الهجوم على نادي المثليين في اولارندو، ذريعة جديدة لأمريكا للحضور العسكري في أفغانستان؟

14 يونيو 2016

شهدت أمريكا عام 2001 الهجمات الإرهابية على مركز التجارة ومبنى وزارة الدفاع وإتخذتها مطية لاجتياح أفغانستان والتواجد الدائم في البلاد تحت شعار محاربة الإرهاب، منذ ذلك الإجتياح والذي نتج عنه سقوط حكومة حركة طالبان في أفغانستان، لم يستتب الأمن 100% و ساد العنف والحرب في معظم أنحاء البلاد وعانى المواطنون من تفشي الفساد والمضاربات المالية.

إن حضور القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان لم يؤدي إلى القضاء على حركة طالبان وتنظيم القاعدة فحسب بل أصبحت الجماعتين أكثر قوة، وتحولت باكستان التي عرفت على أنها حليف إستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة إلى مركز لتمويل وتجهيز طالبان وباقي المجموعات الإرهابية التي جعلت من أراضيها منطلقاً لتنفيذ إعتداءاتها الهمجية على أفغانستان.

9

وإلى جانب الفشل الذريع في ملف مكافحة الإرهاب أصبح عاملاً وأداة لوصول البلدان الأجنبية ومن بينها الأمريكيين والبريطانيين لتحقيق مصالحهم الخاصة وإحداها الحضور العسكري في منطقة الشرق الأوسط وتشديد الرقابة على بلدان مثل إيران والعراق، رغم أن الهجوم على برج مركز التجارة العالمي والبتاغون لم يكن له أي علاقة بأفغانستان لأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان يتواجد على الأراضي الباكستانية ويعيش هناك بسلام وأمن، لكن أمريكا إعتبرت هجمات 11 سبتمبر ذريعة في سبيل تحقيق مصالحها العليا.

ورغم إنقضاء 15 عاماً على دخول القوات الأجنبية للبلاد، لم يتحقق أي من الإلتزامات التي تعهد بها تلك البلدان للقضاء على الإرهاب وحضورهم تقلص تدريجياً مع مرور السنوات وبعضهم إنسحب من أفغانستان؛ الولايات المتحدة وبريطانيا قامتا بخفض عديد قواتها بشكل كبير، لكن يبدو أن الأمريكيين بصدد العودة إلى الأراضي الأفغانية والهجوم على نادي للمثليين في مدينة اورلاندو من وجهة نظر الأمريكيين قد تكون مسوغ تماماً مثل هجمات 11 سبتمبر.

وقد لاقى الهجوم الذي أودى بحياة 50 شخص وجرح 53 آخرين ردود أفعال أفغانية وعالمية منددة ومستنكرة؛ أما منفذ الهجوم و يدعى (عمر صديقي متين/ 29 عاماً) فهو أمريكي من أصول أفغانية يعيش مع والديه الذين هاجرا إلى الولايات المتحدة منذ سنوات ويحمل جنسيتها، قالت السلطات أنه إتصل بالشرطة الأمريكية وأعلن إنتمائه لتنظيم داعش.

بعد أحداث 11 سبتمبر تم ربط الهجوم برمته على عاتق أفغانستان وشكلت حجة لإجتياحها وقدوم القوات الأجنبية بخاصة الأمريكيين وتم إستهداف مراكز طالبان وإنطلت الذريعة بشكل كبير لكنه تطور الآن وأصبح مبرراً للقضاء على تنظيم داعش.

اما في وضعنا الحالي فيجب أن لايتم ربط الهجوم على نادي المثليين والذي أعتبر اعنف حادث إطلاق نار بتاريخ الولايات المتحدة مرة أخرى بأفغانستان وشعبه المنهك بفعل الصراعات المستمرة، لاينبغي جعل الإعتداء مطية في سبيل مكافحة الإرهاب من جديد وخلق أزمات أخرى قد تكون أخطر وأشد من سابقاتها على الشعب الأفغاني الذي تعب من مفردة “الحرب”.

أما وقد نفذ هجوم اورلاندو مواطن أمريكي، نجل لأبوين ينحدران من أفغانستان وإرتكب جريمة على تراب بلده هو “أمريكا”، وقد يكون لم يزر موطن أجداده قط، لايجب أن يجعلوا منه مطرقة يهشمون بها رؤوس الشعب الأفغاني.

على الولايات المتحدة أن تتعظ من الأعمال وتجاربها السابقة ولاتتخذ شعار مكافحة الإرهاب حجة واهية لإجتياح آخر لتحقيق مصالحها الخاصة والإبقاء على الإرهاب ينخر بأفغانستان ويهدر دماء الأبرياء الأفغان الذين لايتمتعون بأي ثمن بنظرهم من أجل منعه من الوصول إلى أراضيهم.

في خضم هذا الجدل يجب أن ننتظرماذا ستكون ردة فعل الإدارة الأمريكية للهجوم على نادي المثليين، وأن يصبح مزاعم إرتباط منفذها بتنظيم داعش الإرهابي مطية أخرى لمكافحة التنظيم المتطرف في أفغانستان؟

Author

أفغانستان

الولايات المتحدة

اورلاندو

عمر متين

هجوم اورلاندو


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.