المدارس الوهمية.. فساد يهدد مستقبل أطفال أفغانستان

11 مايو 2016

في شهر يونيو/حزيران من العام الماضي، حذرت مؤسسة “سيغار” الأميركية، المعنية بمراقبة المشاريع التنموية والتعليمية في أفغانستان، من الفساد في قطاع التعليم، مؤكدة وجود مدارس وهمية.
وأكد المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان جون سوبكو الموضوع قائلاً “إن الولايات المتحدة الأميركية أنفقت أموالا على معلمين ومدارس “وهمية” لا يوجد لها أساس في أفغانستان.
10
وأشار سوبكو إلى أن مسؤولين سابقين في وزارة التربية والتعليم الأفغانية قدموا بيانات كاذبة للحكومة والجهات المانحة الدولية تفيد بوجود أعداد أكبر من المدارس النشطة في جميع أنحاء البلاد من أجل الحصول على المزيد من التمويل.

وبناء على المعطيات التي أوردها التقرير أقدمت الحكومة على إجراء تحقيقات توصلت إلى وجود مئات المدارس الوهمية، خاصة في جنوب البلاد”، كما يعترف بذلك المسؤول في وزارة التعليم الأفغانية محمد نجيب حیث قال “الحكومة تعمل حاليا على دراسة أوضاع المدارس في الأقاليم النائية، والأولوية هي للقضاء على المدارس الوهمية التي نكتشف العديد منها كل يوم”.

يكشف الخبير في إدارة التعليم المحلية في ولاية زابل (جنوب أفغانستان)، المولوي عبد السميع، أن مسؤولين في مديرية شاجوي يتعمدون المبالغة في مدى سوء الحالة الأمنية، ويكتبون تقارير مزيفة بهدف إغلاق المدارس، لتصرف رواتب المدرسين إلى جيوبهم.
يضيف عبدالسميع “إدارة التعليم المحلية كانت تبحث عن إيجاد ذريعة لإغلاق المدارس، كي يستفيدوا من مرتبات الأساتذة وباقي الأموال التي تصرف على تلك المدارس”.
ويؤكد أنه على الرغم من جهود الحكومة الحالية إلا أن القضية أكثر تعقيدا، وأن حلها يحتاج إلى وقت، ولا سيما أن المتورطين في القضية يشغلون مناصب رفيعة.

وبحسب وزير التعليم الأفغاني الدكتور أسد الله حنيف بلخي، فإن تحقيقات الوزارة كشفت حتى نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، عن إبرام اتفاقيات لإنشاء 524 مدرسة وحصل المقاولون على الميزانية ولكن المشاريع غير مكتملة وأوضح الوزير أن هذه المشاريع لم تكتمل بسبب فرار المقاول أو عدم إيصال الميزانية المخصصة أو أنها اختلست”

وتابع الوزير قائلاً: “هناك ما يقارب 110 مدارس في مناطق مختلفة من البلاد أكملت أعمال إعمارها نحو 70% وبعض منها 50% وفي بعضها الآخر لم تبدأ الأعمال وميزانيتها راحت أدراج الرياح”، وأضاف أنه تم تسليم الوثائق التي تؤكد الفساد في هذه المشاريع بشكل واسع إلى القصر الرئاسي وطالب بتقديم المتورطين في هذه الجرائم إلى العدالة والقانون.
وتلقی مصادر بالائمة في عدم مكافحة السلطات لهذه الظاهرة يرجع إلى غياب الكفاءة والأوضاع الأمنية المتردية والفساد، إذ إن المسؤولين يتقاسمون أموال تلك المدارس مع شيوخ القبائل وأساتذة يجلسون في منازلهم ولا يعملون في تلك المدارس ومع ذلك لا تتوقف أجورهم”.

Author

أفغانستان

المؤسسات التعليمية

المدارس

الولايات المتحدة

طالبان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.