قررت الشرطة الهولندية الاستعانة بمجموعات مدربة من الفئران للكشف عن المخدرات وبقايا الطلقات النارية، بعدما اكتشف الهولنديون أن الفئران وسيلة أرخص وأسرع وأدق في حل ألغاز الجرائم.
في نهج استقصائي جديد ومغاير لكل ما هو معروف ومتبع في كل دول العالم، بما في ذلك الدول المتقدمة، قررت الشرطة الهولندية الاستعانة بمجموعات مدربة من الفئران للكشف عن المخدرات وبقايا الطلقات النارية، في محاولة لتوفير الأموال، بعدما اكتشف المسؤولون الهولنديون أن الفئران تعتبر وسيلة أرخص، أسرع وأدق من العمل الذي يتم في المختبرات التقليدية.
وذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية في هذا السياق أن تلك الفئران مدربة على أعلى مستوى، وتتسم بأداء دقيق بنسبة 98.8% في جميع القضايا التي تشارك فيها.
ولفتت المجلة إلى أن الشرطة أنشأت قسمًا خاصًا لتلك الفئران، أطلقت عليه اسم قسم نخبة فئران المجاري، وهي تُدرّب حاليًا في روتردام لاكتشاف المخدرات والبارود وآثار المواد الأخرى التي يمكنها أن تلتصق بالأشخاص بعد اقتراف أي منهم للجريمة.
وأوضحت المجلة أن مسؤولي الشرطة الهولندية، الواقعين تحت الضغط لتوفير الأموال، ينظرون الآن إلى تلك الفئران باعتبارها خيار أرخص وأسرع من الطرق التقليدية.
ويتألف هذا القسم حاليًا من خمسة فئران، يطلق على إحداها اسم Derrickتينمنًا باسم بطل مسلسل تلفزيوني ألماني كان يبث بين سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي.
كما أطلق على باقي الفئران أسماء Magnum، Poirot، Thomson، Thompson.
وتشرف على تدريب الفئران سيدة تدعى مونيك هامرسلاغ، تدربهم على اكتشاف الأشياء المحظورة داخل الحقائب، وتفعل ذلك معهم مرارًا وتكرارًا لرفع مهاراتهم، خصوصًا أن لديهم 1000 مُستقبِل مختلف لإدراك الروائح، بينما عدد المُستقبلات لدى الكلاب هو 900 مُستقبِل.
وأشارت هامرسلاغ في هذا السياق إلى أن الفئران تمتلك نسبة نجاح تقدر بـ 95%، وهي نسبة نجاح جيدة مقارنةً بالكلاب، ونوهت بأنه سيتم تدريب الفأر Derrick وباقي الفئران الموجودين معه لكي يتم استخدامهم في تحقيقات الجريمة.
وأضافت هامرسلاغ: “مع هذا لا يمكن استبدال الكلاب البوليسية بالفئران، لأنه لا يتم إرسالها لمواقع الجريمة، كما أنها لا تشم المشتبه بهم بأنفسهم، بل تؤخذ لها عينات من الوجه والذراعين واليدين، والفكرة هي أنها وسيلة أرخص وأكثر كفاءة”.
وأوضحت دير شبيغل أن السرعة التي يمكن أن تعمل من خلالها الفئران تحظي بأهمية خاصة في هولندا، حيث يحظر قانونًا على الشرطة احتجاز المشتبه بهم لفترة أطول من ست ساعات من دون توجيه تهم إليهم.
وتعني الاختبارات البطيئة إمكانية إطلاق سراح المجرمين، أما الاختبارات السريعة التي تساعد فيها الفئران فتعمل على سرعة تحديد الأشخاص المشتبه فيهم وإطلاق سراح الأشخاص الأبرياء من دون تردد.
وجاءت فكرة فئران الشرطة قبل عامين، حين كتبت هامرسلاغ أطروحتها بمقر أكاديمية الشرطة عن الحيوانات واستخدامها بمسرح الجريمة وبالتحقيقات.
ونوهت بأنها تُستَخدَم في أفريقيا للمساعدة في الكشف عن الألغام الأرضية، وتساءلت عما إذا كان من الممكن استخدامها في الكشف عن مواد أخرى كذلك أم لا.
