإجراء مراجعة جديدة في الدور والمدة ،بل والعدد، في ضوء ما تبين بأن أداء القوات الأفغانية في الآونة الأخيرة، بعد أن تسلمت المهام الأمنية بمفردها، غير مطمئن.

التوصيات العسكرية وغيرها تشدد على ضرورة «الوقوف وراء الحكومة الأفغانية وقواتها العسكرية لمنع هزيمتها»

Author

أمريكا

افغانستان

الأمن

القوات الأفغانية

القوات الاجنبية

تعليم

طالبان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.